الوضع المظلم
الخميس ٢٥ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
سفينتا الإنقاذ
صورة أرشيفية في أثناء عملية إنقاذ تقوم بها سفينة فايكينغ التابعة ل منظمة أس أو أس البحر المتوسط. الورة موقع المنظمة.

ليفانت نيوز/ تقارير

تستمر سفن الإنقاذ الإنسانية الممولة من منظمات غير حكومية ممارسة أعمالها في التجول قرب خطوط الهجرة غير الشرعية وإنقاذ المهاجرين، سواء قرب إيطاليا عند خط صقلية لامبيدوزا أو ليبيا/تونس أو اليونان.

لقد أنقذت هذه السفن على مدار سنوات منذ عام 2017 وعلى نحو أكثر وضوحاً منذ 2019 آلاف المهاجرين وأوصلتهم لبر الأمان. ومنذ مطلع العام الحالي وصل آلاف المهاجرين في قواربهم التائهة أو الغارقة إلى البر الإيطالي والأوربي، ما أعاد الجدل في إيطاليا حول القوانين والتشريعات ذات الصلة.

هذا الجدل أعاد التذكير بصدام عام 2019 بين المنظمات غير الحكومية والرأي العام الإيطالي والأوروبي مع الحكومة الإيطالية.  عندما احتجزت سفن إنقاذ (ووتش 3 و4) تحت حجج تتعلق بمعايير السلامة وما تزال المعارك تُخاض في المحاكم.

في آب/أغسطس، أصدرت المحكمة العليا للاتحاد الأوروبي حكمها في قضية احتجاز سفن الإنقاذ التابعة لمنظمات غير حكومية في مرافئ الدول الأوروبية. وجاء في الحكم أنه لا يمكن للسلطات البحرية الوطنية حجز السفن المشاركة في أعمال البحث والإنقاذ، إلا إذا كان هناك خطر واضح على السلامة.

وجاء الحكم رداً على استئناف تقدمت به منظمة "سي ووتش" غير الحكومية الألمانية المعنية بتسيير سفن إنقاذ للمهاجرين في المتوسط. وكانت سفن المنظمة ووتش 3 و4 قد تعرضت للاحتجاز في صقلية في 2020، بعد أن رأت السلطات الإيطالية في حينه أنها كانت تحمل أعداداً من المهاجرين تفوق طاقتها، فاستخدمت تلك الحجة لحجزها أي معايير السلامة.

في نهاية المطاف، منحت السلطات الإيطالية "سي وونش 3" الإذن بالمغادرة بعد سبعة أشهر، في شباط/فبراير 2021. وبعد شهر أمرت محكمة إيطالية بإطلاق سراح "سي ووتش 4".

كارولا راكيتي قبطانة جريئة

أصبحت كارولا راكيتي قبطان السفينة Sea-Watch 3 معروفة عالمياً منذ يونيو/حزيران 2019 عندما أنقذت 53 مهاجراً قبالة السواحل الليبية. وبعد 16 يوما من الحظر والبقاء في البحر، قررت نقلهم إلى ميناء لامبيدوزا في إيطاليا، على الرغم من منع رسو سفن الإنقاذ على السواحل الإيطالية من قبل وزير الداخلية آنذاك والزعيم اليميني المتطرف ماتيو سالفيني.

في 23 كانون الأول/ديسمبر 2021، أعلنت القبطانة الألمانية لسفينة "سي ووتش 3" عبر حسابها على تويتر إغلاق كافة التحقيقات ضدها، بعد عامين ونصف تقريباً من بداية صراعها مع القضاء الإيطالي، مؤكدة في التغريدة أن محكمة أغريغنتو الإيطالية أغلقت كافة التحقيقات ضدها وضد منظمة "سي ووتش".

كارلا رايكت قبطانة سفينة الإنقاذ سي ووتش 3. dailynewsegypt

ولدت كارولا راكيت في بلدة بريتس الألمانية، ودرست في جامعة يادي، حيث حصلت على درجة جامعية في يوليو/تموز 2011، في العلوم البحرية. وعملت راكيت، من نوفمبر/تشرين الثاني 2014 حتى فبراير/شباط 2015 في شركة كروز فخمة تسمى سيلفرسي، ضابطة سلامة على متن السفينة سيلفر إكسبلورر.

لاحقا، عملت في شركة بريتش أنتاركتيك البريطانية للمسح، فيما بين 2016-2017، كضابطة على متن بعض سفنها. وبعد تركها تلك الشركة تعاونت راكيت مع منظمة غرين بيس غير الحكومية قبل أن تنتقل إلى سي واتش. وأصبحت راكيت ربانة في سي واتش-3 في يونيو/حزيران 2019. وتقول سي واتش إنها منظمة تمولها التبرعات، وليس لها أي ارتباط سياسي أو ديني.

محطات متفرقة من عمليات الإنقاذ

أنقذت في ثمانية عمليات منفصلة سفينتي "سي ووتش3" و"أوشن فايكنغ" أكثرمن 700 شخص بينهم أكثر من 100 قاصر ورضيع واحد، كانوا على متن قوارب تعاني صعوبات ملاحية في عرض البحر المتوسط.

في شهر يونيو، خصصت السلطات الإيطالية اليوم الخميس، ملاذاً آمناً للسماح لسفينة الإنقاذ الألمانية بجلب 344 مهاجر أنقذتهم من البحر إلى الشاطئ.على متن "سي ووتش 3"، مرهقون ويعانون الجفاف بعد أن ظلوا في عرض البحر لعدة أيام، انتظاراً للوصول إلى ميناء.

وأوضحت المنظمة في تغريدة لها على موقع "تويتر" أنه "بعد مرور أيام مرهِقة، تم وصول (سي ووتش 3) أخيراً إلى ميناء آمن: بوزالو. ومن الممكن الآن أن يتوجه 344 شخصاً تم إنقاذهم إلى الشاطئ". وأنقذت السفينة عدداً كبيراً من الأشخاص في إطار سلسلة من مهام الإنقاذ التي قامت بها خلال الأيام الأخيرة.

في 23 و24 تموز/يوليو، تلقت سفينتي الإنقاذ "أوشن فايكينغ" و"سي ووتش3" نداء استغاثة عبر منصة "هاتف إنذار"، بوجود قوارب في المتوسط على متنها مهاجرين تعاني صعوبات في عرض البحر، فتوجهت سفن الإنقاذ للقيام بمهماتها.

ووصل 34 ألف مهاجر إلى إيطاليا منذ بداية العام الجاري حتى 22 تموز/يوليو عبر البحر الأبيض المتوسط الذي تعتبره المنظمة الدولية للهجرة من أخطر طرق الهجرة في العالم، بالمقارنة مع 25,500 خلال الفترة ذاتها من العام الماضي 2021، و10,900 في 2020، حَسَبَ وزارة الداخلية الإيطالية. كما تقدر الوكالة التابعة للأمم المتحدة عدد الوفيات والمفقودين في هذه المنطقة بـ990 منذ بداية العام الحالي.

تتزامن هذه الزيادة الموسمية في عدد المهاجرين إلى إيطاليا خلال فصل الصيف هذا العام مع اضطراب المشهد السياسي الإيطالي، خصوصاً بعد استقالة رئيس الوزراء ماريو دراغي التي نجمت عن عدم تعاون أطراف عدّة في حكومته.

سي ووتش 3 في يوليو

وأكدت منظمة مراقبة البحر على حسابها على تويتر إن سفينة الإنقاذ التابعة لها "سي ووتش 3"، العاملة في المتوسط نفّذت خمس عمليات إنقاذ مطلع هذا الشهر.

وأنقذت سفينة منظمة "سي ووتش" (Sea-Watch) الألمانية غير الحكومية في شهر تموز في سلسلة عمليات 444 شخص،  106 أشخاص كانوا على متن قارب خشبي مكتظ، وبعد ساعات أنقذ 99 شخصا كانوا على متن قارب مطاطي.

وأغاثت خلالها 113 شخصا بينهم امرأة حامل مع طفلها المريض الذي كان يعاني حروق شديدة، حضر الطاقم الطبي عبر مروحية خاصة لعلاج المصابين.وفي عمليتين أخريين أنقذت 100 شخصا، و16 شخصا.

وتبحر سفينة "سي ووتش 3" التابعة لمنظمة ألمانية غير حكومية تحمل الاسم نفسه في منطقة البحث والإنقاذ قبالة السواحل الليبية منذ عام 2017 لإغاثة المهاجرين الذين يغادرون سواحل أفريقيا على متن قوارب متهالكة ومكتظة.

إنقاذ في شهر آب

تستمر دعوات المنظمات لتكثيف الجهود والدعم مع كل فصل صيف يدق الأبواب وتوقعات بتدفق أكبر للمهاجرين هذا العام ما دفع منظمات إس أو إس المتوسط، وأطباء بلا حدود، وسي ووتش للدعوة لمزيد من جهود البحث والإنقاذ البحرية الأوروبية في وسط البحر المتوسط لمنع موت مزيد من المهاجرين هذا الصيف في أثناء محاولتهم الوصول للشواطئ الأوروبية.

وأنقذت سفينة تديرها منظمة أطباء بلا حدود وأخرى تابعة لمنظمة إس أو إس المتوسط بالشراكة مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، خلال الخمسة أيام الماضية مطلع الشهر الحالي ستة قوارب.

وقبل أسبوع من العملية السابقة، أنقذت سفينة سي ووتش 3 خمسة قوارب كانت تواجه مشكلات في البحر، وعلى متنها 444 شخصا. ووصلت السفينة غير الحكومية "سي ووتش 3" صباح السبت 30 حزيران إلى ميناء تارانتو في منطقة بوليا، وعلى متنها 438 مهاجرا، من بينهم أكثر من 116 قاصراً غير مصحوبين بذويهم، و35 امرأة من بينهن 4 حوامل، وذلك بعد أن تم إنقاذهم في عمليات مختلفة قبالة سواحل ليبيا.

وقدرت الأمم المتحدة في عام 2018 عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى أسبانيا، وإيطاليا، وقبرص، ومالطا، واليونان، بحوالي 141،472 شخصا عبر البحر والبر، إضافة إلى 2277 شخصا يعتقد أنهم فقدوا حياتهم، أو مازالوا مفقودين.

ووصل 34 ألف مهاجر إلى إيطاليا منذ بداية العام الجاري حتى 22 تموز/يوليو عبر البحر الأبيض المتوسط الذي تعتبره المنظمة الدولية للهجرة من أخطر طرق الهجرة في العالم، بالمقارنة مع 25,500 خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، و10,900 في 2020، حَسَبَ وزارة الداخلية الإيطالية.

اقرأ المزيد: إصرار تركي على المصالحة مع النظام.. والمعارضة السورية في حالة صمتٍ مريب

كما تقدر الوكالة التابعة للأمم المتحدة عدد الوفيات والمفقودين في هذه المنطقة بـ990 منذ بداية العام الحالي. ووصفت منظمة العفو الدولية طريق الهجرة عبر المتوسط ​​بأنها "أكثر المعابر البحرية دموية في العالم"، في حين تقدر الأمم المتحدة أن أكثر من ألف شخص غرقوا أو فقدوا على ذلك الطريق منذ مطلع العام الجاري.

ويتوافد المهاجرون إلى جزيرة لامبيدوزا باستمرار منطلقين من الشواطئ الليبية والتونسية، فوصلت دفعة من 1160 مهاجراً إلى الجزيرة في صقلية مطلع هذا الشهر.

 

إعداد وتحرير: وائل سليمان

 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!