-
شباب السويداء يمنعون التوقيع على حملة تروّج لبشار الأسد
في الأيام القليلة الماضية، سُجل لشبان من السويداء (والذين لم يفصحوا عن أنفسهم بعد) إفشالهم الحملة التي ينظمها شبيحة النظام بدعم من أجهزته الأمنية، للترويج لترشيح رأس النظام للانتخابات، وذلك عبر حملة انطلقت من دمشق بعنوان (جمع تواقيع لأطول رسالة حب ووفاء لبشار الأسد) باتجاه المحافظات الجنوبية.
بعد أن جالت الحملة تلك في محافظتي القنيطرة ودرعا وصلت إلى السويداء، ولكنها حوصرت في الملعب البلدي في السويداء عند وصولها ، وكان من المقرر أن يقيموا مهرجاناً احتفالياً في الملعب البلدي تصدح فيه مكبرات الصوت بأغاني وأناشيد التمجيد للرئيس الملهم، فيتوافد الحزبيون والطلاب والموظفون من أجل التوقيع على (رول) من القماش بطول 2500م، جهز ووضع على عربة خصيصاً لهذه المناسبة، ومن بعدها تنطلق العربة لتجول في شوارع المدينة وتتابع حملتها في بلدات وقرى المحافظة لجمع التواقيع.
كل ذلك وكل تلك الحملة الدعائيّة توقفت ولم يحدث منها شيء، فما إن وصل منظمو الحملة إلى الملعب البلدي وبدؤوا بالتجهيز لحفلهم حتى باغتتهم مجموعة من الشباب، وأجبرتهم على فصل مكبرات الصوت، وطلبوا منهم جمع أشيائهم والمغادره إلى دمشق، وتوتر الموقف لحدّ التعارك بالأيدي بينهم، فاستعان المنظمون بأجهزة الأمن والمليشيات الموالية، ولكن هذا لم يثنِ الشباب عن موقفهم، وقابلوهم بتحدّ وإصرار على تنفيذ مطلبهم بالمغادره. لم تفلح التهديدات الأمنية لإجبار الشباب على مغادرة المكان فبقوا في الملعب ومحيطه مما أجبر عناصر الحملة على إلغاء الحفل والمغادرة باتجاه دمشق.
من الجديد بالذكر، أنّ المشرف على هذه الحملة شبيح برتبة "فارس أو رحالة"، كما يحب أن يدعو نفسه، وهو المدعو عدنان عزام الذي قام برحلات شملت العديد من البلدان على حصانه، وقد مني بخيبة أمل كبيرة في آخر رحلة له وكانت باتجاه روسيا ليهدي بوتين حصاناً، فرُفضت هديته ولم يهتم لوجوده ومغامرته أحد هناك فعاد خائباً.
من الواضح أنّ من يفقد كرامته لا تهمه تكرار الإهانات، فها هو من جديد يطرد ويخرج من السويداء مهاناً هو ومجموعته التي تضم قرابة الخمسة عشر شاباً وشابة على الدراجات، يجرّون خيبتهم باتجاه العاصمة دمشق.
لا أحد يشك أنّ بضعة مئات من الأمتار على الرول المخصصة لتواقيع أهالي السويداء سيملؤونها بأسماء وتواقيع مزورة، ومنها ما سيكون بالدم، تماماً كانتخاباتهم المزورة تاريخياً.
واللافت في هذا الأمر، أنّ مجموعة الشباب التي طردت هذه الحملة ومنظميها، لا ينتمون إلى الفصائل المحليه المعروفة في المدينة أو على صعيد المحافظة، وإنما شباب ينتمون بغالبيتهم للحراك المدني المعارض والذي كان الأمن فيما مضى يبطش بهم عبر أدوات التشبيح التي يحركها في هكذا احتكاكات وصدامات. فلم يلجأ الأمن إلا للتهديد والذي لم يجدِ نفعاً مع الشباب، والظاهر هنا أنّ الأجهزة الأمنية لم يريدوا أي تشويش مهما كان ومن أي جهة كانت على موضوع الانتخابات، لشدة حساسيته وما يواجهه هذا الموضوع بالأساس من رفض وسخرية وتهكم بهذه الظروف الكارثية التي تعيشها الناس في السويداء وكل سورية عموماً.
خبت رحلة "ابن بطوطة" المزيف وعراب التلفيق والدجل، وباتت يتضح للعلن من هم أبناء الرحلة السورية الطويلة نحو الاستقرار والعدالة والكرامة ودولة المواطنة، فها هو جيل الشباب ما يزال ينبض بلغة الرفض رغم كل ما يعتري وجوده في الداخل السوري، من قهر وعوز وحرمان وتعتيم إعلامي، لكن شتان بين رحالة استساغ الإهانة وشبان امتهنوا الكرامة.
ليفانت - سلامة خليل
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!