الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • فاروق الباز لـ"ليفانت": الإمارات تقود العالم العربي نحو الفضاء

فاروق الباز لـ
فاروق الباز

ليفانت - خاص



نجح "مسبار الأمل" الإماراتي بالوصول إلى مدار المريخ، ما يجعله أول مهمة من أصل ثلاث، تصل الكوكب الأحمر هذا الشهر لمحاولة لاستكشاف مناخه وأسراره الأخرى، وسيبقى المسبار في هذه المرحلة لمدة شهرين تقريباً، وسيتم خلالها إجراء مزيد من الاختبارات حتى يصبح جاهزاً لدخول مدار "العلوم" مع بدء عملية جمع البيانات، وسيظل المسبار في المدار لمدة سنة مريخية كاملة أي 687 يوماً، حيث تستغرق دورة واحدة حول الكوكب الأحمر نحو 40 ساعة.



وأطلق المسبار من اليابان العام الماضي، في خطوة تمثل تقدما كبيرا في برنامج الإمارات الطموح بشأن الفضاء. وهو أول مهمة عربية استكشافية لمدار الكوكب الأحمر، وأكد مسؤولون إماراتيون أن مناورة الثلاثاء لدخول مدار المريخ هي "الأكثر أهمية وتعقيداً"، وأن إبطاء سرعة المركبة الفضائية إلى الحد الذي يسمح بإدخالها في مدار الجاذبية أمراً دقيقاً للغاية.


مسبار الأمل


وفي سبتمبر الماضي، أصبح هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي يقوم برحلة إلى الفضاء، وكان ضمن فريق مكون من 3 أفراد انطلقوا على صاروخ "سويوز" من كازاخستان نحو محطة الفضاء الدولية. والمنصوري أول عربي يزور محطة الفضاء الدولية، لكن طموح الإمارات الأكبر يقوم على بناء مستوطنة بشرية على المريخ خلال 100 عام قادم بحلول سنة 2117، حيث وظفت دبي في 2017 مهندسين وتقنيين لتصور كيف يمكن أن تبنى مدينة على الكوكب الأحمر، وفي انتظار ذلك، تخطّط لإقامة "مدينة المريخ للعلوم" في صحراء الإمارات بتكلفة تبلغ حوالى 500 مليون درهم (135 مليون دولار)، والهدف منها محاكاة ظروف مماثلة لتلك الموجودة على المريخ، وبموجب استراتيجية الفضاء الوطنية التي تم إطلاقها، العام الماضي، تتطلع الإمارات أيضا إلى تنفيذ مشاريع أخرى، بينها سياحة الفضاء، ووقعت مذكرة تفاهم في هذا الإطار مع شركة "فيرجين غالاكتيك" التي يملكها الملياردير، ريتشارد برانسون.



"مسبار الأمل" إنجاز عربي بقيادة إماراتية



في لقاء خاص أجرته "ليفانت" مع عالم الفضاء المصري البروفيسور "فاروق الباز"، الذي يشغل حالياً منصب مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن، بالولايات المتحدة الأمريكية، توقع أن تشهد العشر سنوات المقبلة نشاطاً ملحوظاً في العالم العربي بالنسبة لعلوم الفضاء، بعد الإنجازات التي حققتها دول عربية في هذا المضمار، معتبراً دولة الإمارات العربية المتحدة تقود العرب نحو الفضاء، ويستشهد الباز خلال الحوار بالمشروع الإماراتي، "مسبار الأمل"، الذي يصفه بالإنجاز العربي، وصولاً للإعلان عن بناء القمر الصناعي “MBZ-Sat”.


وأشار العالم "فاروق الباز": "لم ندخل هذا المجال كعرب كثيراً، لكننا بدأنا، فمصر والسعودية والإمارات يعملون على مشروعات قيّمة في مجال الفضاء، لذا ستشهد العشر سنوات القادمة نشاطاً في العالم العربي بالنسبة لعلوم الفضاء"، مؤكداُ: "في رأيي الإمارات سوف تنجح في دعم مشاريع الفضاء وسوف يشارك عدد كبير جداً من شباب الإماراتيين في مشاريع وعلوم الفضاء عالمياُ مستقبلاً".


اقرأ المزيد   مسبار الأمل.. الإمارات على موعد مع أولى خطواتها العلمية بالفضاء


وقال الباز لـ"ليفانت"حول مستقبل علوم الفضاء "منذ رحلات أبولو للقمر، هناك اهتمام علمي عالمي في كل دول العالم الأوروبية والعربية، حيث بدأت جميعها تهتم بعلوم الفضاء والفلك، وكيف تساهم هذه العلوم في الحياة اليومية كاستخدام الأقمار الصناعية في دراسات الأرض والإنتاج الزراعي، مثلما حدث في الهند، وتوصلنا لكيفية مباشرة إنتاج الغذاء من الأقمار الصناعية".


الفضاء



مشيراً إلى أن "الإمارات العربية المتحدة قررت البدء في مشاريع الفضاء والتخصص فيها والتركيز على الشباب ودعمهم في دخول مجال الفضاء، وهذا ما فعلته ناسا عندما دعمت الشباب في دخول علوم الفضاء وتكنولوجيا الفضاء، ولهذا سبقت أمريكا روسيا في هذا المجال" وشدد الباز خلال حديثه "المستقبل مبشر، وهناك تقدم ممتاز في علوم الفضاء للتعرف على الكون، إضافة للحصول على منفعة للإنسان، وهذا في نظري سيستمر على الدوام".


وحول الإنجاز العلمي المتمثل بغزو الفضاء عبر "مسبار الأمل" الإماراتي قال البروفيسور "فاروق الباز" في حواره مع "ليفانت": "مسبار الأمل إنجاز عربي ممتاز جداً، لأنه صمم بأيادي وعقول إماراتية، وعندما تبدأ دولة في علوم الفضاء مثل دولة الإمارات فهذا يعني أنها سوف تستمر وتتقدم وتزداد رفعة"، مؤكداً أن "الإمارات تقود العالم العربي في مشاريع الفضاء، لأنه إضافة للتصوير الفضائي أرسلت قمراً صناعياً يمدنا بالمزيد من المعلومات عن الطبقات العليا للغلاف الجوي للمريخ، وهذه بادرة إماراتية لم تقم بها أي دولة عربية من قبل".


اقرأ المزيد  عالم الفضاء فاروق الباز لـ”ليفانت”: العرب سيغزون الفضاء خلال 10 سنوات


وكان قد غرّد حساب الخارجية الأميركية بالعربية على تويتر بالقول " يعتبر مسبار الأمل أول مركبة من 3 مركبات فضائية تصل إلى المريخ في فبراير، والإمارات هي خامس دولة في التاريخ تصل إلى المريخ، تهانينا لهم!".


https://twitter.com/USAbilAraby/status/1359189155570479107


بدورها هنأت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" عبر حساب رسمي تابع لها على تويتر، الثلاثاء، بوصول مسبار "الأمل" الإماراتي إلى المريخ، وجاء في تغريدة على حساب بعثة المركبة المتجولة "بيرسفيرنس": "عزيزي مسبار الأمل! تهانينا بالوصول لكوكب المريخ"، ثم أردف بأبيات للشاعر المتنبي كتبت بالعربية: "إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ … فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ".


https://twitter.com/NASAPersevere/status/1359178494219935746



الأهداف الاستراتيجية لمشروع "مسبار الأمل" 



وكان قد كشف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ عن 7 أهداف استراتيجية ملهمة خلال مهمة "مسبار الأمل" حيث تدور حول المعرفة البشرية والقدرات الإماراتية والتعاون الدولي بجانب البيانات التي سيجمعها، والنتائج العلمية التي سيحققها، بما يعزز المعرفة في مجال علوم الفضاء لخدمة الإنسانية، وتتمثل الأهداف الاستراتيجية بجانب الأهداف العلمية للمشروع في "تحسين جودة الحياة على الأرض من خلال تحقيق اكتشافات جديدة إضافة إلى تشجيع التعاون الدولي فيما يتعلق باستكشاف كوكب المريخ فضلاً عن تعزيز ريادة دولة الإمارات عالمياً في مجال أبحاث الفضاء".


اقرأ المزيد  رئيس الإمارات: مسبار الأمل يشكل إنجازاً وطنياً وعربياً ودفعة إماراتية متقدمة بمجال الفضاء


كما يستهدف المشروع إلى "رفع مستوى الكفاءات الإماراتية في مجال استكشاف الكواكب الأخرى إضافة إلى ترسيخ مكانة الإمارات منارة للتقدم في المنطقة فضلاً عن إلهام الأجيال العربية الناشئة وتشجيعهم على دراسة علوم الفضاء، إضافة إلى بناء المعرفة العلمية كون الاقتصاد المستدام في المستقبل سيكون اقتصاداً قائماً على المعرفة".


مسبار الأمل


وسيقوم "مسبار الأمل" باستكشاف أعمق التغيرات المناخية في الغلاف الجوي للمريخ من خلال جمع بيانات على مدار اليوم وباختلاف المواسم ومقارنتها ببعضها كما سيُجري المسبار بعض القياسات الأساسية التي تساعدنا على فهم كيفية دوران الغلاف الجوي للمريخ وطبيعة الطقس في كل من طبقتَيه السفلى والوسطى.


ويضم "مسبار الأمل" مزيجاً فريداً من الأجهزة العلمية المتطورة التي صُمِّمت خصيصاً لهذه المهمة والقدرة على التنقل بين طبقات الغلاف الجوي للمريخ وتغطيته على مدار اليوم وباختلاف المكان وتغير المواسم وهو ما سيتيح إلقاء نظرة طالما كنا في أمسِّ الحاجة إليها على أجواء الكوكب المجاور، حيث يستخدم المسبار في مهمته 3 أجهزة علمية صُمِّمت خصيصاً لتساعده في تحقيق أهداف مهمته، ومن المستهدف أن تساعد هذه القياسات والبيانات بالإضافة إلى مراقبة الطبقات العليا من الغلاف الجوي في فهم أسباب صعود الطاقة وجزئيات الأكسجين والهيدروجين إلى طبقات الغلاف الجوي ومن ثم فهم كيفية هروبها من جاذبية المريخ.

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!