الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • سوريا.. محاولات حثيثة لتطبيق سيناريو المصالحات في السويداء

سوريا.. محاولات حثيثة لتطبيق سيناريو المصالحات في السويداء
المصالحات في السويداء

أعلن رئيس ما يسمى بـ”مركز المصالحة الروسي في سوريا”، سيتنيك فياتشيسلاف بوريسوفيتش، قمنذ أيام  أن لجنة “تسوية” ‏الأوضاع في درعا بدأت عملها في الأول من الشهر الجاري، متابعاً: “سكان درعا والمحافظات المجاورة ينظرون بإيجابية إلى ‏عملها، وأتوقع أن تبدأ لجنة مشابهة العمل قريبا في محافظة السويداء”.

على الرغم من كون محاولات الروس لفرض “التسوية” في السويداء ليست جديدة، إلا أنها تبدو في الوقت الحالي مختلفة عن سابقاتها، لاسيما أنها تأتي في توقيت يستبق الانتخابات الرئاسية في سوريا بأشهر قليلة، كما أن طرحها يتزامن مع مساعدات “إنسانية” أعلنت روسيا إيصالها إلى أهالي المحافظة، مؤخراً، في مشهد وصفه مراقبون بأنه عمليات “إغراء وتقرب” من الحاضنة الشعبية، لإنجاح المساعي التي تستمر بها موسكو حتى الآن.


واستبق المسؤول الروسي تصريحاته بزيارات وجولات متكررة لضباط من الشرطة العسكرية الروسية لعدة مناطق في السويداء، التقوا من خلالها حسب ما قالت مصادر إعلامية لموقع “الحرة” وجهاء المحافظة بالإضافة إلى شيوخ عقل طائفة الموحدين الدروز، وعرضوا عليهم إجراء اتفاق “تسوية” للشبان المتخلفين عن الخدمة العسكرية، والمنشقين والمطلوبين للخدمة الاحتياطية.

حيث أنّه طوال السنوات الماضية، حاولت الأفرع الأمنية في نظام الأسد إقناع وجهاء السويداء وشيوخ العقل بإقناع الشبان للعودة إلى الخدمة في “الجيش السوري”، إلا أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل، كان آخرها في أكتوبر من عام 2018.

المزيد  السويداء.. اغتيالات متكرّرة ونشاط ملحوظ للعصابات

وبالتزامن مع ما سبق كان هناك جولات واجتماعات مكوكية لضباط من الشرطة العسكرية الروسية مع وجهاء المحافظة، من أجل حل مشكلة المتخلفين عن الخدمة الإلزامية أيضا، أبرزها كانت مطلع عام 2018، قبل أشهر من الهجوم الذي نفده تنظيم “داعش” على قرى الريف الشرقي للسويداء، ما أسفر عن مقتل 200 شخصاً.

في السياق ذاته، لم تقتصر محاولات التطويع والمعاقبة من جانب النظام السوري على ما سبق، بل استمر بها وصولاً إلى الحادثة التي شهدها السويداء منذ قرابة ثلاثة أشهر، حين قُتل من أبنائها أكثر من 17 شاباً على يد قوات “الفيلق الخامس” الذي تدعمه موسكو في درعا، ويقوده القيادي المعروف باسم “أحمد العودة”.

وكانت آخر زيارة للروس إلى السويداء، مطلع الأسبوع الجاري، ويوضح معروف أن المعلومات الحالية تشير إلى أنه وخلال الأسابيع المقبلة، سيتم افتتاح مكتب للجنة المصالحة التي تعتزم روسيا تشكيلها في مبنى محافظة السويداء.

ويأتي تقديم المساعدات “الإنسانية” في إطار حملة أطلق عليها اسم “إلى مدينة السويداء. بكل الحب من روسيا”، لتكون بمثابة “إغراءات وخطوات تمهيد” من أجل كسب الحاضنة الشعبية، التي لطالما رفضت منح “الولاء” للنظام السوري ورأسه بشار الأسد، والتزمت بالوقوف على الحياد، منذ عشر سنوات مضت.

بالمقابل، هناك تلميحات جانب موسكو بأن لديها نية لوضع الشباب الراغبين بالتسوية للخدمة ضمن “الفيلق الأول” التابع لقوات الأسد، أي أن تكون خدمتهم في المنطقة الجنوبية.

يشار إلى أنه من غير الممكن فصل الرواية الروسية التي تركّز على “إرساء الاستقرار” في السويداء عما تترقبه سوريا من انتخابات رئاسية بعد أربعة أشهر من الآن، وعلى هذا الأساس كانت قد اتجهت مطلع ديسمبر الجاري إلى إجراء تسوية شاملة لثلاثة أفرع في محافظة درعا، وتحاول نسخها الآن في السويداء.

جدير بالذكر أنّه من المقرر أن تطرح روسيا بنود التسوية خلال اجتماع جديد مع وجهاء المحافظة ورجال الدين في فرع “أمن الدولة”، وفق مصادر موقع الحرّة.

ليفانت- الحرة

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!