الوضع المظلم
السبت ٢٧ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
كيف تلقّى السوريون نبأ رحيل بسمة قضماني
بسمة قضماني

نعى ناشطون وسياسيون سوريون، يوم الخميس، الباحثة الأكاديمية السّورية والسياسية المعارضة، الدكتورة بسمة قضماني، بعد صراع مع المرض.

ولدت الدكتورة بسمة قضماني، في العاصمة السورية، دمشق، في العام ١٩٥٨. حائزة شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد العلوم السياسية Sciences Po، وعملت أستاذة مساعدة في العلاقات الدولية في جامعة باريس.

تولّت قضماني منصب المديرة التنفيذية لمبادرة الإصلاح العربي، التي تعمل على قضايا الإصلاحات والعمليات الانتقالية الديمقراطية في العالم العربي، وكانت شريكة مؤسسة للمبادرة في عام ٢٠٠٥. وعملت في المجلس الوطني للبحوث العلميّة في فرنسا بمجال الاستشارة والإدارة، وفي مركز الدراسات والأبحاث الدولية في معهد العلوم السياسية في باريس، وفي مكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لـ مؤسسة فورد في القاهرة، وفي المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في باريس.

اقرأ المزيد: واشنطن تعلن بيع ذخائر بقيمة 619 مليون دولار لتايوان

انضمّت قضماني إلى الثورة السورية منذ انطلاقها، وكانت من الشخصيات الأكاديميّة الأولى التي شاركت في مجموعات عمل المعارضة السورية، وتولّت منصب الناطقة باسم اللجنة التنفيذية للمجلس الوطني السوري عام ٢٠١١، وكانت عضوة مؤسسة في الحركة السياسية النسوية السورية.

وكانت بسمة قضماني في الهيئة المصغرة للجنة الدستورية السورية، وعضوة في هيئة التفاوض السورية، وفي الوفد المفاوض للهيئة العليا للمفاوضات.

أسّست الراحلة مع مجموعة من الأكاديميين والسياسيين السوريين جمعية "مبادرة من أجل سوريا جديدة"، تركزت أعمالها على الإغاثة ودعم منظمات المجتمع المدني السوري.

 

حاصلة على وسام الشرف الفرنسي عام 2012 وعلى جائزة ريمون جوريس للإبداع في العمل المجتمعي عام 2011.

كيف نعاها السوريون؟

نعت الحركة السياسية النسوية السورية العضوة المؤسسة الدكتورة بسمة قضماني، وقالت الحركة: "تعتبر الدكتورة بسمة من النسويات السوريات المناضلات والمؤثرات في العملية السياسية. حلمت بسمة وسعت طيلة حياتها للوصول إلى سوريا حرة، سوريا دولة مواطنة ومساواة لكل السوريات والسوريين. لا يسعنا اليوم إلا أن نكمل الطريق الذي تعاهدنا مع بسمة في الوصول إليه، حتى تحقيق حلمنا بسوريا ديمقراطية حرة خالية من كافة أشكال الاستبداد".

وقال السياسي السوري، موفق نيربية، عن رحيل قضماني: " ليس سهلاً أن أنعي بسمة قضماني: كانت ركن أمان وعقل راجح دائماً، كانت تجمع ما بين العلم والفكر والسياسة والثقافة والحياة، منذ بداية الثورة وهي مرتكز هام للرؤية والحس السليم، حاسمة كالسيف ومرنة كالخيزران".

وأضاف: "أول من أدرك ما تختزنه من طاقة دهاقنة الثورة المضادة، أكثر حتى من أهل النظام! لذلك حاربوها بشراسة تخرج عن الأصول والقواعد، ودفعوها للابتعاد نسبياً من درن أن تتوقف لحظة عن العمل من أجل سوريا… المجد لبسمة سوريا ولمحتها الذكية وروحها الوثّابة!".

وكتب الدكتور في الفقه الإسلامي، محمد حبش، عن رحيلها: " بسمة قضماني.. ما أكبر خسارتنا برحيلك..

كانت صورة للمرأة السورية الحرة الناجحة.. قدمت صورة مختلفة للمرأة العربية وكذلك للمرأة المسلمة، وارتقت منابر الأمم المتحدة والجامعات الفرنسية كموهبة نادرة وحصدت أهم الجوائز الدولية.

اقرأ المزيد: انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية لقطاع الطاقة تسجّل رقما قياسيا في 2022

انحازت إلى الشعب مع انتفاضة 2011 وقامت بدور رئيسي في المعارضة السلمية الرافضة للعنف كله، وطرحت حلولاً واقعية للمأساة السورية. أجمع كل من عرفها أنها كانت مدرسة في النقاء وسامي الخلق...

أسفاً على وطن يطارد هذه المواهب ويمنعها من دورها في الحرية والتنمية. تغمدها الله بواسع رحمته وبوأها معارج الجنة".

وقالت الكاتبة، وجدان ناصيف: "خسرت سوريا هذا الصباح امرأة سياسية آمنت بالمشروع الديمقراطي وبوطن حرّ ومستقل، وخسرت الحركة النسوية السورية امرأة مدافعه عن حقوق النساء ومؤمنة قولاً وفعلاً بقدرة السوريات وإمكانياتهن وعدالة مطالبهن".

وأضافت: "اجتمعنا في مكتبها في باريس كلجنة تحضيرية من أجل الدعوة للمؤتمر التأسيسي للحركة السياسية النسوية السورية عام ٢٠١٧. التقيتها يومها لأول مرة، ومتل باقي السورين والسوريات كنت قد عرفتها من خلال عملها في مبادرة الاصلاح العربي ومن خلال وسائل الإعلام كشخصية سياسية معارضة وامرأة تتحدث ثلاث لغات بطلاقة، دكتورة وأكاديمية وكاتبة وباحثة. لكني يومها التقيت بسمة قضماني الانسانة النبيلة والمستمعة الجيدة وصاحبة الخبرة، المحبة والكريمة لأبعد حدّ، فيما بعد كنت كلما رأيتها أدهشتني بقدرتها على الانخراط في العمل الجماعي رغم كل امكاناتها الفردية وخبرتها الشخصية، مستمعة جيدة، كتلة من الطاقة والحيوية والإيمان بمستقبل أفضل لسوريا ولرجالها ونسائها".

وتصدّرت الراحلة بسمة قضماني مواقع التواصل الاجتماعي السوري، إذ نعاها آلاف السوريين/ات، وعبّروا عن حزنهم لرحيلها.

ليفانت - متابعات 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!