الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
ماعدا التغيير في إيران لاحل جذري للمشکلة
حسين عابديني

مع الاخذ بنظر الاعتبار معظم الاختلافات الواردة على الصعيدين الدولي والاقليمي بشأن الموقف من النظام الحاکم في إيران منذ 44 عاما، فإنه ليس هناك من شك بأن هناك ثمة إتفاق ضمني على إن هذا النظام قد أصبح مشکلة بحد ذاتها الى الدرجة التي لامناص من الاعتراف بها.

ماقد ترتب ويترتب عن الدور والنشاط الذي قام ويقوم به هذا النظام على الصعيد الاقليمي بشکل خاص والدولي بشکل عام، يتزايد صعوبة وتعقيدا من حيث تأثيره السلبي على الامن والسلام الاقليمي والعالمي، والاهم من ذلك إن هناك قناعة واضحة تستند على حقائق من الواقع بأن هذا النظام يقوم باللعب على الصعيدين الاقليمي والدولي وبطرق وأساليب ملفتة للنظر يحذر فيها على أن لايکون دوره مباشرا وإنما عن طريق وکلاء وبدائل له.

هذا النظام وکما يبدو واضحا إنه يزداد جرأة في تحرکاته ونشاطاته کلما کان هناك تواصل دولي معه وکلما إستمرت المحادثات معه، والاهم من ذلك بکثير إنه وتزامنا مع کل مايقوم به قد شرع في خلق وإيجاد لوبيات تابعة له تقوم بممارسة دورها من أجل خلق قوى سياسية غربية ضاغطة لصالح هذا النظام.

على مر ال44 عاما الماضية، لابد من القول بأن بلدان المنطقة والعالم ولاسيما الغربية منها، قد جربت کل أنواع الطرق والاساليب في التعامل مع هذا النظام من أجل إجتناب شره ولکن الذي يتوضح يوما بعد يوم هو إن شر هذا النظام وخطورته يتزايد وبصورة مضطردة عاما بعد عام، وهو يقوم بإستغلال کل الفرص المتاحة له على مختلف الاصعدة وخصوصا من حيث إثارة الحروب بالوکالة وکذلك خلق الازمات والمشاکل وإستغلالها وتوظيفها لصالح بقائه ودرء کل أنواع التهديدات المحدقة به ولاسيما الداخلية المتعاظمة منذ الانتفاضة الوطنية الاخيرة التي طالبت بإسقاطه.

اليوم وبعد حرب غزة المدمرة والدور المشبوه للنظام من خلال أذرعه من أجل الصيدە في المياه العکرة لهذه الحرب، والطرق والاساليب الخبيثة التي يقوم بإستخدامها من أجل ممارسة الابتزاز على الصعيدين الاقليمي والدولي في سبيل ضمان بقائه لاعبا مشبوها، فإن القناعات تزداد بأن لايوجد أي ضمان مستقبلي لهذا النظام وإنه سيبقى على هذه الحالة وسيعمد بطبيعة الحال الى إثارة حروب ومشاکل وأزمات أخرى، وهذا يعود بالدرجة الاولى الى أوضاعه الداخلية التي هي الاخرى تزداد سوءا عاما بعد عام وقد وصلت حاليا الى مرحلة صار النظام نفسه يتخوف منها کثيرا.

عدم إيلاء بلدان المنطقة والعالم للأوضاع الداخلية السيئة لإيران من الاهتمام المطلوب والتصرف بطريقة واسلوب يکاد أن يکون لصالح النظام ولاسيما من حيث النأي بنفسها بعيدا عن ذلك وتجنب تقديم أي نوع من أنواع الدعم والتإييد للرفض الشعبي المتعاظم للنظام وتصاعد دور المعارضة ارئيسية للنظام، وهذا هو مطلب النظام الاساسي الذي يحرص عليه کثيرا لأنه يعلم جيدا بأن الخطر والتهديد الحقيقي الماثل ضده يکمن في الرفض الداخلي ضده، ولذلك فإن الحقيقة التي يجب على العالم تقبلها هي إن البقاء على الطريقة والاسلوب الحالي من شأنه أن يزيد من خطورة دور هذا النظام وتأثيره وإن فيما عدا التغيير في إيران لاحل جذري للمشکلة الدولية مع النظام القائم فيها!

ليفانت: حسين عابديني

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!