الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • قصور الأوهام والخطب النارية لن تنقذ النظام الإيراني

قصور الأوهام والخطب النارية لن تنقذ النظام الإيراني
نظام مير محمدي

أکبر ضربة مٶلمة تلقاها النظام الإيراني على مر الـ44 عاماً من عمره، کانت انتفاضة سبتمبر2022، والتي جعلت النظام رغماً عنه أمام الأمر الواقع وأرغمته ولأول مرة بعد انتفاضة مندلعة بوجهه، أن يجري تغييراً على خطابه وتصرفاته، ولعل المتابع للشأن الإيراني يلاحظ بأن النظام وعلى أثر انتفاضة سبتمبر، سعى من أجل حل معضلاته الخارجية وإيجاد سبيل من أجل رفع العقوبات عنه، کما يسعى تزامناً مع ذلك بالتأکيد على أنه يسعى لتحسين الاقتصاد ورفع مستوى الإنتاج ومنح ذلك الأولوية، إلى جانب خطبه النارية التي يواظب عليها القادة والمسٶولون من أجل الإيحاء بأن النظام بخير وإنه تجاوز الأزمة واستردّ عافيته.

النظام الإيراني وبعد مرور فترة قصيرة على ما قد بدر عنه وفق ما ذکرناه أعلاه والتي تؤکد من أنه على أحسن ما يرام وإنه في طريقه لتحسين أوضاعه الاقتصادية، فقد خرج «سجاد بادام»، مدير عام التأمينات الاجتماعية بوزارة العمل في حکومة رئيسي، بتصريح يمکن من خلاله الاستدلال على أن کل خطب تحسين الأوضاع الاقتصادية ورفع مستوى الإنتاج الصادرة من قبل قادة النظام، وفي مقدمتهم خامنئي، مجرد هراء وهواء في شبك.

سجاد بادام، خلال تصريحه أشار بکل وضوح على أن النظام في طريقه للإفلاس عندما قال: سنضطر قريباً إلى بيع جزيرتي كيش وقشم ومحافظة خوزستان لنتمكن من دفع رواتب المتقاعدين. وهذا کلام غير مسبوق ويٶکد مدى عمق أزمة النظام الاقتصادية، خصوصاً عندما أضاف: "حتى لو بعنا 3 ملايين برميل نفط دون عقوبات وحصلنا على كل الأموال، ما زلنا لا نستطيع حل أزمة المتقاعدين. كان ينبغي أن ننجز 85.000 مليار عمل بناء في 5 أشهر، لكن تم تنفيذ 13.000 مليار فقط، أي 20٪"، ولو قمنا بمقارنة بسيطة بين هذا التصريح وبين خطاب خامنئي بمناسبة العام الإيراني الجديد (النوروز 1402هجري شمسي) وکذلك خطب رئيسي ووزراء له بنفس السياق، فإننا نجد تناقضاً کبيراً جداً بينهما مع ملاحظة أنه ليس بإمکان سجاد بادام، مدير عام التأمينات الاجتماعية بوزارة العمل، أن يطلق هکذا تصريح جزافاً ومن دون وجود مبررات ومسوغات لذلك.

النظام الإيراني على الرغم من کل محاولاته ومساعيه المحمومة من أجل العبور من أزمته الخانقة جدًا والتي تضاعفت تأثيراتها وتداعياته عليه من جراء الانتفاضة الشعبية واستمرار عزلته الدولية، فإن يقف يائساً أمام مفترق طرق لا يقود أياً منها إلى نتيجة مرضية له، وهو عندما يسارع في إطلاق الخطب الرنانة ويعد بمستقبل زاهر سوف يجري فيه تغيير في عموم الأوضاع وإنه "أي النظام"، سيلحق الهزيمة بکافة أعدائه، فإنه لا يدري أن الوعي السياسي للشعب الإيراني قد وصل إلى حد ومستوى لم يعد فيه بوسعه خداعه وممارسة الکذب معه، خصوصاً وإن هذا النظام ولحد الآن کما يبدو لم يتّعظ من انتفاضة 16 سبتمبر التي اندلعت بهذه القوة لأن الشعب لم يعد يثق بالنظام شروى نقير، ومن هنا فإن قصور الأوهام والخطب النارية  لن تنقذ النظام الإيراني.

في النهاية؛ برأيي، بعد تجربة هذا النظام لمدة 44 عاماً، فإن إقالة المدير العام لا تعالج الألم فحسب، بل تضيف أيضاً مشاكل إلى جبل المشاكل. الحل الأصلي يجب علی النظام الإيراني إقالة خامنئي ورئيسي وحسين أمير عبد اللهيان ومحمد جواد ظريف وكمال خرازي وعلي أكبر ولايتي... وتسليمهم إلى محاكم الشعب. ومن ثم ستقوم المعارضة الإيرانية بتسليم 50 تيرابايت (TB) من الوثائق والبيانات لإدانتهم إلى المحكمة.

ليفانت - نظام مير محمدي

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!