الوضع المظلم
الإثنين ١٣ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
عصائر ووجبات خفيفة في كندا من مخلفات الطعام
جولي بويتراس سولنييه، وديفيد كوتيه، مؤسسا "لووب ميشن"‬، في مصنع الشركة في مونتريال المصدر: شركة "لووب ميشن"

تدفع شركة "لووب ميشن" (Loop Mission) الناشئة في كندا، المال مقابل المحاصيل التي لا يستفاد منها تصنيع الوجبات الخفيفة وتحقيق الإيرادات. إذ تحوّل هذه المحاصيل بدلاً من إتلافها، إلى عصائر، ومشروبات غازية، وجعة، وصابون، وبسكويت الكوكيز، وتسعّرها بأسعار منخفضة قدر الإمكان لتسريع المبيعات، وتحريك المخزون. إنَّها معادلة مصممة لمساعدة الكوكب، وتحقيق الأرباح في آن معاً.

تتصدى الشركة الكندية لفكرة إهدار الطعام الذي يعتبر المساهم الرئيس في التغيرات المناخية، وذلك من خلال إنشاء سوق للفواكه والخضروات الفائضة، مع الاستفادة من تنامي روح الاستدامة لدى المستهلك.

تُباع منتجات "لووب ميشن" -يعكس الاسم تركيزها على الاقتصاد الدائري- في كل أنحاء كندا لدى المتاجر الكبرى وبائعي المشروبات الكحولية، فضلاً عن أنَّها تستعد لدخول السوق الأمريكية.

يقول الشريك المؤسس ديفيد كوتيه، البالغ من العمر 39 عاماً في مونتريال: "لا يمكنك أن تكون مجرد واحد من الهيبيين (نسبة إلى حركة الهيبي)، يحاول إنقاذ العالم. عليك أن تكون في عالم الشركات لتغيير تلك الشركات الكبيرة هناك".

برغم تفشي حالة انعدام الأمن الغذائي؛ فإنَّ 14% من الأغذية التي تُنتج حول العالم لا يتم تناولها أبداً، حَسَبَ تقرير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" لعام 2021. كما أنَّ معظم هذه الأغذية ينتهي بها المطاف في سلة القمامة، لذا؛ توليد كميات هائلة من غاز الميثان. ويشير برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أنَّ ما يتراوح بين 8% و10% من الغازات الدفيئة السنوية، تأتي من الطعام الملقى في مطامر النفايات.

يقول كوتيه: "نتلقى مكالمات هاتفية بشكل يومي بشأن إهدار حمولة الشاحنات". بعد مرور خمسة أعوام؛ تقول "لووب"، إنَّ كمية الطعام الفائض التي يجري تحويلها تتضمن أكثر من 8 آلاف طن متري من المحاصيل.

يعد كوتيه طاهياً و"مهووساً بشؤون الصحة"، فضلاً عن كونه مواطناً ناطقاً باللغة الفرنسية، مع أنَّه تحدث الإنجليزية بطلاقة أثناء سرد القصة الأصلية لشركة "لووب"، ولا يتوقف إلا لشرب أحد مشروباته المثلجة الخضراء.

في عام 2015، كانت لدى كوتيه أعماله الخاصة، فقد أصبح كرجل أعمال يمتلك سلسلة من المطاعم النباتية الأولية، وشركة "كومبوتشا" (kombucha)، وهما توظفان سنوياً 120 شخصاً. وقد شعر وكأنَّه حقق تقدماً في حياته المهنية من خلال تقديم الوجبات النباتية، والشاي المخمر إلى العملاء.

التقى جولي بويتراس سولنييه -وهي الآن زوجته والشريك المؤسس لـ"لووب"- على عجلة هواء في منتزه ترفيهي في أثناء نشاط للتواصل. كانت بويتراس سولنييه قد تدربت على الاستدامة البيئية، وتبحث أيضاً عن تحدٍ جديد. 

وافقت على العمل معه، ثم باعت منزلها، وباع أعماله التجارية وانتقلا للعيش معاً، وسرعان ما ابتكرا أربع وصفات لعصير مصنوع بشكل بارد في مطبخهما باستخدام منتجات الموزع. كان العصير مزيجاً من الأناناس، والكركم، والكنتالوب، والشمندر الأحمر، والكرنب، وغير ذلك من المكونات المتميزة، ثم وزّع العصير على أرفف المتاجر بعد أقل من عام، وقد كان سعر الزجاجة 4.99 دولاراً كندياً (3.94 دولاراً أمريكياً)، أي حوالي نصف سعر العصائر التي يشربانها يومياً.

في البداية، كانت الوصفات معتمدة على المنتجات التي كانا يدركان أنَّهما يستطيعان الحصول عليها بانتظام، ثم أضافا لاحقاً منتجات جديدة فريدة تعتمد على ما أصبح متاحاً.

طلب كبار مصنعي المواد الغذائية والمزارعين، ومتاجر البقالة المساعدة في إدارة فائض الإنتاج. وعلى هذا؛ بدأ الزوجان في صنع مشروب "صودا بروبيوتيك"، والبيرة الحامضة من الخبز القديم، ومشروب الجن الكحولي من قشر البطاطس، والصابون من بقايا زيت المقلاة المتبقي من صُنع الوجبات السريعة. يقول كوتيه: "نضع العصير في كل شيء؛ فنحن نضع العصير في الجعة، وفي مشروب الجن الكحولي، وفي الصابون، وفي مشروباتنا الغازية".

حتى الآن، ابتكر كوتيه وبويتراس سولنيير 33 منتجاً قابلاً للتسويق ويفكر في إنشاء خط أغذية للأطفال، فضلاً عن أنَّ الشركة على وشك إطلاق خط بسكويت لب الفاكهة.

اقرأ المزيد: استئناف الحياة الطبيعية في الهند بعد عامين من إغلاق كوفيد-19

تبحث هي وكوتيه أيضاً عن سبل لإطالة عمر المحاصيل، التي لا يملكون قدرة على تحويلها فوراً إلى عصير أو صودا، من خلال صُنع أطعمة مهروسة، ومساحيق مجففة، يمكنهم توفيرها لصانعي الأغذية الآخرين كمكون مستدام.

تخطط "لووب" لفتح مصنع ثانٍ في غضون شهرين خارج مونتريال بتمويل كبير من شركة "كورشيسن لاروس". بالإضافة إلى أنَّها وقَّعت للتو اتفاقية مع سلسلة محلات السوبر ماركت "سبروتس فارمرز ماركت" (Sprouts Farmers Market)، ومقرها فينيكس، لبيع منتجاتها في الولايات المتحدة، وربما يتبع هذه الخطوة توسع في أوروبا.

 

ليفانت نيوز _ بلومبيرغ

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!