الوضع المظلم
الجمعة ١٠ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • قمة جدة التاريخية.. مواجهة التهديدات الإيرانية أولوية ورؤية جديدة للشرق الأوسط

قمة جدة التاريخية.. مواجهة التهديدات الإيرانية أولوية ورؤية جديدة للشرق الأوسط
بايدن إلى السعودية / ليفانت نيوز

تبدأ قمة جدة المزمع عقدها بين الرئيس الأمريكي جو بايدن مع ست دول خليجية ومصر والأردن والعراق، اليوم السبت، وكانت قد بدأ رؤوساء الدول المشاركين بالوصول إلى جدة، وسط تكهنّات وتوقعات حول المحاور والمخرجات التي ستنتهي إليها القمة.

ويظهر أن التهديدات الإيرانية وأمن الطاقة وإقناع حلفاء واشنطن الخليجيين بدمج إسرائيل في المنطقة ضمن محور جديد تحركه إلى حد كبير مخاوف مشتركة بشأن إيران، محاور ستتصدر المحادثات.

وتحدّثت معظم التقارير الإعلامية، عن أن بايدن سيضع استراتيجيته للشرق الأوسط مع اختتام المرحلة الأخيرة من رحلة تستغرق أربعة أيام تهدف إلى تعزيز موقع الولايات المتحدة.

يأتي ذلك بعد أن كان بايدن قد وعد بجعل المملكة العربية السعودية "منبوذة" على الصعيد العالمي بسبب مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018 على يد فريق من ضباط مخابرات سعوديين، وعقب 11 شهراً من الانسحاب الفوضوي للولايات المتحدة من أفغانستان.

وفي النهاية، قرر بايدن أن المصالح الأمريكية تفرض إعادة تقويم وليس قطيعة في العلاقات مع أكبر مُصدر للنفط في العالم، فيما يهدف إلى إعادة ترتيب أولويات الولايات المتحدة بعيداً عن حروب الشرق الأوسط المدمرة والصراعات المستمرة الممتدة من ليبيا إلى سوريا.

وقال البيت الأبيض إنه عندما يتحدث إلى مجلس التعاون الخليجي وحلفائه العرب، سيقدم بايدن رؤيته الأكثر شمولاً حتى الآن للمنطقة وكيف يمكن للولايات المتحدة أن تتعاون معها. ومن المقرر أيضاً أن تعلن إدارة بايدن في القمة عن مساعدة بقيمة مليار دولار للأمن الغذائي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفقاً لمسؤول الإدارة.

اقرأ أيضاً: السعودية وأميركا تصدران بياناً مشتركاً تزامناً مع زيارة بايدن للمملكة

وصرّح جيك سوليفان مستشار الأمن القومي لبايدن للصحفيين في معاينة للخطاب: "إنها استراتيجية مناسبة للغرض لعام 2022 على عكس عقدين من الحروب البرية الكبرى التي خاضتها الولايات المتحدة في هذه المنطقة على مدار العقد الأول من القرن الحادي والعشرين".

أمن الطاقة 

وفي وقت ترتفع فيه أسعار النفط الخام وتشهد الولايات المتحدة الأمريكية مشاكل أخرى تتعلق بالصراع الروسي الأوكراني، يحتاج بايدن إلى مساعدة السعودية.

ونقلت رويترز عن مسؤول في الإدارة الأمريكية اليوم السبت قوله: إن الولايات المتحدة تأمل أن ترى زيادة في إنتاج منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) في الأسابيع المقبلة. ومن المتوقع أن يضغط بايدن على الدول المنتجة الأخرى في الخليج لضخ مزيد من النفط. وسيجتمع تكتل أوبك+، الذي يضم روسيا، في الثالث من أغسطس آب.

لكن مساعدي بايدن خفضوا من التوقعات للتوصل لاتفاق بين المنتجين الإقليميين، لتعزيز العرض على الفور. وقال بايدن للصحفيين في وقت متأخر من يوم الجمعة "أظن أنك لن ترى ذلك لأسبوعين آخرين".

وقبل ساعات من قمة مجلس التعاون الخليجي نشر البيت الأبيض صور الأقمار الصناعية التي تشير إلى أن المسؤولين الروس زاروا إيران مرتين في الأسابيع الأخيرة، لعرض طائرات بدون طيار، تتطلع روسيا للحصول عليها لاستخدامها في حربها المستمرة في أوكرانيا.

اقرأ أيضاً: ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن

وعند اندلاع الحرب الأوكرانية لم تتحرك  الدول الممثلة في القمة مع الولايات المتحدة لمعاقبة روسيا، وهي أولوية رئيسية في السياسة الخارجية لإدارة بايدن. فقد برزت الإمارات العربية المتحدة كنوع من الملاذ المالي للمليارديرات الروس ويخوتهم التي تقدر بملايين الدولارات. لا تزال مصر مفتوحة للسياح الروس.

حسب تقرير لأسوشيتد برس، فإن إطلاق صور الأقمار الصناعية، التي تظهر المسؤولين الروس زاروا مطار كاشان في 8 يونيو و 15 يوليو لإلقاء نظرة على الطائرات بدون طيار، يمكن أن يساعد الإدارة الأمريكية على ربط علاقة الحرب بشكل أفضل بالعديد من الدول العربية الخاصة بها بشأن طموحات إيران النووية وغيرها.

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن، أطلع الصحفيين قبل القمة، إن جهود موسكو للحصول على طائرات بدون طيار من طهران تظهر أن روسيا "تراهن فعليًا على إيران".

مواجهة التهديدات الإيرانية 

وتسعى دول الخليج، التي رفضت الوقوف في صف الغرب ضد روسيا فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا، بدورها إلى الحصول على تعهدات ملموسة من الولايات المتحدة حول التزامها بالعلاقات الاستراتيجية التي توترت بسبب ما ترى أنه توجه أمريكي لفك الارتباط مع المنطقة.

وكانت الرياض وأبوظبي قد أصيبتا بالإحباط بسبب الشروط الأمريكية بشأن مبيعات الأسلحة واستبعادهما من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 الذي يرون أنه معيب لعدم معالجة المخاوف الإقليمية بشأن برنامج طهران الصاروخي وتصرفاتها.

وقال عبد العزيز صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث في الرياض "أهم مطلب من القيادة السعودية وقادة الخليج الآخرين، والعرب بشكل عام، هو وضوح السياسة الأمريكية وتوجهها نحو المنطقة".

وشجّعت إسرائيل، التي تشاركهم المخاوف بشأن إيران، رحلة بايدن إلى المملكة على أمل أن تعزز الدفء بين الرياض وإسرائيل ضمن تقارب عربي أوسع بعد أن أقامت الإمارات والبحرين علاقات مع إسرائيل في اتفاقيات توسطت فيها الولايات المتحدة وباركتها الرياض.

تحاول المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة عزل إيران والضغط عليها بسبب نفوذها الإقليمي ووكلائها. 

من ناحية أخرى، تربط عُمان وقطر علاقات دبلوماسية قوية مع إيران وعملتا كوسطاء في المحادثات بين واشنطن وطهران.

استضافت قطر مؤخراً محادثات بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين في محاولة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني. لا تشترك إيران في حقل غاز ضخم تحت الماء مع قطر في الخليج الفارسي فحسب، بل سارعت إلى مساعدة قطر عندما قطعت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات وفرضت حظرًا دام سنوات على قطر انتهى قبل فترة وجيزة من تولي بايدن. 

يأتي اجتماع القادة بعد يوم من دعمه لخطوات تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.

اقرأ أيضاً: السفيرة السعودية بواشنطن: التاريخ يظهر خروجنا من كل تحدٍ أقوى معاً

وبدا هناك مؤشر على إحراز تقدم في إطار ما وصفه بايدن بعملية رائدة، قالت السعودية يوم الجمعة، إنها ستفتح مجالها الجوي لجميع شركات الطيران، مما يمهد الطريق أمام مزيد من الرحلات من وإلى إسرائيل.

وأعلنت واشنطن والرياض أيضاً عن إبعاد القوات الأمريكية وقوات حفظ السلام الأخرى من جزيرة تيران، وهي جزيرة تقع بين السعودية ومصر في موقع استراتيجي يؤدي إلى ميناء إيلات الإسرائيلي. وتمركزت القوات في إطار اتفاقيات تم التوصل إليها عام 1978 وأدت إلى اتفاق سلام بين إسرائيل ومصر.

أيضاً، تجهد الولايات المتحدة وإسرائيل إلى إرساء الأساس لتحالف أمني مع الدول العربية يربط أنظمة الدفاع الجوي لمكافحة هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية في الشرق الأوسط.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان يوم الجمعة الفائت، إن الرئيس الأمريكي سيجري محادثات ثنائية مع زعماء مصر والإمارات والعراق قبل المشاركة في القمة الأوسع حيث "سيحدد بوضوح" رؤيته واستراتيجيته لانخراط أمريكا في الشرق الأوسط.

أما فيما يتعلق بمخاوف الولايات المتحدة بشأن توسع الصين، يبدو أن الصين مستعدة لتزويد المملكة العربية السعودية بتقنيات صاروخية ونووية تكون الولايات المتحدة أكثر تردداً في القيام بها، والصين أيضا أكبر مشتر للنفط السعودي للمملكة.

وقال سوليفان: "إن بايدن عازم على ضمان عدم وجود فراغ في الشرق الأوسط تملؤه الصين وروسيا".

ليفانت نيوز_ خاص

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!