الوضع المظلم
الأحد ٢٢ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • فضائح بولتون قد تودي لفقدان ترامب فرصة الرئاسة الثانية

فضائح بولتون قد تودي لفقدان ترامب فرصة الرئاسة الثانية
بولتون

يبدو أنّ ما كان يخشاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وقع، فمنذ انتشار الأنباء الأولى عن تحضيره لنشر كتاب، حاول ترامب منع مستشاره السابق للأمن القومي، من نشر كتاب يخوض في أحداث عايشها لدى عمله في البيت الأبيض، وهو ما كان إشارة ضمنية، ربما، بإدراك ترامب بأنّه لم يفعل حسناً مذ لامست قدماه أرض البيت الأبيض، وحتى ساعة مغادرة بولتون معزولاً من منصبه. فضائح بولتون


ففي بداية يونيو الماضي، أوردت صحيفة “واشنطن بوست” عن مصدر مطلع، أنّ بولتون متيقّن من أنّه حذف من الكتاب جميع المعلومات التي قد تتسم بالسريّة، وتبعاً للصحيفة، فإنّ هذه المذكرات ستعتبر “أكثر الانتقادات تفصيلاً”، من مسؤول سابق يشغل هذا المنصب الرفيع، فيما أكّدت المصار الإعلاميّة أنّ بولتون، مساعد الرئيس الأمريكي السابق لشؤون الأمن القومي، مصرّ على عرض مذكراته في نهاية يونيو، حتى لو لم يوافق البيت الأبيض على ذلك الامر.


ماذا يحتوي الكتاب


ويحتوي الكتاب 592 صفحة، يتناول فيها بولتون بعض القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة، بما في ذلك، أوكرانيا، وفنزويلا، وإيران، وكوريا الشمالية، وشمال سوريا وتركيا، تحت عنوان “الغرفة حيث حدث ذلك: مذكرات البيت الأبيض” حيث كان مقرراً أن يتم نشره في مارس، بيد أنّه جرى تأجيل ذلك إلى مايو، وفي أواخر أبريل، أضحى معروفاً أنّه تم تأجيل النشر إلى 23 يونيو، إذ أبصر الكتاب النور، أخيراً، في ذلك التاريخ، بعد أخذ ورد بين البيت الأبيض والقضاء الأمريكي.


اقرأ أيضاً: أطفال سوريا.. دليل آخر يثبت عدم قابليّة النظام السوري للإصلاح


إذ رفض البيت الأبيض منح الموافقة على نشر الكتاب، نتيجة استمرار التحقق من وجود معلومات سرية فيه، فيما ذكر ترامب، أنّه لا يجوز لبولتون نشر الكتاب قبل الانتخابات الرئاسية المزمعة، في 3 نوفمبر، وهي إشارة واضحة إلى خوف ترامب من ارتدادات وانعكاسات ما يمكن أن يقول بولتون على الناخبين، إذ قد يودي ما يذكره بولتون في الكتاب، إلى تغيير موقف الكثيرين من مؤيدي ترامب تجاهه.


فيما كان يوصف بولتون على الدوام، بأنّه كان من جناح الصقور في الإدارة الأمريكية، وكانت له مواقف يعتبرها مراقبون حادة تجاه دول، كإيران وكوريا الشمالية، لكن ترامب حبّذ ألا يصغي لمستشاره السابق للأمن القومي، جون بولتون، لأنّه كان يدفع باتجاه التصعيد العسكري في كثير من القضايا عوض المسار الديبلوماسي (وفق بعض المراقبين).


فضائح متعددة في كتاب بولتون


وتطرّق بولتون في كتابه إلى جملة من القضايا، التي شغلت الرأي العام العالمي، خلال فترات متعاقبة من حكم ترامب، ومنها قضية الانسحاب الأمريكي من شمال سوريا، والتدخل التركي في تلك المناطق رغم المعارضة الدولية، إذ قال بولتون، إنّ الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا، وسمح لتركيا بالسيطرة على المعركة ضد تنظيم داعش، رغم التحذيرات من داخل إدارته، وكذلك تحذيرات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.


وتابع بولتون: “تجاهل ترامب تحذيرات ماكرون، قائلاً بأنّنا انتهينا من داعش، وأنّ تركيا وسوريا ستعتني بأيّ بقايا للتنظيم”، إلا أنّ ماكرون ردّ بقوله، إنّ تركيا تركز على مهاجمة الأكراد، وستتنازل مع معركتها ضد داعش، كما ذكر بولتون أنّ مخاوف ماكرون رددها وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الذي أشار أنّ “أردوغان لا يهتم بداعش”، ولفت أنّه اتفق مع بومبيو على أنّ وجهات نظر الولايات المتحدة وتركيا بشأن الأكراد، “متضاربة”.


اقرأ أيضاً: إيران والمسيرة الطويلة لتصفية معارضيها في الخارج


واستطرد بولتون، أنّ أردوغان سعى لطمأنة ترامب بشأن معاملته للأكراد، وأردف بولتون: “لقد قال أردوغان على مضض، إنّه يحب الأكراد، لكنه أضاف، أنّ وحدات حماية الشعب، وحزب الاتحاد الديمقراطي، وحزب العمال الكردستاني، هم ثلاث مجموعات كردية في تركيا وسوريا تتلاعب بالأكراد، ولا يمثلونهم” (على حدّ تعبيره)، وأشار بولتون: “لقد سمعنا كل هذا من قبل، هذا نظام الدعاية الخاص بنظام أردوغان”.


كما تطرّق بولتون في كتابه، إلى قضية ثانية حساسة متعلقة بتركيا، تبادل نقاشات حول بنك “خلق” الحكومي التركي، والذي يخضع لتحقيق أميركي لخرقه عقوبات مفروضة على إيران، وذكر بولتون: “بدأ ترامب بالقول إنّنا نقترب جداً من اتخاذ قرار بشأن بنك “خلق”، لقد تحدّث إلى وزير الخزانة، منوشين، وبومبيو، وقال إننا سنتعامل مع صهر أردوغان، وزير المالية التركي، لإبعاده عن الأمر”.


ترامب يخشى من الأمريكيين


الكشف عن تلك المعلومات وغيرها، من قبيل أنّ “ترامب يعوّل على دعم الصين في الفوز بولاية رئاسية ثانية”، وأنّه “يتطلع إلى البقاء رئيساً لأكثر من ولايتين”، دفع لاعتبار وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في التاسع عشر من يونيو، أنّ مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، “خائن”، حيث صرّح بومبيو، ضمن بيان حمل عنوان “كنت في الغرفة أيضاً”، في إشارة إلى عنوان كتاب بولتون، إنّه “لأمر محزن وخطير أن يكون الدور العام الأخير لجون بولتون، هو دور الخائن الذي أذى أمريكا، بانتهاك الثقة المقدّسة مع شعبها”.


اقرأ أيضاً: خطر الإخوان المسلمين ينتقل من العالم العربي إلى أوروبا


فيما وصف الرئيس الأمريكي، ترامب، مستشاره السابق، بولتون، بأنّه “جرو مريض” و”فاشل” على “تويتر”، وقال إنّ مذكراته هي “مجموعة من الأكاذيب والقصص المختلقة”.


ليردّ جون بولتون على الرئيس الأمريكي، دونالد، في ذات اليوم، (التاسع عشر من يونيو)، بالقول إنّ “ترامب ليس قلقاً من قراءة الحكومات الأجنبية لهذا الكتاب، إنّه قلق من قراءة الأمريكيين لهذا الكتاب”.


انقلاب جمهوري على ترامب


وعقب تصاعد المناوشات الكلامية، بين ترامب وبولتون، كشف الأخير، في الثاني والعشرين من يونيو، أنّه سيدلي بصوته لصالح المرشح الديمقراطي المحتمل، جو بايدن، في انتخابات الرئاسة المقبلة، ولن يدعم الرئيس الحالي، دونالد ترامب، رغم أنّ الرجليّن ينتميان إلى الحزب الجمهوري الأمريكي ذاته.


وذكر بولتون لصحيفة “ديلي تلغراف”: “في 2016، دعمتُ ترامب على حساب هيلاري كلينتون، والآن، بعد أن رأيت هذا الرئيس عن كثب، لا يمكنني القيام بذلك مرة أخرى، إنّني قلق على البلاد، وهو ليس مرشحاً جمهورياً.. أريد أن أدعمه”، مؤكداً على أنّ نيّته بالتصويت لصالح بايدن، ليست خيانة لانتمائه الجمهوري.


وأردف، أنّ ترامب “لا يفرّق بين مصالح الولايات المتحدة القومية، ومصالحه الشخصيّة، ما يؤدي إلى التضارب بينها، وهو أمر شديد الخطورة بالنسبة للبلاد”، مستكملاً بالقول: “هذا يعني أنّه لا يوجد أي طريقة أو إستراتيجية ثابتة ومتّسقة، حيث يمكن أن يغير بسهولة قراراً اتّخذ سابقاً، في اليوم التالي”.


اقرأ أيضاً: روسيا العائدة من كبوة انهيار الاتحاد السوفيتي.. كقطب عالمي


رأي يبدو أنّه أتى أكله ضمن الحزب الجمهوري الأمريكي، حيث أوضحت وكالة “رويترز”، نقلاً عن مصادر مطلعة، في الثالث والعشرين من يونيو، بأنّ عشرات الجمهوريين ممن شغلوا مناصب مسؤولي الأمن القومي الأمريكي السابقين، يسعون إلى تشكيل فريق دعم للمرشح الديمقراطي المحتمل للرئاسة، جو بايدن.


وذكرت، أنّ المجموعة ستؤيّد بايدن بشكل علني، أثناء الأسابيع المقبلة، حيث يخطّط كوادرها لبدء حملة لصالح نائب الرئيس السابق، الذي سيواجه الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب، في انتخابات الرئاسة، 3 نوفمبر، فيما تضم المجموعة تلك ما لا يقل عن 24 مسؤولاً، خدموا تحت قيادة الرؤساء الجمهوريين السابقين، رونالد ريغان، وجورج بوش الأب، وجورج بوش الابن، كما يتم الحديث مع عشرات آخرين للانضمام، حيث أوضحت تلك المصادر، أنّ المجموعة تؤكد، بأنّ مواصلة ترامب أربعة أعوام أخرى في الرئاسة، سيوجّه الأمن القومي الأمريكي للخطر، وأنّه يتوجّب للجمهوريين أن ينظروا لبايدن على أنّه خيار أفضل على الرغم من الخلافات السياسية.


ليفانت-خاص


إعداد وتحرير: أحمد قطمة

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!