الوضع المظلم
الأحد ٠٥ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • فرنسا والحرب الأوكرانية.. مُهادنة للروس ومساعي لاختصار مسافات الحرب

فرنسا والحرب الأوكرانية.. مُهادنة للروس ومساعي لاختصار مسافات الحرب
فرنسا والحرب الأوكرانية \ ليفانت نيوز

تباينت مواقف الدولة الأوروبية من الأزمة الأوكرانية بشكل طفيف، فبين من اتسم بالتشدد كبريطانيا، هناك من فضل الوقوف في منطقة قريبة إلى وسط، مع الميل بالتأكيد للجانب الأوكراني إعلامياً ودبلوماسياً وحتى عسكرياً لكن إلى حد ما (يقيهم من الصدام المباشر مع الجانب الروسي)، ومنهم الجانب الفرنسي.

مساعدات عسكرية

حيث سعت فرنسا للوقوف إلى جانب كييف، بما أوتي لها من مقدرات عسكرية، مع الاحتراز من الانتقال إلى منطقة الصدام مع الروس، وبالصدد، تقدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في السابع عشر من مايو الماضي، بتعهد لنظيره فولوديمير زيلينسكي، على تكثيف شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، مشدداً على التزامات أعلن عنها في نهاية أبريل، ونوهت الرئاسة الفرنسية إلى أن ماكرون "أكد أن شحنات الأسلحة التي تقدمها فرنسا، ستستمر وستزداد كثافتها ".

علماً أنه إلى ذلك التاريخ، كانت فرنسا قد بعثت أكثر من 615 طناً من المعدات والمساعدات إلى أوكرانيا، بما فيها مولدات كهرباء للمستشفيات، وسيارات إسعاف ومواد غذائية، كما نوه ماكرون آنذاك، إلى صواريخ "ميلان" المضادة للدبابات وتسليم مدافع "سيزار" المحمولة على شاحنات من بين معدات مهمة.

اقرأ أيضاً: أستراليا تعوض فرنسا في عقد الغواصات الملغي

من طرفه، ذكر فولوديمير زيلينسكي آنذاك، أنه عقد محادثة هاتفية "طويلة وذات مغزى" مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بخصوص الحرب في أوكرانيا، كما أردف زيلينسكي على تويتر "تحدثنا عن مسار الأعمال القتالية وعملية إنقاذ الجيش من آزوفستال ورؤية مستقبل عملية التفاوض، وأُثيرت مسألة إمدادات الوقود لأوكرانيا"، وأكمل: "ناقشنا أيضا الدعم الدفاعي من فرنسا، وإعداد الحزمة السادسة من عقوبات (الاتحاد الأوروبي ضد روسيا)، والسبل الممكنة لتصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية، عقدنا مناقشة موضوعية لطلبنا الحصول على وضع مرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي".

مقتل صحافي فرنسي

أضرار الحرب الروسية على أوكرانيا، لم تقتصر على الأوكرانيين فقط، ففي خضمها، قتل الصحافي الفرنسي فريديريك لوكليرك إيمهوف في الثلاثين من مايو، خلال تغطيته لعملية إجلاء مدنيين على متن حافلة إنسانية قرب سيفيرودونتسك شرق أوكرانيا، حسب ما كشفت السلطات الفرنسية والأوكرانية، حيث ذكرت حينها، وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إن الصحافي في محطة "بي أف أم" الإخبارية التلفزيونية لوكليرك إيمهوف "قتل بقصف روسي" داعيةً إلى إجراء "تحقيق شفاف" في مقتله.

واحتوت تغريدة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قوله: "كان فريدريك لوكليرك إيمهوف في أوكرانيا ليظهر للعالم حقيقة الحرب"، مردفاً أنه "كان في حافلة للإجلاء برفقة مدنيين أجبروا على الفرار من القصف الروسي، وأصيب إصابة قاتلة"، فيما ذكرت من طرفها، محطة "بي أف أم" الإخبارية التلفزيونية، إن الصحافي يبلغ من العمر 32 عاماً، وكان في مهمة ثانية لتغطية الحرب في أوكرانيا.

اقرأ أيضاً: فرنسا تؤيد انتصار أوكرانيا ولن تتنازل للروس

وتبعاً لبيانين منفصلين للسلطات الفرنسية والأوكرانية، كان الصحافي الفرنسي على مقربة من مدينة سيفيرودونيتسك في شمال أوكرانيا، فيما بينت حينها، وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا التي كانت بزيارة لكييف، أن الصحافي الفرنسي فريدريك لوكليرك إيمهوف "قتل بقصف روسي استهدف عملية إنسانية" في شرق أوكرانيا.

كما نوهت في تغريدة على تويتر: "أشعر بحزن عميق وصدمة لموت مواطننا فريدريك لوكليرك إيمهوف الذي قتل بقصف روسي استهدف عملية إنسانية أثناء قيامه بواجبه الإعلامي" مؤكدةً إنها "جريمة مزدوجة تستهدف قافلة إنسانية وصحافي"، وأكملت: "تحدثت مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي للاستفسار، وأكد لي دعمه ومساعدته".

صادرات المواد الأوكرانية

وفي اليوم التالي لمقتل الصحافي إيمهوف، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أنه لا يمكن استبعاد أي شيء فيما يرتبط بفرض الاتحاد الأوروبي مزيداً من العقوبات على روسيا في الأسابيع المقبلة، وذلك في أعقاب سنّه حزمة السادسة من العقوبات على موسكو، كما أردف، عقب قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أنه يأمل في أن يجري التوصل في الأيام والأسابيع المقبلة، إلى اتفاق مع روسيا بخصوص صادرات المواد الغذائية الأوكرانية ورفع الحصار عن ميناء أوديسا.

اقرأ أيضاً: الانتخابات التشريعية في فرنسا.. فتح مراكز الاقتراع للدورة الأولى

كذلك، أشار ماكرون إلى إنه "يجب تقديم ضمانات أمنية للأوكرانيين حتى لا تتعرض سفنهم للهجوم"، متابعاً: "ننتظر الآن رداً من روسيا، بشأن هذه النقطة ونجري اتصالات مع الأمين العام للأمم المتحدة"، مقترحاً على بوتين قراراً أممياً لإنهاء حصار ميناء أوديسا، داعياً إلى رفع الحصار عنها، وأثناء محادثات له مع الرئيس الروسي والمستشار الألماني أولاف شولتز، ذكر ماكرون إنه قدم عرضاً على بوتين، لصياغة قرار لمجلس الأمن يوفر إطاراً للإفراج عن الحبوب من الموانئ البحرية الأوكرانية المحظورة.

مهادنة فرنسية مع الروس

وبدى الجانب الفرنسي أكثر ميلاً للحل السياسي من أطراف أوروبية أخرى، إذ قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في الرابع من يونيو، إنه من الأهمية بمكان ألا تتعرض روسيا للإهانة، حتى يتسنى إيجاد حل دبلوماسي عندما يتوقف القتال في أوكرانيا، مضيفاً أنه يعتقد أن باريس ستلعب دور الوساطة لإنهاء الصراع.

موقفٌ أعتبر استكمالاً لحفاظ ماكرون على الحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في نهاية فبراير، رغم ما تعرض له من انتقاد من بعض الشركاء في شرق أوروبا ومنطقة البلطيق، حيث وجدوه مقوضاً للجهود الرامية للضغط على بوتين للجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وقال ماكرون في حديث لعدد من الصحف الإقليمية: "يجب ألا نهين روسيا حتى نتمكن في اليوم الذي يتوقف فيه القتال من إيجاد مخرج عبر الوسائل الدبلوماسية.. أنا مقتنع بأن دور فرنسا هو أن تكون قوة وسيطة"، وتابع في حواره الصحافي في إشارة لبوتين: "أعتقد، وقلت له، إنه يرتكب خطأ تاريخياً وجذرياً لشعبه، ولنفسه وللتاريخ".

اقرأ أيضاً: فرنسا تعتقل الرأس الكبير في تنظيم داعش بمالي

لكن مسؤولاً في الرئاسة الفرنسية، شدد على أن بلاده غير مستعدة لتقديم تنازلات لروسيا، بل هدفها استعادة أوكرانيا لوحدة أراضيها، في إطار مساعي باريس لتهدئة المخاوف بشأن موقفها من الصراع، وقال المسؤول للصحافيين عندما سئل عن تصريحات ماكرون المتعلقة بالإهانة، بأن باريس تريد النصر لأوكرانيا، واستعادة الأراضي ووحدتها، مضيفاً أن بلاده لن تقدّم تنازلات لروسيا، بل ترغب بحل الصراع عبر المفاوضات، لافتاً إلى أن باريس كانت وستبقى من كبار مؤيدي العقوبات.

ومع تجاوز النزاع الروسي الأوكراني يومه الـ 100، جددت فرنسا في الخامس عشر من يونيو الجاري، حرصها على إبقاء باب الحوار مفتوحاً مع موسكو، حيث أكد الرئيس الفرنسي أنه سيتعين على أوكرانيا إجراء محادثات مع روسيا في وقت ما لمحاولة إنهاء الحرب بين البلدين، مضيفاً أثناء زيارته إلى رومانيا ومولدوفا أنه "سيتعين على الرئيس الأوكراني ومسؤوليه التفاوض مع روسيا"، ليختصر حديث ماكرون الموقف الفرنسي من الحرب الأوكرانية، حيث يسعى للوصول إلى نهاية الحرب في أقرب وقت، انطلاقاً من أنها لا بد وأن تنتهي بحوار يختتم الدمار والقتل بصفقة أو اتفاق.

ليفانت-خاص

إعداد وتحرير: أحمد قطمة

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!