-
قادة دول مجلس أوروبا يجتمعون في ريكيافيك لتأكيد وقوفهم ضد موسكو
بعد عام من طرد روسيا من مجلس أوروبا، يجتمع قادة الدول الـ46 الأعضاء في المنظمة بعد ظهر الثلاثاء في آيسلندا للتعبير عن تضامنهم مع كييف ووحدة موقفهم ضدّ موسكو.
تهدف القمة، وهي الرابعة فقط في تاريخ مجلس أوروبا الذي تأسس قبل 75 عاما تقريبا، إلى زيادة وسائل تحميل روسيا المسؤولية الجنائية عن الدمار والجرائم التي تسبب بها غزوها لأوكرانيا.
وسيلقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كلمة افتتاحية عبر الفيديو، بحسب مسؤولين في لندن استقبلوه خلال زيارته للمملكة المتحدة في محطة أخيرة من جولة أوروبية سريعة شملت كذلك روما وبرلين وباريس.
وسيرأس القمة في ريكيافيك كلّ من المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ونظيرته الإيطالية جورجيا ميلوني.
الاثنين، كتب زيلينسكي على تويتر أنه "عائد إلى الوطن مع حزم دفاعية جديدة"، في وقت تُعدّ كييف هجوما مضادا ضدّ القوات الروسية.
اقرأ المزيد: الأمم المتحدة: مساعي تمديد اتفاق الحبوب مستمرة
في ظلّ تهديدات موسكو بإطالة الحرب رغم الخسائر الثقيلة التي تتكبّدها، تسعى أوروبا إلى إظهار وحدتها وتضامنها مع كييف مهما كانت نتيجة هذا الهجوم المضاد الذي يبدو صعبًا ضدّ مواقع روسية محصّنة.
وأكّدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الاثنين أن أوروبا "ستواصل دعم أوكرانيا طالما لزم الأمر".
ووعدت بعدم اتخاذ أوروبا أي خطوات "بشأن أوكرانيا من دون مشاركة أوكرانيا" فيها، في وقت تخشى كييف من أن تجد نفسها تحت ضغط من حلفائها للتفاوض مع موسكو في حال لم تحقق النجاحات العسكرية المتوقعة بسرعة.
"سجلّ للأضرار" ومحكمة خاصة
يأمل المنظمون الأيسلنديون أن تخلص القمة، التي ستستمر 24 ساعة تقريبًا ودفعت ريكيافيك إلى استقدام تعزيزات أمنية من الخارج، إلى "نتائج ملموسة".
ومن المقرر إطلاق "سجلّ للأضرار" التي تسبب بها الغزو الروسي لأوكرانيا، بعد شهرين من إعلان المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
واعتبرت فون دير لايين، التي تدعو مثل آخرين في أوروبا إلى إنشاء محكمة خاصة لجرائم الحرب في أوكرانيا يكون مقرها لاهاي ربّما، أن "سجلّ الأضرار" هذا سيكون بمثابة "خطوة أولى وخطوة كبيرة نحو تعويضات تدفعها روسيا".
ومن المتوقع أن يعبّر كلّ من ماكرون وسوناك وشولتس، في خطابات يلقونها مساء الثلاثاء، عن تأييدهم للمبادرة التي تدعمها واشنطن أيضًا.
وأشار قصر الإليزيه إلى أن المسؤولين الأوروبيين سيجتمعون حول طاولة مستديرة ثم على مأدبة عشاء للبحث في سبل "تقديم مجلس أوروبا مساعدة فعّالة للأوكرانيين بصفتهم أعضاء في هذه الأسرة الأوروبية الديموقراطية الكبيرة".
اقرأ المزيد: روسيا تعترض طائرتين لحلف "ناتو" فوق بحر البلطيق
من جهته، سيلقي الرئيس الفرنسي الضوء على "وحدة أوروبا حول قيمها"، بحسب مقرّبين منه.
حتى آذار/مارس 2022، كانت روسيا دولة عضوًا في مجلس أوروبا، وهو أحد المنتديات الغربية النادرة التي كانت تشارك فيها موسكو بالإضافة إلى مجلس القطب الشمالي - الذي هُمّشت فيه روسيا - ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
طرد مجلس أوروبا روسيا في آذار/مارس 2022 نتيجة غزوها لأوكرانيا، لكن موسكو كانت تستعد لمغادرة المنظمة على أي حال.
يضمّ الفضاء القانوني لمجلس أوروبا دول الاتحاد الأوروبي الـ27 ونحو عشرين دولة أخرى منها تركيا والمملكة المتحدة. وتشتهر المنظمة بمحكمتها المعروفة باسم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وعلى الرغم من وحدة مجلس أوروبا الظاهرة، فإن المنظمة ليست بمنأى عن التشققات.
فقمة ريكيافيك ستجمع مثلًا دولتَين متنازعتَين هما أذربيجان وأرمينيا.
أمّا بالنسبة للمملكة المتحدة التي بقيت مشاركة رئيس حكومتها في القمة غير مؤكدة لفترة طويلة، فهي تنتقد المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان باستمرار، معتبرة أنها عقبة كبيرة أمام تمكينها من تشديد سياسة الهجرة.
ولفتت ريكيافيك إلى أن الحاضرين في القمة سيتناولون أيضًا "تراجع الديموقراطية الملحوظ في أوروبا" وقضايا راهنة أخرى مثل إنجازات الذكاء الاصطناعي.
وتأتي القمة الأوروبية قبل أيام من قمة دول مجموعة السبع التي ستبدأ الجمعة في اليابان حيث سيلتقي ماكرون وشولتس وسوناك وميلوني مسؤولين غربيين بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن.
المصدر: أ ف ب
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!