الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • في عفرين.. المليشيات المسلحة وريث غير شرعي لكلّ المتوفين

في عفرين.. المليشيات المسلحة وريث غير شرعي لكلّ المتوفين
عفرين.. فصائل تركيا/ أرشيفية

لا تتوانى الميليشيات السورية المسلحة منذ احتلالها لمدينة عفرين عقب ما سمي "عملية غصن الزيتون"، التي احتلت بموجبها منطقة عفرين (ذات الخصوصية الكردية شمال غرب سوريا)، بجانب الجيش التركي، عن الاستيلاء على منازل المدنيين الكورد المهجرين قسراً، وحتى المتواجدين في مدينة عفرين، أو من يفقد حياته، وليس له أقارب.


حيث تصبح ممتلكات المتوفين تحت الحجز، ولا يسمح لأحد بالتصرف بها، حتى ممن تم توكيلهم بورقة رسمية صادرة عن المجلس المحلي المزعوم في مدينة عفرين، إذ تم إلغاء كل تلك التوكيلات حتى من أقارب الدرجة الأولى، سواء أكانوا الأب أو الأم أو الإخوة.


اقرأ أيضاً: غوانتانامو “الراعي” شمال حلب.. آخر ضحاياه خمسيني وستينية من عفرين

في السياق، قال "دلشير\اسم مستعار" وهو أحد سكان مدينة عفرين، لصحيفة ليفانت نيوز، أنه و"منذ دخول هذه الجماعات المسلحة إلى مدينتنا، أصبحت جميع أملاكنا ومنازلنا عرضة للسلب والنهب من قبل العناصر المسلحة، فهم يسمحون لأنفسهم بالتحكم بها، بحجة أنهم حرروا عفرين بدماء شهداءهم، وهم الأولى بها، وأن عفرين لم تعد ملكاً للأكراد، وعلينا جميعاً مغادرتها".


ويضيف: "منذ قرابة الأربع سنوات، أي منذ احتلال مدينة عفرين، قمت بالتنقل من أكثر من منزل، ففي كل مرة كنت استأجر فيها أحد المنازل، تأتي جماعة مسلحة وتطردني أنا وعائلتي خارج المنزل، بحجة أننا لسنا أصحاب المنزل، ولا يعترفون بوثيقة الآجار التي نجريها بيننا وبين مالكي المنازل، وفي حال رفضنا الخروج، كانوا يقومون بتهديدنا بالخطف وتلفيق تهم واهية لنا، كما بات من المعروف، وهي التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة".


وفي حادثة مشابهة جرت في قرية كفرصفرة بناحية جنديرس، توفي أحد سكان القرية وهو المسن "رشيد إيبش"، والذي كان يقطن في منزله مع زوجته وحفيدته، وبعد وفاته قامت مليشيا "سمرقند" المهيمنة على قرية كفرصفرة بالاستيلاء على جميع ممتلكات المرحوم، من حقول وأراضي زيتون، رغم وجود زوجته، تاركين لها فقط بعض الأشجار لتأخذ منها حاجتها من الزيت السنوي، ومنزلها الذي تقطن فيه، وسط تخوف ناشطين من طرد الزوجة من المنزل.




طمس ملامح عفرين وسرقة آثارها.. مخطط أنقرة التتريكي تمهيداً لضمها في النهاية طمس ملامح عفرين وسرقة آثارها.. مخطط أنقرة التتريكي تمهيداً لضمها في النهاية \ ليفانت نيوز

وبالتوازي، وعقب أن تم قتل المواطن "سليمان نعمان" من أهالي قرية "بوزيكيه" التابعة لناحية جنديرس، في سجن الراعي، بعد مرور عامين ونصف على اعتقاله بتهمة "الإرهاب وتنفيذ التفجيرات في مدينة عفرين"، برفقة ثلاثة نساء من أقاربه، فقدت إحداهن حياتها في سجن الراعي أيضاً، قبيل ستة أشهر وهي المسنة مولودة نعمان التي توفيت في السجن نتيجة الظروف الصحية القاسية في السجن، فقد أفادت مصادر لليفانت نيوز، إن سلطات الاحتلال التركي قامت بعد وفاته بالاستيلاء على منزله ووضعه تحت الحجز، مانعين أقرباءه من التصرف بها، بحجة أن صاحب المنزل كان يقوم بتنفيذ التفجيرات في مدينة عفرين وزعزعة الأمن والأمان في مدينة عفرين.


هذا وكان يقوم ما يسمى بـ"المجلس المحلي في مدينة عفرين"، بإصدار وكالات لأقرباء المهجرين من عفرين، للتصرف بممتلكاتهم، إلا أن المليشيات المسلحة قامت بإلغاء كل تلك الوكالات، ووضعت يدها على ممتلكات كلّ المدنيين المهجرين، واصفين إياها بأنها "غنائم حرب".


ليفانت-خاص

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!