-
سؤال وجواب: مع الدكتورة وسام باسندوه استاذة في العلاقات الدولية
ليفانت نيوز - لندن
التقت جريدة ليفانت نيوز بالدكتورة وسام باسندوه الاستاذة في العلاقات الدولية وذلك للحديث عن أخر الأحداث الأخيرة في الأزمة اليمنية و اتفاق الرياض الذي جرى بوساطة سعودية ومشاركة تحالف دعم الشرعية في اليمن، بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي برعاية الملك سلمان بن عبد العزيز، وحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي و للحديث أيضاً عن إمكانية تنفيذ اتفاق الرياض على ارض الواقع و دور المرأة في الحكومة اليمنية الجديدة فضلاً عن مطالبها .
كيف تقيمين دور التحالف بقيادة السعودية والامارات في اليمن؟
بداية أود أن اذكر أن الشعب اليمني وحتى النخب تعول كثيراً بعد الله سبحانه وتعالى على الضامن السعودي بقيادته الحكيمة فما تجلى من التوجه السعودي منذ اليوم الاول للأزمة يبين ان جلالة الملك وولي عهده ونائب وزير الدفاع والتوجيه السامي للدبلوماسية السعودية بان اي صراع داخلي جانبي بين اليمنيين خط أحمر وان المملكة وقيادتها تبذل الغالي والنفيس في مجال عودة الاستقرار والبناء وتثبيت الامن في اليمن
وهو ما سيكون في المرحلة القادمة في مجال البناء والاعمار عبر البرنامج السعودي لاعادة اعمار اليمن كما كان دوماً ، بالاضافة الى تسخير الأدوات الاقتصادية والدبلوماسية والسياسية السعودية لتيسير كل ما من شأنه إحلال السلام باليمن، و أوضحت كلمة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في حفل توقيع اتفاق الرياض وقد كانت كلمة موجزة قوية ومحددة احتوت الكثير من الرسائل التي اختزلت كل المراحل من العلاقة التاريخية والارتباط العضوي بين المملكة واليمن ومن ثم الدور السعودي في التصدي لاختطاف الدولة اليمنية ومحاولات بث الفتن والتفرقة والاقتتال الداخلي وصولا للرؤية المستقبلية التي تجلت في طرحه في ختام الكلمة والتي قال فيها بما معناه ان هذا الاتفاق سيكون مدخلا لاتفاق شامل بين مختلف المكونات السياسية اليمنية، مثل هذا التوجه يعزز الثقة لدى اليمنيين بأن الضّامن للإتفاق هذه المرة مختلف ، وبالتالي يمكن فعلاً أن ينجز الاتفاق كما قُرر له وأن الحكومة الجديدة ستكون قادرة على مواجهة التحديات و التغلب عليها والمُضي بالبلاد فالناس والوضع لم يعد يحتمل المزيد.
اتفاق الرياض: هل برأيك سينجح اتفاق الرياض بوضع حد للحرب في اليمن؟
برغم أن الحكومات السابقة كانت تُراعي أن يكون وُزرائها من مختلف المناطق الشمالية والجنوبية، إلا ان الفارق الجوهري الذي احدثته اتفاقية الرياض بهذا الصدد هو الإقرار بأنهم دخلوا في التشكيل الحكومي بصفتهم جنوبيين وفي هذا إقرار بتثبيت الهوية والقضاء على فكرة أن هناك محاولات لطمسها وتذويببها وما إلى ذلك، خاصة وان الجنوبيين شديدو الحساسية فيما يتعلق بهويتهم وهو أمر طبيعي نتيجة للخبرات السابقة، أيضا فكرة مراعاة التنوع في وزارات كلا القسمين سواء شمالاً وجنوباً بحيث تعطي تمثيلاً لمختلف القوى والمكونات السياسية، وأن تكون من أصحاب الكفاءات أي ممن يملكون خبرة وكفاءة في الوزارات التي سيتولونها.
ما هي مطالب و دور النساء في هذه المرحلة ؟
يجب التركيز على دور النساء في هذه التشكيلة فوفقاً لمخرجات الحوار الوطني أُقر أنه يجب ألا يقل التمثيل النسوي عن الثلث، فالثلث هو الحد الأدنى وهو الأمر الذي لم يتحقق في مختلف الحكومات التي تشكلت منذ الانقلاب. ومن اجتماعاتنا نحن النساء فإن مطالبنا المستقبلية هي ألا تقل هذه النسبة عن الخمسين في المئة ، منها وزارتان سياديتان، فالثلث هذا الذي لم يتحقق كان قبل عدة أعوام منذ ٢٠١١ الى ٢٠١٤ ونحن اليوم على أبواب ٢٠٢٠ العالم من حولنا يتغير في مجال التمثيل النسوي، والدول العربية من حولنا كلبنان أسندت حقيبة الداخلية لإمراة والسودان الذي كانت المراة فبه تجلد اذا ارتدت البنطال اليوم المرأة بالسودان ترأس محكمة القضاء الأعلى وىالخارجية والتعليم العالي وغيره، والمرأة اليمنية لا تقل قدرة وقد أثبتت خلال كل هذه الفترة كفاءة وخبرة وقدرة وتصدّرت الكثير من الصفوف حتى قبل الرجال سلماً وحرماً، المرأة اليمنية تاريخياً ومعاصرة كانت سبّاقة على مستوى العالم وحضاراتها في اليمن مازالت شاهدة، فالأمر لايتعلق بمنافسة الرجال والتحدي بل بحق أصيل للمرأة لتاخذ فرصتها في الشراكة في بناء الوطن وفقاً للكفاءة، والعالم سيحتفل في ٢٠٢٠ بمرور ٢٠ عاماً على صدور قرار الأمم المتحدة رقم ١٣٢٥ الذي كان يدعو الدول بضرورة التمثيل النسوي العادل للمرأة في صناعة القرار وكل مشاورات السلام وغيره، وأيضاً على أن يكون نصف التمثيل النسوي على الأقل من خارج الأحزاب كما تجري العادة باختيار عدد محدود من النساء من أحزاب معينة وإسناد وزارات محدودة كمجرد ترقيع ديكوري، وتجاهل النساء المستقلات والمجتمع المدني، وهنا نعول كثيراً على استجابة فخامة رئيس الجمهورية الرئيس هادي والذي تنطلق رؤيته حقيقة في دعم المرأة. وأن تكون الكفاءة والقدرة هي المحك لكل المرشحين رجالاً ونساء ويحب تغيير الوجوه المستهلكة التي هرمها الشعب وفقد الثقة فيها .
ما هي معايير نجاح الحكومة القادمة ؟
إن اعتماد معياري التنوع والكفاءة سيؤهل الحكومة للمرحلة المقبلة عليها والملغومة بالتحديات، فالناس تعود عليها الكثير في ضبط الأمن وإعادة الخدمات والبناء والإعمار وقبل كل هذا وذاك استعادة الدولة وهيبتها، وهو الأساس فإذا استعدنا هيبة الدولة ستكتسب ثقة المواطن ، خاصة وإن الشعب اليمني شعب ذو أعماق ضاربة تاريخياً في الحضارة والتي تعرف بالشعوب المسيسة.
هل من الممكن تطبيق اتفاق الرياض على أرض الواقع ؟ وماهي الشروط التي يجب ان تتوفر لاستمرار نجاحه؟
نعم نستطيع تطبيق هذا الاتفاق على أرض الواقع إن صدقت النوايا وجد العمل ويبدو من خلال لقاءاتي الأخيرة مع مختلف القوى والنخب السياسية وعلى هامش وفي كواليس حفل الاتفاق أن الجميع متفاءل وراغب حقيقة في التنفيذ، والحميع منهك وقرف الحرب، كما وأن المؤشرات واللقاءات التي تمت بين الرئيس هادي ورئيس المجلس الانتقالي ووفده أوضحت أن هناك رغبة حقيقية جادة ونية صادقة للتسامي فوق الجراح والخلاف السياسي والمضي للاستجابة لمتطلبات الناس وأصواتهم وضرورات المرحلة.
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!