الوضع المظلم
الجمعة ١٧ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
ليفانت تحاور الباحث محمد خليل حول تغيرات المناخ
الباحث محمد خليل

لُندن -لجين السمان


محمد خليل يكشف لصحيفة ليفانت نيوز عن أخطار تغيير المناخ ويتحدث عن أهم الإجراءات التي تحصل في المنطقة العربية في خصوص هذا الموضوع.

أهلاً بكَ سيد خليل، يشرفني أنا وصحيفة أخبار ليفانت وجودك معنا اليوم، ونشكُرك على قبولك دعوتنا. تغيرات المناخ




  • دعني أبدأ معك سيد خليل بتعريف ماهي التنمية المُستدامة، وإلى أين وصلت دول العالم اليوم في تطبيق التنمية المُستدامة ؟


التنمية المستدامة هي تحقيق التنمية متعددة الأبعاد، بمعنى أن تحقيق التنمية لا يقتصر على البعد الاقتصادي فقط، بل تتضمن البعد الاجتماعي والبعد البيئي أيضاً، أي يتم تحقيق التنمية في الأبعاد الثلاثة معاً، بما يضمن الحفاظ على حقوق الأجيال القادمة في الثروات الطبيعية، أي عدم استنزاف الثروات الطبيعية، بحيث أن استنزافها يؤثر على حق الأجيال القادمة في الاستفادة من هذه الثروات.


وتأتي صعوبة التنمية المستدامة، من تحقيق الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئة معاً، وباختصار توفير استخدام الموارد الطبيعية وترشيدها، والبحث أيضاً عن حلول بديلة، بدل استخدام هذه الموارد بكثرة استخدام الطاقة المتجددة مثلاُ. 


– اتفاقية باريس كما نعلم حصلت ووُقعت بين عدة دول غربية كبر،ى بهدف تخفيض نسبة غاز ثنائي أوكسيد الكربون في الجو، وبهدف تحويل مسار الاقتصاد للاستثمار في مشاريع صديقة للبيئة، فبرأيك سيد خليل ومن معلوماتك، هل هنالك أي اتفاقيات مماثلة لاتفاقية باريس حصلت بين دول عربية، أو هل هنالك قرارات سياسية مماثلة حصلت في دولة عربية ما؟


نعم اتفاق باريس تم اعتماده في ١٢ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٥، ودخل حيز التنفيذ في عام ٢٠١٦، وسوف يُعقد في ١٢ كانون الأول/ ديسمبر من هذا العام اجتماع عالمي، بدعوة من الأمم المتحدة للاحتفال بمرور ٥ سنوات على هذا الاتفاق.


ومن معلوماتي، لا يوجد اتفاق مشابه لاتفاقية باريس حصل بين الدول العربية، ولكن يوجد مجلس وزراء البيئة العربي التابع لجامعة الدول العربية وهو يُعقد بصيغة دورية، وهذا الاجتماع يصوّر الكثير من القرارات ويعتمد الاستراتيجيات والخطط بما يتعلق بوسائل التصدي لظاهرة تغيير المناخ. 


– وهل برأيك أن تلك الخطط التي تم مناقشتها في تلك الاجتماعات سيتم تطبيقها على أرض الواقع؟


نعم طبعاً، يتم تطبيقها ويتم مراجعة ما تم َّ تنفيذه، فهذه القرارات تنقسم إلى شقين، شقّ يتضمن الموقف الغربي والإتفاقيات الدولية الخاصة بتغيير المناخ، والشق الأخر يتضمن سُبل تنسيق المواقف العربية، بما يتعلق بالتصدي لظاهرة تغيير المناخ. 


– سيد خليل، برأيك ما هو مدى وعي الفرد العربي تجاه قضايا البيئة وتجاه خطر تغييُر المناخ؟


أعتقد أن الوعي يتزايد فيما يتعلق بهذه القضايا، حيث أنّ الظواهر الحادة والتي يطلق عليها extreme weather events ، بدأنا نشعر بها في المناطق العربية، ونشهد ثلوجاً تسقط لأول مرة في بعض المناطق العربية ونشهد سيولاً غير متوقعة، كما نشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة ومعدّلات الجفاف، وبدأنا نشعر بكل هذا بشكل ملموس في المناطق العربية.


هذا كله أدّى إلى زيادة وعي المواطن العربي لأهمية ذلك الموضوع، وهذا ملحوظ أكثر بالنسبة للشباب

والجيل الجديد، وهذا كله يبعث على التفاؤل والأمل.


– في رأيك هل إذا قمنا بسؤال أي فرد عربي عن تغيير المناخ ماهي أسبابه وحلوله، هل من الممكن أن يجيب بشكل صحيح، أو هل هو بحاجة إلى وعي أكثر في هذا الموضوع؟


طبعاً يمكن المزيد مما يتاح عمله في إطار رفع الوعي بقضية تغيير المناخ، وللإعلام دور مهم في دور

الوعي، كهذه الحلقة مثلاً التي تقدمينها وأيضاً الأهل والتعليم والحكومات كلهم مسؤولون عن زيادة الوعي.


– إذا لم تُطبّق الدول العربية والغربية القرارات السياسية الهادفة، لخفض نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون، علمياً إلى كم سنة من المتوقع أن تستمر الحياة؟


اتفاق باريس هو اتفاق بين جميع الدول، و قضية تغيير المناخ هي ظاهرة عابرة للحدود يجب على الجميع أن يساهم فيها، لأنها لا تقتصر فقط على منطقة واحدة أو مجموعة دول معينة، فلا بد من اتحاد الدول جميعها للتصدي لهذه الظاهرة، مع الأخذ في الاعتبار مبدأ آخر يسمى المسؤولية المشتركة مع تبادل الأعباء؛ بمعنى أن تلك المسؤولية مشتركة بين الدول جميعها، ولكن نظراً للفوارق الاقتصادية والتكنولوجية، وما إلى ذلك.


اتفاق باريس يتضمن سعي جميع الدول للوصول إلى الحياد الكربوني في سنة ٢٠٥٠، أي بمعنى أنه بحلول عام ٢٠٥٠ سيتم خفض الانبعاثات. ومن المستحيل طبعاً وقف كل الانبعاثات، ولكن على الأقل تحويل الانبعاثات إلى طريقة يتم امتصاصها، بحيث يبقى الصافي في النهاية صِرفاً، أي ما يتم انبعاثه في الجو يتمّ امتصاصه مرة أُخرى، وما يتبقى في الغلاف الجوي يكون عبارة عن صرف انبعاثات فقط .


تقول التقارير العلمية،  أنهُ إذا لم يتم التوصل إلى هذا الهدف أو تحقيقه، أو إذا استمر الحال كما هو الآن، سيتغيّر شكل الحياة تماماً على وجه الأرض بحلول عام ٢١٠٠، وهذا أمر يدقّ ناقوس الخطر ويدق جرس الإنذار. تغيرات المناخ

أنا لا أعني التخويف ولكن لا يجب الاستهانة بالموضوع .

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!