الوضع المظلم
الأربعاء ٢٤ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
لبناني يعثر على عائلته في العراق بعد بحث دام 35 عاماً
لبناني يعثر على عائلته في العراق بعد بحث دام 35 عاماً

استطاع شاب لبناني في قصة أغرب من المسلسلات أن يجد عائلة والده في محافظة كركوك شمال العاصمة بغداد، بعد بحث استمر أكثر من 35 عاماً.


حيث فقد الشاب اللبناني والده داود (مواليد 1950) في الحرب الأهلية اللبنانية عام 1986،وهنا بدأت معاناته.

والشاب اللبناني يدعى محمد داود أحمد يبلغ من العمر (40 عاماً) -من أب عراقي وأم لبنانية نشأ يتيماً منذ السادسة من عمره، وتحمل ضغوط الحياة مع أمه وشقيقته التي تصغره بعامين.


سافر والده إلى بيروت في سبعينيات القرن الماضي، وتزّوج عام 1979 من امرأة لبنانية تدعى" خديجة أحمد" وعاش في لبنان، واقتصر التواصل مع أهله في العراق على الرسائل فقط.


وقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتقال والده داود عام 1983 وحتى منتصف عام 1984، وتمت مصادرة جميع أوراقه الثبوتية، وهذا ما حوّل أيام ابنه محمد إلى سلسلة من المعاناة والتشتت.


وبعد خروجه من السجن لقي حتفه أيام الحرب الأهلية في منطقة النبطية (جنوبي لبنان) سنة 1986.


ومنذ عام 2000، سعى محمد كثيراً من أجل إيجاد أهل والده في العراق، وفي كل مرة كان يفشل في ذلك وقد تعرض أثناء بحثه لعمليات ابتزاز من أشخاص أخذوا أموالاً طائلة مقابل المساعدة.


إقرأ المزيد :رجل بريطاني يعقد قرانه على حبيبته بعد معرفته بمرضه المميت


وأضاف الشاب اللبناني أنه تواصل عدة مرات مع السفارة العراقية في بيروت، وبسبب عدم امتلاكه أي أوراق ثبوتية تثبتُ جنسيته العراقية بسبب مصادرة جميع وثائق والده أثناء اعتقاله من قبل الاحتلال الإسرائيلي، لم يصل إلى أي نتيجة، وكانت السفارة العراقية تكتفي بأخذ اسم والده ولقبه.


واستمر بحثه أكثر من ثلاثة عقود ونيف، تعرّف الابن خلال هذه الفترة عبر فيسبوك على ناشط مدني من كركوك يدعى" نبز هماوندي"، وطلب منه المساعدة في إيجاد أهل والده لكونه من المدينة التي ينتمي إليها.


قام الناشط المدني بنشر الاسم الكامل لوالد محمد وصورته، وبعدها نشرها على صفحته الخاصة بفيسبوك، ولم تمر إلا ساعتان وورده اتصال يصفه "بالمفاجأة".


"اتصلت به امرأة وسألته عن الاسم والصورة للشخص المنشور، وقالت "هذا أخي، لم نسمع عنه شيئاً منذ أكثر من 35 سنة".


وبعد التواصل لثلاثة أيام، والتأكد من المعلومات المتعلقة بالعائلتين، توصّل الناشط المدني إلى عائلة والد الشاب اللبناني في بيروت، وأمّن معهم الاتصال... واصفاً ما جرى بأنه أشبه بالقصة الهوليودية.


وسافر الشاب اللبناني من بيروت إلى محافظة كركوك عبر مطار أربيل الدولي للقاء أعمامه وعماته، واصفاً اللحظات الأولى من لقائهم "رأيت أبي الذي فقدته وأنا صغير في وجوههم". ويضيف ماسحاً دموعه "كم تمنيت أن يكون والدي معنا ونكمل الفرحة سوياً". ويذرف الدموع أكثر ويعتذر عن إكمال بقية القصة.


وبعد اللقاء بعائلة والده في كركوك، يتمنى الشاب اللبناني الحصول على الجنسية العراقية، إلا أن عدم وجود الوثائق المطلوبة يصعّب عليه المهمة.


ليفانت - وكالات 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!