الوضع المظلم
الخميس ١٩ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • صمت دمشق بمعادلة الصراع يُثير تساؤلات.. استراتيجية جديدة أم تكتيك مؤقت؟

  • يبدو أن النظام السوري يتخذ موقفاً محايداً في الصراع الحالي، مما يطرح أسئلة حول مستقبل علاقاته مع حلفائه وموقفه من التطورات المستقبلية
صمت دمشق بمعادلة الصراع يُثير تساؤلات.. استراتيجية جديدة أم تكتيك مؤقت؟
عناصر النظام السورية (تعبيرية)

في الخطاب الأخير الذي أدلى به حسن نصر الله خلال مراسم تأبين القائد العسكري فؤاد شكر، الذي قُتل على يد إسرائيل، بدا وكأنه قد أعفى رئيس النظام السوري من المشاركة في "وحدة الساحات" التي تضم قوى محور الممانعة، ولم يذكره منذ أن أعلن الحزب دعمه لـ"حماس" في غزة في 8 أكتوبر الماضي.

ويثير تجنب النظام السوري للمشاركة في الصراعات الإقليمية عدة تساؤلات؛ منها: هل سيستمر في موقفه الحيادي إذا توسعت الحرب، أو هل سينضم إلى الصراع؟ وكيف سيبرر موقفه لحلفائه في محور الممانعة، خاصةً إيران و"حزب الله"، اللذين دعماه في الحرب ضد المعارضة السورية؟

اقرأ أيضاً: قصف مجهول المصدر.. استهدف منطقة السيدة زينب بريف دمشق

وعلى الرغم من تفعيل "حزب الله" لجبهة الإسناد في جنوب لبنان، ظل النظام السوري صامتاً ولم يشارك في الصراع، حتى في التضامن الإعلامي والسياسي لدعم حليفه، لم يحدد موقفه من الصاروخ الذي استهدف بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان المحتلة إلا بعد مرور أكثر من 24 ساعة على سقوطه.

وحتى الآن، يبدو أن "حزب الله" وإيران يتجنبان، على الأقل علناً، الدخول في نقاش مع النظام السوري حول امتناعه عن الانضمام إلى جبهة الإسناد لغزة، ويفضلان أن يبقى النقاش محصوراً في اللقاءات الخاصة.

ووفقاً لمصادر حزبية مقربة من "الشرق الأوسط"، يفهم محور الممانعة سبب عزوف النظام السوري عن الانضمام إلى جبهات الإسناد لغزة، مع الاحتفاظ بخيار المشاركة في الصراع إذا تعرض "حزب الله" لهجوم إسرائيلي كبير، وتشير المصادر إلى أن النظام السوري يفضل حالياً عدم الانضمام إلى الصراع، مع الاحتفاظ بحق اختيار التوقيت المناسب للمشاركة.

وتسعى دمشق حالياً لإعادة توجيه علاقاتها الدولية، ووفقاً لمصادر حزبية مقربة من محور الممانعة، وينظر خصوم المحور إلى الحياد السوري على أنه جزء من جهود دمشق لإعادة تأسيس علاقتها مع المجتمع الدولي.

وفي النهاية، يظل السؤال حول الآثار السياسية لخطاب نصر الله، الذي هدف إلى رفع معنويات أنصار الحزب والتأكيد على الرد على اغتيال شكر، وتؤكد المصادر أن الحزب لن يخضع للضغوط لثنيه عن الرد، وأن إيران لن تقبل باغتيال هنية دون رد.

ووفقاً لمعلومات من "الشرق الأوسط"، فإن سفراء أجانب في بيروت يسعون لتمرير رسائل تنصح بفصل الردود على إسرائيل زمنياً، لإعطاء فرصة للوساطات الدولية لمنع توسع الصراع. ويبقى الحزب ملتزماً بالرد، مع الاحتفاظ بحق تحديد التوقيت والمكان.

ليفانت-الشرق الأوسط

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!