الوضع المظلم
الثلاثاء ٢٤ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • عسكرة الفضاء .. استراتيجية فرنسا الفضائية العسكرية الجديدة

عسكرة الفضاء .. استراتيجية فرنسا الفضائية العسكرية الجديدة
فرنسا تدخل في مجال عسكرة الفضاء .. استراتيجية فرنسا الفضائية العسكرية الجديدة

ليفانت_تقرير


 


تكشف وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي الخميس تفاصيل الاستراتيجية الفضائية العسكرية الجديدة لبلادها، بعدما تطرّق الرئيس ايمانويل ماكرون إلى خطوطها العريضة في منتصف تموز/يوليو سعياً لتعزيز قدرات المراقبة الفرنسية والدفاع الذاتي في الفضاء.




وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عشية احتفالات بلاده بالعيد الوطني، عن تشكيل قيادة عسكرية مخصصة للفضاء داخل سلاح الجو الفرنسي لتحسين القدرات الدفاعية للبلاد، ويرى ماكرون أن الفضاء يشكل "تحديًا فعليًا للأمن القومي بسبب النزاعات التي يثيرها".


وقال ماكرون: "لضمان تطور وتعزيز قدراتنا الفضائية سيتم تشكيل قيادة كبرى للفضاء في سبتمبر المقبل ضمن سلاح الجو الذي سيسمى على المدى الطويل "سلاح الجو والفضاء""، مضيفًا "العقيدة العسكرية الجديدة لتأسيس قيادة للفضاء ستعزز سبل حماية الأقمار الصناعية الفرنسية".


فيما شددت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي على أنها ملتزمة بمنح فرنسا استقلالًا إستراتيجيًا في مجال الفضاء.


وكان ماكرون أكد في 13 تموز/يوليو "سنعزز معرفتنا بالوضع الفضائي وسنحمي أقمارنا الاصطناعية بشكل أفضل، بما في ذلك بطريقة فعلية"، ممهداً بذلك لمراقبة معززة للفضاء ولاستخدام قدرات هجومية رداً على أي تهديد.


من جهتها، صرّحت بارلي في 16 تموز/يوليو أن "الأمر يتعلق بردع اعتداءات خصومنا المحتملين، وحتى تأمين الحماية الفعلية منها". وذكرت بقضية "القمر الاصطناعي التجسسي" الروسي لوش أولامب الذي حاول في 2017 الاقتراب من القمر الاصطناعي العسكري الفرنسي الإيطالي أثينا فيدوس.


وأوضحت الوزيرة الفرنسية حينذاك أن "تطوير أسلحة موجّهة إلى الأرض من الفضاء ليست جزءاً من الأهداف" طبقاً للمعاهدات الدولية التي تشدد على الاستخدام السلمي للفضاء. ويفترض أن تتطرق بارلي الخميس إلى الوسائل العملية التي تنوي فرنسا التزود بها للدفاع عن أقمارها الاصطناعية ومواجهة التجسس والتشويش والهجمات الالكترونية.


سباق عالمي


السباق إلى الفضاء حرب مستمرة من نوع خاص، وتخوض الدول الكبرى في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة والصين وروسيا، منذ سنوات سباقاً للهيمنة على الفضاء.


وكان ماكرون أعلن أنه سيتم في أيلول/سبتمبر المقبل إنشاء "قيادة كبرى للفضاء" في سلاح الجو الفرنسي الذي "سيصبح اسمه سلاح الجو والفضاء".




في عام 1957 بدأ التوجه نحو العسكرة مع إطلاق الاتحاد السوفييتي قمر "سبوتنيك 1"، كأول قمر صناعي للأغراض العسكرية، وأشعل هذا القمر سباقًا وتنافسًا للسيطرة على هذا المجال بين القوى العالمية لتتفوق أمريكا فيه وتليها روسيا.


مازالت أمريكا رائدة ومتفوقة في هذا الصراع، وفي العام الماضي قال ترامب موجهًا وزير دفاعه بالبدء بمشروع بناء قوة أمريكا الفضائية: "حين يتعلق الأمر بالدفاع عن أمريكا، ليس كافيًا أن يكون هناك وجود أمريكي في الفضاء، يجب أن تكون لدينا سيطرة أمريكية في الفضاء".


أما التنين الصيني فقد أرسل العام الماضي إلى الفضاء أكثر من 39 صاروخًا مقارنةً بـ31 أطلقتها الولايات المتحدة و20 من روسيا و8 فقط أطلقتها أوروبا، وتخطط بكين لبناء محطة مدارية مستقلة خلال العقد المقبل، وانفقت الصين على برامجها الفضائية المدنية والعسكرية أكثر مما تنفقه روسيا واليابان، وقدّرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، الميزانية التي خصصتها الصين لهذا المجال للعام 2017 بنحو 8.4 مليار دولار.


في الوقت ذاته أجرت الهند، في مارس من العام الحاليّ، اختبارًا ناجحًا لسلاح جديد مضاد للأقمار الصناعية، أدى إلى تدمير الجهاز الطائر في مدار أرضي منخفض، ويسمى المشروع الذي أجرته الهند في العالم بالصاروخ المضاد للأقمار الصناعية، وتُعتبر الخطوة الهندية متقدمة، إلا أنها متأخرة بما حققته روسيا والولايات المتحدة في هذا المجال.


القيادة الفرنسية الجديدة و السيادة الوطنية


ستتمركز القيادة الجديدة في تولوز مركز الصناعة الجوية والفضائية الفرنسية، ستضم "كل الوسائل المشتتة لجيوشنا وتلك التي تساهم في الاستخدام الجيد للوسائل الفضائية"، على حد قول بارلي.


ويشير النائبان أوليفييه بيشت وستيفان ترومبي اللذان وضعا مؤخراً تحقيقاً حول الدفاع الفضائي إلى أن "الدفاع عن أقمارنا الاصطناعية المدنية والعسكرية في الفضاء، أي امتلاك القدرة على أن نرى ونتجنب ونتحرك ونقوم بتحييد تهديد هو رهان يتعلق بالسيادة الوطنية والأوروبية".


وأضافا أن كل فرد يمكنه أن يتخيل بسهولة الفوضى التي ستعم الأرض إذا شلت فجأة كل وسائل نقلنا واتصالاتنا ومعاملاتنا المصرفية".


واقترح البرلمان خصوصاً تعزيز مراقبة الفضاء من الفضاء عن طريق "تزويد أقمارنا الاصطناعية بأجهزة استقبال بتقريب" أو "وضع أقمار اصطناعية في المدار لتقوم بدوريات" وكذلك تطوير "وسائل مراقبة من الأرض" برادارات ومناظير جديدة.


ويخصص قانون البرمجة العسكرية الفرنسي للعام 2019-2025 على تخصيص ميزانية قدرها 3,6 مليارات يورو للدفاع الفضائي. وسيسمح خصوصاً بتمويل تجديد الأقمار الاصطناعية للمراقبة والاتصالات وإطلاق ثلاثة أقمار للتنصل الكهرومغناطيسي وتحديث رادار المراقبة الفضائية.


و تستثمر فرنسا 2 مليار دولار في قطاع الفضاء وتأتي الولايات المتحدة في المقدمة وتستثمر 50 مليار دولار في قطاع الفضاء، والصين 10 مليارات وروسيا 4 مليارات، حسب أرقام الحكومة الفرنسية.


عسكرة الفضاء .. استراتيجية فرنسا الفضائية العسكرية الجديدة


عسكرة الفضاء .. استراتيجية فرنسا الفضائية العسكرية الجديدة


 


 


 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!