الوضع المظلم
الجمعة ٠٣ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
سوريا وليبيا تفتحان باب السجال بين أردوغان والمعارضة
سوريا وليبيا تفتحان باب السجال بين أردوغان والمعارضة

بمجرد أن يصدر انتقاد من المعارضة التركية مهما كان بسيطاً وخافتاً، حتى تثور ثائرة حزب العدالة والتنمية الحاكم برفض أي اعتراض او انتقاد مهما كان، حيث صار الحزب يفرض الرأي الواحد والموقف الواحد في ما يخص تورط تركيا في العديد من الصراعات في الخارج، سواء أكانوا معارضة أو مواطنين عاديين.


فلا موقف يعلو على رأي أردوغان وخططه الحربية في التدخل في شؤون الدول والغوص في صراعات لا مصلحة لتركيا فيها، لا سيما وأنها بعيدة عن تركيا وليست في نطاقها الجغرافي أو الإقليمي، حتى أعتبرت المغامرة والقرارات العبثية أمراً واقعاً قد بات ملازماً للحياة السياسية التركية فيما يتعلق بالخارج.


بيد أن الأمر من وجهة نظر أردوغان ليس كذلك، إذ يقول في تصريحات صحافية أن سياسات تركيا في سوريا وليبيا "ليست مغامرة ولا خياراً عبثياً"، وفي الرد على انتقادات المعارضة التركية حول أسباب تواجد تركيا في سوريا، يقول "إذا تهربنا من خوض النضال في سوريا وليبيا والبحر المتوسط وعموم المنطقة، فإن الثمن سيكون باهظاً مستقبلاً".


ووفقاً له إن مكانة تركيا المستقبلية مرهونة بتدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى إذ يشير "إن لم نجعل تركيا تتبوأ المكانة التي تستحقها مع تغير موازين القوى بالمنطقة، ستكون حياتنا على هذه الأراضي صعبة جداً بالمستقبل؛ لذلك أقول إننا نخوض نضال الاستقلال مجدداً".


ومن الواضح أن تصريحات أونال تشافيك أوز، نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، هي التي استفزت أردوغان، فقد انتقد أوز في تصريحات صحافية إصرار إردوغان وحكومته على شن حرب غير شرعية مع سوريا، مشدداً أن الشعب التركي لا يريد أي حرب مع سوريا، وقال إن إردوغان يورّط تركيا في معارك من أجل أهدافه الشخصية.


إقرأ أيضاً: 16 جندياً تركياً قتيلاً من أصل 35 أعترف بهم أردوغان!


ونوه تشافيك أوز، في مؤتمر صحافي بمقر حزبه، إلى أنه رغم أن محافظة إدلب السورية تُعد أمناً قومياً بالنسبة لتركيا، بيد أن ليس لدى تركيا أي مُبرر شرعي ومحق للحرب مع الدولة السورية، منوهاً إلى أنه يجب على تركيا تقديم مشروع للسلام في سوريا، وتخلي إردوغان عن حماسه لتغيير نظام الحكم، والعمل على إنهاء الاقتتال في الدولة الجارة من أجل مصلحة تركيا.


تلك الاطروحة ما لبث ان واجهها اردوغان بردود دوغمائية غير مقنعة، حيث قال "أن مصالحنا تتعارض أحياناً مع مصالح بعض الدول خلال هذا النضال، وإن اضطر الأمر سنمضي بمفردنا نحو أهدافنا المحددة، والحمد لله إن قوة وإمكانيات أنقرة تكفي لجعلها تتبع سياسات مستقلة وتطبقها على أرض الواقع".


واستكمل مشدداً على حضور الخيار العسكري في أية خطوات مستقبلية، اذ قال أردوغان: "خلال نضالنا هذا، نتبع الأساليب السياسية والديمقراطية، والعسكرية بأعلى مستوياتها حال لزم الأمر، وإننا نقوم بكل ما يلزم على الطاولة وفي الميدان بهدف تغير مسار تطورات الأحداث بالشكل الذي نريده".


وضمن توصيف مليء بالتناقضات حول ما تقوم به أنقرة في العديد من الساحات من تدخلات صرح: "نخوض فيه عمليات نضالية حرجة في سوريا وليبيا والبحر المتوسط، نلاحظ قيام بعض الأطراف بإطلاق نقاشات داخلية لا تستند لأية أدلة، ولا تعود بأي فائدة على الديمقراطية والاقتصاد والأمن في تركيا، وإنما الهدف منها التفريط بالطاقات التركية".


وفي إقرار جديد للتدخل العسكري في ليبيا يقول اردوغان  أنه تفاوض مع رئيس حكومة الوفاق في ليبيا، وعقد الاتفاق معه. مردفاً: "جنودنا الأبطال وفرق من الجيش الوطني السوري يواصلون الكفاح في ليبيا ضد الانقلابي حفتر ومرتزقته".


وتابع: "فقدنا هناك بعض الجنود، لكن في المقابل حيّدنا حوالي 100 عنصر من الميليشيات المرتزقة، في حال تهربنا من خوض النضال في سوريا وليبيا والبحر المتوسط وعموم المنطقة، فإننا سندفع الثمن باهظا في المستقبل".


ويبدو أن الأخذ والرد الذي يخوضه اردوغان ضد المعارضة وضد جميع الأصوات التي تنادي بالعقلانية وتخلي أنقرة عن تدخلاتها في الخارج أصبحت علامة واضحة في تخبطات حكومة العدالة والتنمية والسياسات غير الواقعية التي صار ينتهجها اردوغان.


ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!