الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • قصف تركي متواصل يستهدف شمال شرق سوريا.. وسط صمتٍ دولي مريب

  • قادة عسكريون.. تركيا تهرب من أزماتها المحلية نحو عملية عسكرية
قصف تركي متواصل يستهدف شمال شرق سوريا.. وسط صمتٍ دولي مريب
عملية عسكرية تركية شمال سوريا/ ليفانت نيوز

ضربت الحكومة التركية عرض الحائط جميع التحذيرات الدولية التي طالبتها بعدم فتح عمل عسكري وقصف مناطق شمال شرق سوريا، كان آخرها على لسان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، قائلاً: "إن الولايات المتحدة قلقة للغاية إزاء هذا الإعلان".

وأضاف: "ندين أي تصعيد، ونؤيد الإبقاء على خطوط وقف إطلاق النار الراهنة". وطالب برايس "تركيا أن تلتزم بالبيان المشترك الصادر في أكتوبر 2019".

وتابع برايس: "نحن ندرك المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا على حدودها الجنوبية، لكن أي هجوم جديد سيزيد من تقويض الاستقرار الإقليمي وسيعرض للخطر القوات الأمريكية المنضوية في حملة التحالف ضد تنظيم داعش".

اقرأ المزيد: العملية العسكرية التركية في سوريا.. موقف روسي غامض وإيراني رافض

تصعيد تركي وصمت دولي

وفي تصريح خصَّ فيه "ليفانت نيوز"، قال قائد لواء الشمال الديمقراطي السيد أبو عمر الإدلبي: "إن التهديدات التركية التي أطلقها الرئيس التركي، في الآونة الأخيرة، تدل على عمق الأزمة التي يواجهها على صعيد تسويق أي عمل عسكري عدواني يستهدف مناطقنا في الشمال السوري في إقليم الشهباء ومناطق الإدارة الذاتية".

وتابع الإدلبي، إنّ "الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية وحلف الناتو وبقية المجتمع الدولي، جميعها ضد أي تحرك عسكري عدائي يستهدف مناطقنا تحت أي ذرائع اعتاد أردوغان على تسويقها بالنسبة للولايات المتحدة". مضيفاً: "هذه الدول لطالما أكدت على أهمية دور قوات سوريا الديمقراطية في استقرار وأمن مناطقنا والعالم من خلال الشراكة بين التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية".

وأضاف القائد العسكري: "بالنسبة لروسيا فهي من خلال تحركاتها في المنطقة وتصريحات دبلوماسيتها تؤكد على ضرورة الحفاظ على سيادة وأمن سوريا على صعيد الجغرافيا والحدود، ورغم كل هذه المواقف المعلنة، إلا أن سياسة المصالح البينية والمشتركة بين الدول لها الكلمة الفصل في تحديد المواقف".

"قسد" تتعامل بجدّية مع التصريحات التركية

وختم حديثه بالقول: "دائماً ما نحرص على أمن وسلامة أرضنا ومكونات شعبنا، ومستعدين لحمايته والزود عنه، وهذا عهدنا لشعبنا أن نحميهم بدمائنا ونبذل كل التضحيات والجهود في سبيل ذلك"، مؤكداً على وقوف شعبنا السوري معنا صفاً واحداً، وذلك من خلال تراصّ وتلاحم كافة مكونات شعبنا يداً واحدة في وجه أي عدوان قد يمسّ مناطقنا من طرف الاحتلال التركي ومرتزقته من الفصائل المسلحة أو قوى التطرف التي يمثلها تنظيم داعش الإرهابي".

مشاريع أردوغان الاستعمارية في سوريا

وفي جوابه على سؤال صحيفة "ليفانت نيوز" الذي تمحور حول التطمينات الأمريكية لقوات سوريا الديمقراطية، وحقيقة الموقف الروسي من هذه العملية المرتقبة، قال السيد سيامند، مدير المركز الإعلامي لقوات الحماية الكردية ybg: "بالطبع التهديدات التركية في البدء بعملية عسكرية جديدة داخل الأراضي السورية خطأ كبير جداً ونحن في قوات سوريا الديمقراطية ننظر إلى هذه التهديدات على محمل الجد، وهناك استعدادات جارية لمواجهة هذه التهديدات".

وأضاف: "ميدانياً هناك استعدادات جارية من قبل الجيش التركي والفصائل التابعة له على طول خطوط التماس، وخاصة في منطقة تل رفعت وعفرين".

جبهة النصرة في قلب الحدث

ولفت سيامند، أن "هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) موجودة على خطوط التماس، وهذا يرجح إلى أن هناك تنسيقاً مباشراً بين الجيش التركي والجبهة، والأخيرة تؤكد مشاركتها في أي هجوم قادم". وتابع أن "هذه التهديدات ليست جديدة والحكومة التركية بانتظار الضوء الأخضر من اللاعبين الفاعلين على الساحة السورية، كالقوات الأمريكية والروسية".

ويعتقد مدير المركز الإعلامي لقوات الحماية الكردية، أن هذا الموضوع بحاجة إلى توافقات سياسية ليقوم الرئيس التركي أردوغان بخطوات عسكرية جديدة في الأراضي السورية، علماً أن جميع مناطق التماس تتعرض لقصف مدفعي شديد من قبل الجانب التركي وفصائله في زركان وتل تمر، إضافة إلى عين عيسى وخط m4 وشرق مدينة كوبانى.

اقرأ أيضاً: قسد تحثّ المجتمع الدولي للتعامل بجدّية مع التهديدات التركية.. وتحذّر من عودة "داعش"

وأضاف، أن "الملاحظ من ردة الفعل والتصريحات الصادرة من الإدارة الأمريكية والقوات الروسية وحتى موقف الحكومة السورية في دمشق، نجدها غير كافية ولا تناسب حجم التهديدات التي يطلقها الجيش التركي".

وطالب سيامند بموقف حازم وجدي حتى "لا تتكرر السيناريوهات الماضية في عفرين ورأس العين". وأوضح أن "ما يقوله الرئيس التركي بأنه ينوي إنشاء منطقة آمنة على الحدود السورية ولكن عمليات الجيش التركي الماضية جعلت المناطق التي تحت سيطرته وسيطرة الميليشيات التابعة له أعشاشاً للإرهاب، وخاصة داعش والقاعدة، في عفرين ورأس العين، ولم تكن أبداً في خدمة المواطن السوري".

وأشار إلى أن كل العمليات التركية السابقة، تخدم سياسات حزب العدالة والتنمية الحاكم "ونحن لا نمانع عودة أي مواطن سوري إلى دياره، ولكن نمانع هذا المشروع والحزام الذي ينوي أردوغان إنشاءه على طول الحدود لأنه سيكون حزاماً إرهابياً وخطراً على الشعب السوري، ومخالفاً للمواثيق الدولية لأنه مشروع من دولة ثانية وينبغي مواجهته ورفضة من الدول العربية والمجتمع الدولي".

وأوضح الإعلامي، أن مشاركة جبهة النصرة في العملية المحتملة، بالإضافة إلى فصيل الزنكي وأحرار الشرقية، وهي فصائل موضوعة على القوائم الإرهابية، وواضح جداً التنسيق التركي والتحالف معهم، وهذا يخالف قواعد حلف الناتو التي تتمتع تركيا بعضويته لذا نطلب من الحلف الأطلسي الضغط على الجانب التركي بخصوص هذا التنسيق الفاضح والواضح مع هذه الفصائل الإرهابية.

وفي الختام، قال سيامند: "هناك خطر وتهديد كبير على المنطقة وساكنيها وأن النوايا التركية، هي التقسيم، والأهم من هذا أنه سيوقف مواصلة محاربة داعش، المستفيد الأكبر من العملية التركية. ونحن في قوات سوريا الديمقراطية في جاهزية تامة واعتمادنا على قواتنا ومن حاول تقديم الدعم لنا من القوة الخيرة في سبيل حماية مناطق شمال شرق سوريا".

وسبق أن أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن قوات بلاده ستشن قريباً عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا لإنشاء "منطقة آمنة" بعمق 30 كيلومتراً على طول حدودها مع سوريا. فهل تجرؤ تركيا وتقوم بعمل يغضب الدول الفاعلة في الشأن السوري أم تكتفي بالتصريحات الإعلامية والقصف المتقطع بين الحين والآخر؟

ليفانت – خاص

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!