الوضع المظلم
الجمعة ٢٦ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • ما لم يقله الأسد و روسيا اليوم عن محتوى رسالة بابا الفاتيكان

ما لم يقله الأسد و روسيا اليوم عن محتوى رسالة بابا الفاتيكان
ما لم يقله الأسد و روسيا اليوم عن محتوى رسالة بابا الفاتيكان

ليفانت_تعليق إخباري

سلام عمران


 


عنّونت صفحة رئاسة الجمهورية العربية السورية خبر زيارة مبعوث الفاتيكان بأن "الرئيس بشار الأسد يتسلم رسالة من مبعوث بابا الفاتيكان...". وسردت صياغة خشبية كالعادة لم تبح فيها لجمهورها عن العناوين الرئيسية أو الفرعية حول مضامين الزيارة، ما خلا تأكيدًا معتادًا من البابا على السلام في سوريا كما يفرض كالعادة، مع الإشارة إلى معاناة الدولة السورية في مكافحة الإرهاب.


و حمل رسالة الحبر الأعظم التي تحمل تاريخ الثامن والعشرين من حزيران الماضي وسلّمها الكاردينال بيتر كودوو آبيا توركسون، عميد الدائرة الفاتيكانية المعنيّة بخدمة التنمية البشرية المتكاملة.


وقد رافق الكاردينال توركسون، الذي حمل الرسالة المكتوبة باللغة الإنكليزية، الأب "نيكولا ريكاردي" نائب أمين سر الدائرة الفاتيكانية المعنيّة بخدمة التنمية البشرية المتكاملة والكاردينال "ماريو زيناري" السفير البابوي في سوريا.


وفي تكرار للإسلوب الدعائي المعتاد، في تقديم النظام الحالي وعلى رأسه الأسد نفسه حاميًا للأقليات الدينية، تمت إضافة صورتين لزيارته الأخيرة إلى معسكر الشباب المسيحي إلى جانب صورة الأسد مع المبعوث.


 


موقع أخبار الفاتيكان نقل بشكل أوسع مضامين الرسالة التي لم ينشرها موقع الرئاسة، حيث تجاهل كل شي على سبيل المثال، مطالبة الفاتيكان وقف الكارثة الإنسانية في إدلب، مبادرات ملموسة لعودة النازحين وحماية المدنيين.


كما تجاهل موقع رئاسة الجمهورية ذكر طلب البابا من الأسد اتخاذ مبادرات ملموسة من أجل السكان، وتجاهل ملف المعتقلين، وطلب المبعوث إطلاق سراحهم، وحماية المدنيين وتحسين ظروف المعتقلين السياسيين، و نداءًا جديدًا لاستئناف الحوار بمشاركة المجتمع الدولي.



وما لن يقوله الأسد في إعلامه قالت بعضه روسيا اليوم، على اعتبار أن التعمية لم تعدْ تجدي، ولا بأس بالتقاط مضمون الرسالة ونقل بعض العناوين من موقع أخبار الفاتيكان.


ونقلت روسيا اليوم عن موقع الفاتيكان بأن أمين سر دولة الفاتيكان "بييترو بارولين"، أشار لتأكيد البابا فرنسيس في رسالته على المصالحة"استعمل ولثلاث مرات كلمة "مصالحة"، وهذا هو هدفه، من أجل خير ذلك البلد وسكانه العزل".


كما أنه حثّ الأسد "على القيام بتصرفات مهمة في إطار عملية المصالحة الملحّة" فيما يبدو أنه احتجاج على شكل المصالحات التي تمت ومدى  وفاعليتها ومصداقيتها من طرف النظام السوري.


وأضاف: "للأسف نحن قلقون بسبب جمود عملية المفاوضات، لاسيما مفاوضات جنيف من أجل الحل السياسي للأزمة.. لذلك وفي الرسالة التي بعثها للرئيس الأسد يشجعه الأب الأقدس لكي يُظهر الإرادة الصالحة ويجتهد لكي يبحث عن حلول قابلة للتنفيذ لوضع حد للنزاع الطويل والمدمر".


مالم يقله أيضًا موقع روسيا اليوم، هو مطلع التقرير في موقع الفاتيكان والذي يشير بوضوح إلى استمرار الحرب والقصف على حساب المدنيين العزّل، ويشير إلى دمار البنى الصحية في إدلب ودمار المرافق الصحية في بتوريةٍ تحمّل روسيا مسؤولية الدمار والموت الذي يحصل في إدلب.


 


وفي مقابلة موقع أخبار الفاتيكان مع أمين سر الحاضرة بييترو باروين، يجيب باروين على سؤال حول موضوع المعتقلين السياسيين الذي يتحدّث عنه البابا فرنسيس في رسالته أيضًا وقال و أكّد إنّ البابا فرنسيس مهتمّ أيضًا بشكل خاص بوضع المعتقلين السياسيين.


وأكد بارولين أن النية وراء مبادرة البابا فرنسيس هذه "ليست سياسية بل هي تعبير عن قلق إنساني وحسب".


و يؤكّد البابا على لسان المبعوث في موضوع المعتقلين،  لا يمكن أن يُحرموا من التمتُّع بالظروف الإنسانية.


ففي آذار عام ٢٠١٨ نشرت اللجنة الدوليّة المستقلّة للتحقيق بشأن الجمهورية العربية السورية تقريرًا حول هذا الموضوع وأشارت إلى عشرات آلاف الأشخاص الذين تم احتجازهم بشكل اعتباطي؛ وأحيانًا في سجون غير رسميّة وفي أماكن مجهولة ويتعرّضون لمختلف أنواع التعذيب وبدون أيّ مساعدة قانونيّة أو أي اتصال مع عائلاتهم. ويُظهر التقرير أنّ كثيرين منهم وللأسف يموتون في السجن فيما يتمُّ إعدام الآخرين جماعيًّا.


مع وجود اللاعب الروسي على الأرض لم تعد ورقة حماية الأقليات ذات قيمة استثمارية بيد الأسد، ولا خلاف على أن الطرف الروسي هو الضامن الموضوعي للأقليات إذا ما قاربنا هذا المنطق، فضلًا عن سيطرته بالكامل على القرار السوري السيادي والاستراتيجي و محاولته المعلنة لإعادة ترتيب البيت الداخلي للنظام القائم من العمق.


لا اعتقد أن تلك الصورة التي يصدرها "الرئيس العلماني" أصبحت تنطلي على الغرب وكما يقال أن الصلاحية منتهية ولكن بقي اتخاذ القرار بالتخلي عنه ريثما يتم الانتهاء من دق كل المسامير في الداخل والخارج حتى لو كان ضمن قائمة المرشحين للرئاسة.


 


 


 

العلامات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!