الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • طهران تُواصل التنكيل بالأحوازيين سعياً لخنق مُقاومتهم

طهران تُواصل التنكيل بالأحوازيين سعياً لخنق مُقاومتهم
طهران










 



 























تواصل السلطات الإيرانيّة تنكيلها بالنخب التي تنحدر من أمم وملل كثيرة تتألّف منها إيران، ومنها المكوّن العربي في الأحواز، حيث يتواصل إقصاءه والتنكيل بنشطائه، وهو ما تؤكّده التقارير الصادرة عن التنظيمات والأحزاب السياسيّة السريّة التي تحاول النطق بما يسعى حكّام طهران إلى كتمه.






وفي السياق، أصدر “المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز” تقريراً قالت فيه: “إنّ إدارة سجن شيبان المركزي، قد لفّقت تهمة حرق السجن، في الأول من أبريل، للأسير البطل جابر آل بوشوكة أبو ايمان، وهو معتقل سياسي منذ العام 2011 ومحكوم عليه بالسجن مدى الحياة، بسبب نشاطه الميداني المناهض لـ”الاحتلال الفارسي”.


ويعتبر الأحواز إقليماً عربياً في جنوب غرب إيران، على الضفة الثانية للخليج العربي، وتقول المصادر التاريخية إنّ سلطات الانتداب البريطانية قد عمدت إلى ضمّه لإيران في العام 1925، لتبدأ معه مساعي طهران لطمس هويّته التي لم تتوقّف، خاصةً وأنّ الإقليم غني بالنفط.


التنكيل المستمرّ بالسجناء الأحوازيين


وتتنوع الأساليب والطرق التي يجري من خلالها التنكيل بالسجناء الأحوازيين، خاصة وأنّ النظام الإيراني معروف عنه كثرة تنفيذ عمليات الإعدام بحقّ معارضيه، وفي السياق، قالت مصادر أحوازيّة موثوقة لـ”المكتب الإعلامي لحركة النضال لتحرير الأحواز”، أنّ الأسيرين الشقيقين جابر (35 عاماً) ومختار آل بوشوكة (30 عاماً)، يقبعون في زنازين انفراديّة منذ 51 يوماً في “سجن شيبان”، وذلك على خلفيّة التّهمة التي لفّقها مدير السجن للأسير الأحوازي جابر، بحرق السجن في الشهر الماضي، بغية التخلّص من تبعات هذه الجريمة المروّعة التي ارتكبتها إدارته المدعومة من الحرس الثوري الإيراني وقوّات الأمن، والذي راح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى من الأسرى الأحوازيين.


وتبعاً للمعلومات التي حصل عليها المكتب الاعلامي من داخل السجن، فقد أكّدت أنّه ومنذ 51 يوماً، والأسيرين الشقيقين محجوزان في زنازين انفراديّة، ومنعوا تماماً من الاستحمام طوال هذه المدة، ولم يسمح لهم بتغيير ملابسهم، الأمر الذي سبّب في إصابة الأسير “مختار آل بوشوكة” بمرض جلدي في كل جسده، وجعلته يعيش حالة صحيّة غاية في الخطورة، وأضافت المصادر، “رغم أنّ حياة الأسيرين وخصوصاً، مختار آل بوشوكة، معرضة للخطر، إلا أنّ سلطات الاحتلال ترفض انهاء هذه العقوبة القاسية، ومعالجتهما”، مضيفةً: “إنّ السلطات تصرّ على انتزاع اعترافات مفبركة بالقوة، منهما تحمّلهم مسؤوليّة حرق السجن مما يترتّب عليها تغيير حكمهم من  السجن مدى الحياة إلى الإعدام”.


وليس هؤلاء الشبان إلا غيضاً من فيض المعتقلين، حيث تعتقل السلطات الإيرانيّة كلّ من تسوّل له نفسه انتقادها وفي السياق، كان قد أصدر المكتب الاعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، في الثالث عشر من أبريل الماضي، بياناً قال فيه: “إنّ قوّات المخابرات الفارسية قد شنّت حملات اعتقالات واسعة في مدينتين أحوازيتين، نتج عنها اعتقال عدد كبير من المواطنين الأحوازيين”، وتابع المكتب: “إنّ المخابرات الفارسيّة نقلت المواطنين المعتقلين إلى مكان مجهول، ورفضت إعطاء أيّ تفسير أو معلومة معينة لأهالي المعتقلين تدل على مكان نقل أولادهم أو حتّى السبب وراء اعتقالهم”.


تمييز عنصري وتفضيل الفرس على الأحوازيين


ولا تقتصر عمليّات التنكيل بالأحوازيين على الاعتقالات التعسفيّة الجائرة، بل تشمل مختلف الأساليب التي يكون الهدف من ورائها إفقار السكان الأحوازيين على حساب توظيف الفرس ومنحهم المناصب العليا في المؤسسات الحكومية، وهو ما أدّى وفقاً، لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، إلى وقوع مواجهات بين الأحوازيين والشرطة الإيرانية، في الواحد والعشرين من أبريل الماضي.


حيث قال المكتب الإعلامي للحركة: “إنّه قد اندلعت اشتباكات بين مواطنين أحوازيين وقوّات شرطة الاحتلال الفارسي، أمام مبنى إدارة ما تسمى (شركة إمام خميني لقصب السكر) التابعة للاحتلال في منطقة الشعيبية شمالي الأحواز العاصمة، بعد محاولة لقوّات الاحتلال لتفريق مظاهرة احتجاجية بالقوة”، مشيراً أنّه “كان قد احتشد عدد كبير من أهالي منطقة الشعيبية في مظاهرة احتجاجية، أمام مبنى إدارة (الشركة)، لمطالبة مسؤوليها بتوظيف الأحوازيين بدلاً من الفرس الذين يتمّ جلبهم من (طهران، أصفهان)، ومناطق فارسيّة أخرى”.


ورفع المحتجّون أثناء مظاهرتهم لافتات تحمل عبارات مندّدة بمسببات البطالة العنصريّة ونتائجها السلبية على شباب هذه المنطقة، كما طالبوا مديرَ عام الشركة بالخروج إليهم والاستماع إلى مطالبهم، إلا أنّه أبى وبعث بقوّات الشرطة للاعتداء عليهم ومحاولة فضّهم بالاعتقالات والضرب”، ولفت المكتب الإعلامي أنّه يعمل في هذه الشركة عدد قليل من المواطنين الأحوازيين، وفي أعمال شاقّة بينما مديرها العام، مهندسيها، محاسبيها ومعظم موظفيها عموماً من المستوطنين الفرس، وكانت قد تأسّست مع مجيء الخميني بعد ما تمّ مصادرة آلاف الهكتارات من أراضي الأحوازيين بالقوّة وتخصيصها للشركة.


وعليه، يبدو أنّ جميع الأنظمة القوميّة تّتخذ ذات الأساليب الاستبداديّة، هرباً من الاعتراف بالآخر، خوفاً من تنوّع المكونات المختلفة التي تتشكّل منها دول الشّرق الأوسط، تستخدم ذات الأساليب ضدّ مختلف الأقليّات الإثنيّة أو الطائفيّة فيها، وكأنّ جميع الأنظمة الشموليّة قد تتلمذت على يد معلمٍ واحد، عنوانه الجهل والإقصاء، الإنكار والاستبداد، نكران الآخر والخشية منه.


ليفانت-خاص


إعداد وتحرير: أحمد قطمة 












كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!