الوضع المظلم
الجمعة ٢٦ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • ليفانت تواكب الأسبوع التضامني مع المعتقلين السوريين في مدينة "نورنبيرغ" الألمانية وقوى يسارية تصحح مسارها ..

ليفانت تواكب الأسبوع التضامني مع المعتقلين السوريين في مدينة
من الفعالية 1

تغطية خاصة ـ صحيفة ليفانت

تصوير : محمد برهان


نحن لا نعول على الحكومات نحن نعول على الشعوب ،عبارة أكدت بها السيدة فدوى محمود حاجة المعتقلين في كافة السجون السورية والعربية، وفي العالم لتضامن الشعوب معهم، والضغط على حكوماتهم لتساهم بالإفراج عنهم، وذلك خلال الأسبوع التضامني مع المعتقلين السوريين الذي أقيم في مدينة "نورنبيرغ" الألمانية منتصف شهر أيلول/سبتمبر الحالي.


فدوى محمود وعائلات من أجل الحرية

وشرحت السيدة "محمود" للحضور كممثلة عن حركة "عائلات من أجل الحرية "في الندوة الأولى التي أقيمت في (P31 ) ـ وهو مقر للناشطين اليساريين ـ في مدينة "نورنبيرغ" ظروف اعتقالها لمدة عامين واعتقال زوجها الدكتور "عبد العزيز الخير " لمدة تتجاوز الثلاثة عشر عاماً في حقبة العمل ضمن رابطة العمل الشيوعي، ومن ثمّ اختفائه ورفاقه "إياس عياش وابنها ماهر طحان" من مطار دمشق الدولي في أيلول / سبتمبر 2012، فور عودته من الصين بعد مباحثات مع مسؤولين هناك، لإيجاد حلول للأزمة السورية، باعتباره عضواً قيادياً في هيئة التنسي، وكان حينها قد زار موسكو قبل أن يتوّجه إلى الصين في جولة مباحثات تخصّ الشأن السوري والوصول إلى صيغة حل، وتم اعتقاله في مطار دمشق الدولي، فور وصوله من الصين دون أن يُعرف مصيره ورفاقه حتى هذه الساعة .


ثم تحدثت لجمهور من جنسيات مختلفة عن الجهود التي تقوم بها حركة "عائلات من أجل الحرية " التي تعمل مع أسر سورية تطالب بخروج أبنائها من جميع المعتقلات، ومراكز الإحتجاز، وكذلك مطالبة العائلات معرفة مصير المختفين قسرياً من قبل النظام وجميع أطراف النزاع في البلاد والإفراج عنهم .

وأكّدت السيدة "محمود" بأن الحركة ليست حراكاً سياسياً بل هي تجمّع لألاف الأسر السورية، التي تطالب بخروج أبنائها من المعتقلات عبر الحملات المحلية والدولية، ولذلك فإنّ أعضاء الحركة في حالة تحرّك مستمر لنشر قضية المعتقلين في بلدان وعواصم مختلفة.



فعاليات متنوعة

فعاليات الأسبوع التضامني تنوّعت ما بين ندوات ومظاهرة مرت بعدّة شوارع ومناطق بمدينة " نورنبيرغ" لمخاطبة الشعب الألماني، ومطالبته حكومته الضغط على المجتمع الدولي والنظام السوري والأطراف الأخرى المتصارعة من أجل الإفراج عن المعتقلين.


الحكومة الألمانية لا تقوم بالضغط الكافي

واستمع الجمهور الألماني الحاضر للندوة الأولى لمشاركة السيدة "مجدولين حسن " المعتقلة السابقة وتشغل حالياً نائب الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطي، التي قالت : (بأن الحكومة الألمانية لا تقوم بالضغط الكافي على نظام الأسد لإطلاق سراح المعتقلين أو البدء بعملية سياسية لإنهاء النزاع القائم في سوريا).


ودعت الحضور والمشاركين من المنظمات واليسار الألماني ( للقيام بحملات مناصرة لإطلاق سراح المعتقلين في سوريا وأيضاً من أجل إطلاق عملية سياسية تنهي الحرب ومنع الشركات الألمانية بيع الأسلحة لأطراف النزاع، ودعم ملفات محاسبة مرتكبي جرائم الحرب).


كما تطرقت السيدة " حسن" إلى أن (طلب الحكومة الألمانية من اللاجئين تجديد جوازات سفرهم في سفارة النظام هو طلب مخالف للقانون ففي حين يُمنع اللاجئ من زيارة بلده يُطلب منه الذهاب للسفارة التي تعتبر جزء من البلد الذي تمثله ليجدد جوازه).


مؤكدة بأن ما يجري في هذا الصدد (هو دعم للنظام بتأمين مورد مالي له وطلبت الضغط على الحكومة الألمانية لسن قانون يتم من خلاله منح اللاجئ وثيقة سفر ألمانية اسوة بدول أخرى تعفيه من تجديد جواز سفره وتمنحه هذه الوثيقة).


تدخل ألماني

وحول المحور المتعلق بمشكلة جوازات السفر كان هناك مداخلة لممثلة مجلس اللاجئين البافاري بمدينة "إنغولشتات" التي أكدت بأن (المجلس سيقوم برفع طلب للسلطات الألمانية للضغط عليها، كي تتوقف دوائر الهجرة عن طلبها من اللاجئين مراجعة السفارة السورية وتجديد جوازاتهم) .


انقسام الحضور حول روسيا

وشهدت الندوة الثانية التي أقيمت في مدينة "فورت" من فعاليات الأسبوع التضامني حضوراً من اتجاهات سياسية وجنسيات مختلفة قدمت لهم خلالها السيدة "فدوى محمود" إعادة لشرح طبيعة العمل التي تقوم به "حركة عائلات من أجل الحرية" لتنتقل الندوة في قسمها الثاني إلى حوار سياسي حول قضايا مختلفة تتعلق بالشأن السوري، وكان اللافت الإنقسام الذي حصل بين حضور من الحزب الشيوعي الألماني حول الموقف من التواجد الروسي في سوريا.


وقدمت السيدة "محمود" سرداً حول موقف روسيا وحججها بالتواجد والمكاسب الجيوسياسية التي تريد الحصول عليها وهو ما جعل جمهور من منظمات يسارية وألمانية يوافقونها الرأي رغم تبني بعضهم لمواقف مغايرة أحدها ـ روسيا حمت سوريا من هجوم أمريكي في مناسبات مختلفة ـ ، لكن تأثير الندوة وطروحاتها ظهر بحضور داعمي الموقف الروسي في اليوم الختامي للفعالية للمشاركة بالمظاهرة في شوارع مدينة نورنبيرغ وهو ما كانوا يعزفون عنه في مناسبات مشابهة في ألمانيا ،ليُبرز هذه التحول حجم الأخبار والمعلومات المغلوطة التي يبثها الإعلام للجمهور الأوربي فيما يتعلق بالشأن السوري والدور الروسي في البلاد. 



قيادي في حزب اليسار بختام الفعالية

شهد اليوم الختامي مظاهرة سبقها وقفة احتجاجية في ساحة "ياكوب" وسط المدينة للمطالبة بحرية المعتقلين والسلام في سوريا تخللتها عدة كلمات بدأتها السيدة "فدوى محمود" مطالبة المتظاهرين الموجودين السعي كل منهم من مكانه وبحسب قدرته السعي للإفراج عن كافة المعتقلين في سوريا والعالم كذلك السعي لتحقيق السلام والحرية للشعب السوري، تلتها كلمة للسيد "تيتوس شولر" العضو القيادي في حزب اليسار وعضو مجلس مدينة "نورنبيرغ" عن الحزب المذكور حيث (أكد إمكانية الوصول لحل سياسي سلمي في سوريا ولكن يحول دون ذلك المصالح والتدخلات الدولية، وشدد على ضرورة أن تقوم كافة الدول التي تلعب دور محوري في سوريا ومنها الحكومة الإتحادية الألمانية ـ باعتبارها عضو في حلف الناتوـ بلعب دور إيجابي لتحقيق السلام في سوريا وهذا لن يتم إلا بإيقاف تصدير السلاح إلى أطراف النزاع، وكذلك الإفراج عن كافة معتقلي الرأي السياسي الذين سيلعبون دوراً في الحياة السياسية المستقبلية في سوريا منوهاً إلى أن الحزب اليساري الذي يقوده في مدينة "نورنبيرغ" ينظر إلى أن سبل الحل في سوريا تبدأ من إرادة الشعب السوري وليس من التدخل الخارجي في البلاد).


وفي كلمتها قالت الممثلة عن الحزب الماركسي اللينيني في نورنبيرغ: (التدخل الخارجي تنفذه إمبريالية عالمية تسعى لتحقيق مكاسب مختلفة على الأرض السورية منها الاقتصادية، وركزت على ضرورة منع الحكومة التركية من التوغل العسكري في الأراضي السورية كون هذا التوغل يستهدف بالدرجة الأولى "قوات سوريا الديمقراطية" التي اعتبرتها ـ بحسب رأيها ـ قوى تقدمية تسعى لإيجاد حل نهائي في سوريا).



أفارقة يرفعون صور المعتقلين السوريين

وتحدث "ديستني " أحد طالبي اللجوء من نيجريا والممثل لتجمع "تعالوا قاوموا ابقوا " عن مدى صدمته بعد مطالعته للإحصائيات حول الدمار واعداد المعتقلين في سوريا منذ عام 2011 حتى الأن وهو السبب الذي دفعه بحسب قوله مع العشرات من طالبي اللجوء من أفريقيا للمشاركة وحمل صور معتقلين سوريين.


مدير الفعالية : صححنا رسائل مغلوطة وسنلتقي سنوياً

وكان العضو في منظمة الموجة الدولية السيد "وسام أبو حسون" المدير التنفيذي للإسبوع التضامني مع المعتقلين قد أكد لصحيفة ليفانت: (الفعالية ستكون سنوية وستتوسع المشاركة فيها حتى تحقق غايتها، ويتم العمل منذ الأن لتضم هيئات ومنظمات المجتمع المدني وتقديم محاضرات من قبل سياسيين وأكاديمين سوريين وألمان، مشيراً إلى أنه إضافة للمطالبة بالمعتقلين ومعرفة مصير المفقودين والمختفين قسرياً من قبل كافة أطراف النزاع في سوريا، وكان أحد أهداف الفعالية بانطلاقتها الأولى إعادة اليسار الألماني للعب دور في إيقاف الحرب السورية ودعوتهم لذلك من خلال التحرك شعبي، ودعوة من اليسار العربي التقدمي).


وقال السيد "أبو حسون" الذي قدّم بوقت سابق عشرات المحاضرات حول الأزمة السورية في منظمات وهيئات ومدارس وجامعات ألمانية: ( بعد سنوات من العمل السياسي في ألمانيا لاحظت بأن الأحزاب اليسارية الألمانية متأثرة بخطاب مضلل وصلها من الأحزاب الشيوعية الأخرى خاصة بعد الزيارة التي قامت بها وفود من الحزب الشيوعي الكوبي والصيني ودول أخرى ببداية الأزمة السورية وقابلوا فيها ـ بترتيب من النظام السوري ـ الحزب الشيوعي السوري التابع للجبهة الوطنية التقدمية الذي أخبرهم بأن ما يجري في سوريا مؤامرة خارجية دعمت الجماعات الإسلامية المتطرفة، وبدورها نقلت هذه الوفود مواربة النظام إلى الأحزاب اليسارية في أنحاء العالم ومنها ألمانيا، كذلك الدور الذي يلعبه الإعلام الروسي في أوربا بمحاولته التأكيد على أن بديل نظام الأسد سيكون نظام إسلامي متطرف، لذلك أردنا من خلال الندوات التي قُدمت إظهار الصورة الحقيقية للأحداث عكس رواية النظام المعتادة وأعتقد بأننا نجحنا في جزء كبير من الهدف حيث شاركنا التيار اليساري للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب السورية في الندوات، وتفاجئوا بالكثير من المعطيات التي تدحض رواية النظام السوري وتترجم ذلك بمشاركتهم في اليوم الأخير من الفعالية في مظاهرة جابت شوارع نورنبيرغ راقبها آلاف السكان من المدينة للمطالبة بالمعتقلين وحق الشعب السوري حق تقرير مصيره بنفسه).


ونوه "أبوحسون" (على النظام أن يدرك بأنه لا يسيطر على الأحزاب اليسارية التقدمية عكس اليسار الرجعي الذي يحركه كما يشاء ويستخدمه لبث رسائله الكاذبة في العالم).



آلاف السكان يشهدون المظاهرة

وختم جمهور من ناشطين وسياسيين وقفتهم التضامنية بمظاهرة جابت شوارع المدينة القديمة في "نورنبيرغ" وبواسطة ـ مكبرات الصوت ـ قام السيد وسام أبو حسون باللغتين الألمانية والعربية بنقل صورة عن الأحداث الجارية في سوريا من اعتقالات واخفاء قسري ودمار والدور الذي تلعبه الحكومات العالمية بتأجيج الصراع محاولاً تصحيح مسار الأفكار والمعلومات الخاطئة التي تصل للشارع الألماني من وسائل إعلام وتصريحات مسيسة، وحاولت المظاهرة إيصال رسالتها بظل وجود كثافة سكانية كبيرة تشهدها المدينة في مثل هذا الوقت في شهر أيلول / سيبتمبر من كل عام.


جحيم المعتقلات والنظام يرفض طلبات دخولها

وكانت هيئات غير رسمية قد أصدرت تقارير تؤكد من خلالها بأن أعداد المعتقلين في سجون النظام السوري وصلت إلى أكثر من 118 ألف معتقل يتعرضون لأبشع أنواع التنكيل والتعذيب دون أن يخضعوا لأي محاكمات قانونية، وأعداد كبيرة من المعتقلين لاقوا حتفهم جراء التعذيب بالضرب بالخراطيم البلاستيكية وهراوات حديدية وحرقهم بأعقاب السجائر والنار والماء الساخن والحرمان من الطعام والعلاج والدواء، ويتم دفن من يقضي جراء التعذيب بمقابر جماعية، ولا يوجد حتى الأن أي أرقام رسمية عن أعداد المعتقلين لدى الأطراف الأخرى المتحاربة على الأرض السورية، ومازال النظام السوري يرفض مطالب المؤسسات الإنسانية الدولية والمنظمات الحقوقية بالدخول لمعتقلاته وفروع التحقيق للإطلاع على أوضاع المعتقلين بداخل ما وصفه أحد الناجين من أحد المعتقلات بأنها الجحيم بذاته.


 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!