-
في الحسكة.. سجناء داعش مدعاة أرق دائم للسكان
يشكل بقاء عناصر تنظيم (داعش) في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا، توجساً متنامياً لدى السكان، بالأخص عقب الهجوم الذي شنه التنظيم على سجن غويران في المدينة، عندما استطاع مجموعة من عناصر التنظيم من الفرار من السجن بعد الهجوم الذي نفذته مجموعات أخرى تابعة لداعش في العشرين من يناير الماضي.
واعتبر الهجوم الذي طال لأيام ودعمت فيه الولايات المتحدة والتحالف الدولي، قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضد داعش، لتحرير السجن، انتكاسة كبيرة للسكان الذين شهدوا سنوات من الاستقرار الأمني الذي مكنهم من استئناف حياتهم الطبيعية عبر التنقل وقضاء شؤونهم دون أي قيود.
اقرأ أيضاً: الكهرباء تعود لتل تمر في الحسكة بعد انقطاع ليومين
وذكرت نور الأحمد وهي صحافية سورية إنه “رغم إعلان قوات سوريا الديمقراطية السيطرة الكاملة على سجن الصناعة في السادس والعشرين من شهر يناير، إلا أن الوضع الأمني في شمال شرق سوريا مازال غير مستقر بشكل كلي”.
وأردفت الأحمد في ورقة بحثية لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أن “ما يثير الذعر بين سكان المنطقة هو أنه رغم قيام قوات سوريا الديمقراطية بتفتيش المنازل بشكل دوري بحثاً عمن تبقوا خارج سجن غويران، إلا أن قوات قسد رصدت قيام بعض عناصر التنظيم الفارين بالاختباء في منازل بعض المدنيين في بعض الأحياء التي وجدوها أكثر أماناً في المناطق المجاورة للسجن، وقد ظنت عناصر التنظيم أن المناطق الجنوبية من المدينة ستكون بمثابة حاضنة شعبية لهم، وعندما تحدث عملية أمنية بين قوات قسد وبين عناصر التنظيم، يقف أهالي الحي مرتجفين من هول الحدث وأصوات المدفعية والاشتباكات، خصوصا الأطفال وكبار السن الذين لم يعتادوا على مثل هذه الأحداث منذ أكثر من ثلاثة أعوام من الهدوء والأمان المطلق”.
وأفصح الهجوم، الذي اعتبر أكبر هجمات التنظيم، منذ إسقاط “دولة الخلافة” المزعومة، عن رهان داعش على هشاشة السجون المكتظة التي يصعب تأمينها في حين تعد مرتعاً للجهاديين.
ووفق منظمات دولية والأمم المتحدة، فإن أكثر من 700 من الأطفال والقصّر ممن انضووا سابقا في صفوف التنظيم، كانوا محتجزين في سجن غويران المكتظ، وهو عبارة عن مدرسة جرى تحويلها قبل ثلاث سنوات إلى مركز احتجاز.
ورغم الخشية والقلق، بيد أن سكان الحسكة يبدون على جاهزية لمواجهة التنظيم إذا فر المزيد من عناصره من السجن أو حاول شن هجوم جديد في وقت تكثف فيه قسد من عملياتها الأمنية لتقويض أي تحرك محتمل لبقايا داعش.
ونوهت الأحمد: “رغم الرعب الذي يبثه التنظيم في السكان إلا أن ذلك لم يثنهم عن مواجهته وتخييب ظنه، حيث ساعدت معظم سكان تلك الأحياء التي تقطنها غالبية عربية، قوات سوريا الديمقراطية على إيجاد هؤلاء العناصر الفارة بأسرع وقت ممكن آملين أن يعود الأمن إلى مناطقهم مرة أخرى وألا تتحول إلى مناطق نزاع، وتعود الحياة الطبيعية أدراجها”.
ويشير سليمان محمد وهو من سكان الحي: “نحاول جاهدين أن تنتهي هذه الحرب التي شردت وقتلت الكثير بأقرب وقت ممكن، فنحرس الحي ليلاً ونهاراً وما أن نرى شخص ذا وجه غريب علينا أو حركة غريبة نعلم السلطات المختصة، وهي بدورها وإن أطالت الاستجابة لخوفها من أن نكون متعاونين مع داعش إلا أنها تستجيب وتطوق المكان وتقضي عليهم”.
ويظهر أن عواقب الهجوم على سجن غويران في يناير الماضي، قد امتدت إلى جميع مناطق شمال شرق سوريا، وفق ما قالت الأحمد، التي بينت أن “الخوف العام إن صح التعبير ليس فقط على سكان الأحياء المجاورة للسجن، بل يشمل كافة أحياء الحسكة والمدن المجاورة في جميع أنحاء شمال شرق سوريا، بما في ذلك مدينة الرقة عاصمة التنظيم سابقاً، قال صديق لي من سكان مدينة الرقة ‘نحن نخشى من وصول هؤلاء الفارين إلينا، فالرقة شبعت من الموت والرعب والحياة التي تشبه كل شيء إلا الحياة إثر سيطرة ما يسمى بتنظيم الدولة على المنطقة لسنوات عديدة".
ليفانت-العرب
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!