-
ما يجري في أوكرانيا هو جزء من كل
لقد أنهت الولايات المتحدة، يوم الخميس الماضي، مناورات واسعة مع الفلبين واليابان، وتخطط الآن للبدء بمناورة كبرى في جزيرة غوام في المحيط الهادئ انطلاقاً من قاعدة أندرسون الجوية الأمريكية والجزر القريبة، اعتباراً من يوم الأربعاء، إلى 18 شباط 2022.
المناورة القادمة، وما تعرف بـ"نورث كوب"، ستقوم القوات المشاركة بأكثر من 2000 طلعة جوية عبر سبع جزر في المحيط الهادئ و10 مطارات بالاشتراك مع اليابان وأستراليا. تأتي بعد أن شدّت الولايات المتحدة عضدها بأستراليا من خلال تزويد الأخيرة بغواصات نووية بديلة عن الغواصات الفرنسية لمراقبة تحركات الصين في المياه الزرقاء في المحيط الهادئ.
والجدير بالذكر، أنّ الولايات المتحدة أيضاً تجري مع حلفائها حالياً مناورة أخرى تحت اسم "نبتون سترايك٢٢" في المتوسط، من 23 كانون الثاني إلى 4 شباط. وفي الوقت نفسه أجرت كوريا الشمالية اختبارات عدة لصواريخ باليستية يصل مدى آخر صاروخ تم اختباره إلى جزيرة غوام الأمريكية.
الخلاصة، كل هذه المناورات والخطط ليست وليدة لحظتها، وإنما استراتيجية كبرى تُنفذها الولايات المتحدة الأمريكية مع خطوط تماسها مع منافسيها، روسيا والصين وحلفائهما، في وقت تجري فيه محادثات فيينا على قدم وساق لتوقيع اتفاق نووي مع إيران لمحاولة تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط وجعله بيئة آمنة لتزويد أوربا بالغاز كبديل للغاز الروسي للضغط عليها في ملف أوكرانيا وفي ملفات أخرى في أفريقيا، وتعتبر مناورات المحيط الهادئ بمثابة رسائل تستهدف ثلاثة أطراف: الداخل الصيني لتجييش الأوضاع هناك ضد الحزب الحاكم، وكوريا الشمالية بعد اختباراتها للصواريخ البالستية، بالإضافة إلى عرض قوة أمريكا أمام روسيا للضغط عليها في ملف أوكرانيا.
ولذلك، ملف أوكرانيا هو نتيجة طارئة نتجت عن توجه أمريكي جديد في العالم بعد تسلم الرئيس جو بايدن الإدارة الجديدة، ويبدو أن قضايا الصدام والمواجهات بين المتنافسين لديها إمكانية الحدوث في أي نقطة فيها تماس مباشر بينهم، وهي مرحلة تتداخل مع تحديد خطوط التماس بين الولايات المتحدة وروسيا من جهة، ومع مكافحة صعود الصين من جهة أخرى، والشرق الأوسط نقطة الصدام فيه قد تكون مؤجلة لآخر مرحلة ويُحسب مع النتائج النهائية في السياسة الأمريكية.
ليفانت - كمال الزغول
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!