الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • عفرين.. محو الهوية الكردية وتحويل المنطقة لطابع تركي وإسلامي

  • عملية “غصن الزيتون” التي نفذتها تركيا في عفرين أدت إلى تغيير ديموغرافي وثقافي كبير، حيث تم تهجير السكان الكرد الأصليين واستبدالهم بنازحين من مناطق سورية أخرى
عفرين.. محو الهوية الكردية وتحويل المنطقة لطابع تركي وإسلامي
تدمير دوار كاوا الحداد في مارس العام 2018 \ تعبيرية \ متداول

أصدرت منظمة "سوريون من اجل الحقيقة والعدالة"، الخميس، تقريراً حول ما تلى عملية “غصن الزيتون” في منطقة عفرين السورية، التي شارك في هذه العملية نحو 25 ألف مسلح من مقاتلي “الجيش الوطني السوري/المعارض”، واستمرت لمدة 58 يوماً وانتهت بسيطرة القوات التركية وحلفائها على المنطقة ذات الغالبية الكردية.

وأكدت المنظمة أنه بعد السيطرة، بدأت تركيا والفصائل السورية المعارضة الموالية لها بعملية تغيير معالم المنطقة بشكل جذري.

وأوضحت أنه منذ سيطرة تركيا على عفرين في مارس 2018، شهدت المنطقة واحدة من أكبر عمليات التغيير الديموغرافي في الحرب السورية، حيث تم تهجير الغالبية العظمى من السكان الكرد الأصليين، وتم إحلال مئات الآلاف من النازحين القادمين من مناطق سورية داخلية مثل أرياف دمشق وحمص مكانهم، واعتبرت أن هذا التغيير الديموغرافي لم يكن الوحيد، بل شمل أيضاً تغيير المعالم الثقافية والتاريخية للمنطقة.

اقرأ أيضاً: مليشيا "العمشات" تُهدد أهالي قرى في عفرين.. تحت طائلة دفع الإتاوات

وأردفت المنظمة بأن قد بدأت تركيا والفصائل الموالية لها بتغيير أسماء الأماكن والمعالم الكردية بأخرى تركية أو إسلامية، وضربت مثالاً بتدمير دوار “كاوا الحداد”، وهو معلم كردي بارز، واستبداله بمُجسم لعدد من حبات الزيتون كرمز لدوار “غصن الزيتون”.

كما تم تغيير اسم دوار “نوروز” إلى دوار “صلاح الدين الأيوبي”، وساحة “السراي” إلى ساحة “الرئيس رجب طيب أردوغان”، وشددت على أن هذه التغييرات تعكس محاولة لطمس الهوية الكردية للمنطقة واستبدالها بهوية تركية أو إسلامية.

والتغييرات لم تقتصر على المعالم والأسماء فقط، بل شملت أيضاً تغيير البنية المجتمعية والثقافية للمنطقة، فقد تم استبدال أسماء المحال التجارية الكردية بأسماء تعكس المناطق التي ينحدر منها النازحون الجدد، وهذا التغيير أدى إلى محو الهوية الكردية لعفرين وتحويلها إلى منطقة تطغى عليها المظاهر التركية والعربية أو الإسلامية.

وبحسب المصادر المحلية التي التقتهم “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، شملت عمليات تغيير المعالم الرئيسية في عفرين أغلب المرافق العامة، بما فيها الساحات والدوارات والدوائر الحكومية، وتم استبدال أبرز معالم المدينة التي كانت تشير إلى كرديتها بأخرى إسلامية أو تركية، أو مرتبطة بالعملية العسكرية التي نفذت ضد عفرين في يناير 2018 تحت مسمى “غصن الزيتون".

وخلال عمليات تغيير المعالم الكردية البارزة في عفرين، لم يكن هناك ردة فعل من أهالي المنطقة، رغم الامتعاض الذي كان يسيطر عليهم، حيث كانوا عاجزين عن البوح بما يجول في خاطرهم بسبب عمليات الاعتقال المتواصلة التي تطالهم بزعم وجود صلات بينهم وبين حزب العمال الكردستاني، وهذه التهم تُستخدم كحجة لتبرير اعتقال المدنيين الكرد في حال وجود أي إشارة إلى عدم رضاهم عن الحال المزرية التي يعيشونها.

ولم يقتصر التتريك على عفرين فقط، بل شمل أيضاً باقي المدن ذات الغالبية العربية الخاضعة لسيطرة فصائل “الجيش الوطني السوري”، ففي مدينة الباب، تم استبدال أسماء رموز عربية بأخرى تركية، ورفع الأعلام التركية فوق المؤسسات والدوائر العامة، وعلى سبيل المثال، تم تغيير اسم مدرسة “آمنة بنت وهب” إلى “دوران كسكين”، مما أثار جدلاً واسعاً في المدينة.

والسياسات التمييزية التي تتبعها تركيا في المناطق الخاضعة لسيطرتها تهدف إلى طمس الهوية الكردية واستبدالها بهوية تركية أو إسلامية، وهذه السياسات تتعارض مع مبدأ المساواة بين جميع المواطنين السوريين ومع حقوق الأقليات الثقافية والعرقية والدينية.

وتابعت المنظمة بأن حماية وتعزيز هويات الأقليات ليس مطلوباً فقط لصالح الأشخاص المنتمين إلى أقلية، بل لصالح المجتمع بأسره، حيث يساهم في تكوين هوية وطنية متنوعة ونابضة بالحياة وأكثر استقراراً.

ليفانت-سوريون من أجل الحقيقة والعدالة

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!