الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • عفرين تحترق: فصائل المعارضة المسلحة وتجارة الفحم تحت المجهر

  • تُظهر الأحداث في عفرين كيف يمكن للنزاعات أن تؤدي إلى كوارث طبيعية، مع تحول الغابات الخضراء إلى رماد بفعل الأطماع
عفرين تحترق: فصائل المعارضة المسلحة وتجارة الفحم تحت المجهر
قطع الاشجار في عفرين

للأسبوع الثاني على التوالي، تشهد منطقة عفرين بريف حلب سلسلة من الحرائق المروعة التي طالت الغابات وأشجار الزيتون، وسط تهم تُوجه للفصائل المسلحة المتحالفة مع تركيا بتعمد إشعالها والاستفادة من تجارة الحطب والفحم. لم تُسجل محاولات فعالة للسيطرة على الحرائق أو كبح جماح الفصائل التي تُمارس قطع الأشجار منذ سنوات.

خبراء يراقبون الوضع يُدينون الفصائل المعارضة المسلحة بإزالة الغطاء النباتي الذي تُعرف به عفرين، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ففي الشهر الماضي، شهد جبل هاوار حرائق متعمدة نفذها تجار الحطب والفحم بالتعاون مع الفصائل المسلحة، مما أدى إلى تدمير أكثر من 100 هكتار من الجبل بالقرب من قريتي الجبلية وديكا التابعتين لناحية راجو.

ولم تقتصر الخسائر على الغابات فحسب، بل تضررت أيضاً أكثر من 250 شجرة زيتون و1100 شجرة مثمرة تعود ملكيتها لسكان قريتي ديكا والجبلية.

اقرأ أيضاً: اللهب يستعر في عفرين: الحرائق المتعمدة تدمر الغطاء النباتي وتهجر السكان

كما تأثرت مناطق أخرى من جبل هاوار، بما في ذلك الجانب الجنوبي المجاور لقرية آفرازه وشوربة التابعتين لناحية معبطلي، حيث قام الوافدون في مخيم آفرازه بقطع شجيرات السنديان وحرق البقايا لاستخراج الجذور من الأرض ونقلها عبر نقاط التفتيش التابعة للفصائل مقابل مبلغ مالي.

وكذلك تلال درويشية وعطمانة بالقرب من ناحية راجو تعرضت للحرق، وذلك تحت أعين الفصائل والمجلس المحلي المدعوم من تركيا، وقد اندلع حريق كبير بالقرب من قرية علي بيسكي بفعل عناصر "فيلق الشام"، حيث أفادت مصادر نورث برس بأنهم أقاموا موقعاً لإنتاج الفحم بالقرب من موقع الحريق الذي دمر عدداً من أشجار السنديان وعشرات أشجار الزيتون.

وأحرق عناصر الفصيل نفسه أيضاً غابة قرية كوسا التابعة لناحية راجو، وامتدت النيران لتشمل مناطق واسعة من تلال قرى شنكيلة، علي كارو وبيكيه التابعة لناحية بلبل.

وأشار سكان المنطقة إلى أن العائلات التي أحضرتها تركيا بعد السيطرة على عفرين في عام 2018، هي من أشعلت النيران بعد قطع الأشجار في ناحية راجو.

وأفادوا بأن الحرائق تُشعل في وقت واحد وفي عدة نقاط، ومن ثم تُجمع الأشجار وتُباع كحطب بالتعاون مع فصيل "السمرقند" الذي يُسيطر على عدة نقاط في الناحية، وتُظهر مقاطع فيديو حصلت عليها نورث برس مجموعات من العمال وهم يجمعون الأغصان والحطب بعد اشتعال النيران.

وحاول سكان المنطقة إطفاء الحرائق لكن الرياح القوية والتضاريس الجبلية عرقلت جهودهم، وأشار بعضهم إلى أن السكان الكرد المتبقين يخشون التدخل أو حتى الحديث عن الوضع خوفاً من انتقام الفصائل المسلحة.

وذكر أحد العاملين مع المجلس المحلي في عفرين أن الدفاع المدني أرسل سيارة إطفاء واحدة عدة مرات، لكنها غادرت بعد نفاد المياه دون العودة، مع استمرار النيران في التهام الأشجار، وأضاف أن الدفاع المدني "يتحجج" بوعورة وبُعد الأماكن.

ويُعاني السكان المحليون من تبعات هذه الحرائق التي لا تُدمر البيئة فحسب، بل تُهدد أيضًا مصادر رزقهم وتُعرض حياتهم للخطر، وفي ظل غياب تدخلات فعالة لإخماد الحرائق، يتزايد القلق بشأن مستقبل هذه المناطق الغنية بالتنوع البيولوجي والتراث الثقافي.

ليفانت-وكالات

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!