الوضع المظلم
الإثنين ٢٧ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • زاهدي: "النظام الإيراني يشعر بتهديد جادّ لكيانه ويخاف الانتفاضة الشعبية".

زاهدي:
زاهدي النظام الإيراني يشعر بتهديد جادّ لكيانه ويخاف الانتفاضة الشعبية

ضمن مؤتمر صحفي عبر الإنترنت انعقد الیوم الثلاثاء 31 آذار/ مارس 2020، شارك فیه صحفیون ومراسلون من مختلف الصحف ووسائل الإعلام العربیة، تطرّق الدکتور سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إلى أزمة فیروس کورونا في إيران من خلال استراتيجية نظام الملالي حيال كرونا في التضليل وإخفاء الحقائق عن الشعب وعن العالم.


وخلال الجزء الأول للمؤتمر، جرى تسلیط الضوء علی الظروف الراهنة في إیران المتأزّمة بفیروس کورونا وعلی سلبيات كورونا حیث اجتاحت العالم، وذكر المتحدّث أنّ إيران الملالي أخذت حصّتها حيث تحوّلت إلى أحد المراكز الرئيسية لتفشّي هذا الفايروس، وفی الجزء الثاني ردّ المتحدث علی أسئلة الصحفیین المشارکین في المؤتمر".


وفي مستهلّ کلامه قال د. زاهدي: "هناك مواضيع عدّة يمكن الحديث عنها بشأن كورونا في إيران، لكننا اليوم نريد أن نتحدث عن موضوعين:


_الأول ادّعاء النظام الإيراني بأن العقوبات هي المانع والعائق لفشله في مواجهة كرونا ومعالجته غير صحيح، الواقع هو أن الأموال الهائلة الموجودة في المؤسسات التابعة للولي الفقيه تكفي عشر مرات لتغطية حاجات الشعب لمواجهة كورونا.


_ثانياً: إن النظام الإيراني يعتمد على استراتيجية التضليل وإخفاء الحقائق في مواجهة كورونا وفي هذا المجال يفرض هذه الاستراتيجية على بعض الدول الأخرى أيضاً.


وأردف قائلاً: "إنّ النظام يقوم هذه الأيام بحملة واسعة لإلغاء العقوبات أو تخفيفها بحجة أن العقوبات هي العامل الرئيس والسبب الأول في تفشى كورونا في إيران وعدم إمكانية تحجيمه، نحن نريد أن نقول أنّ المشكلة ليست في العقوبات بل المشكلة تكمن في أنّ نظام ولاية الفقيه اتّفق مع كورونا ضد الشعب الإيراني، وبأن المشكلة هي محاولة النظام إخفاء الحقائق في مختلف المجالات عن الشعب الإيراني، فالمشكلة في استراتيجية النظام لمواجهة كورونا، هذه الاستراتيجية بنيت منذ اليوم الأول على إخفاء الحقائق".


واستطرد: "عندما أخفى عن الشعب بداية تفشّي المرض في شهر يناير، وبدايات فبراير لأن النظام كان بصدد إقامة مظاهرة ذكرى الثورة في 11 فبراير وإجراء الانتخابات في 23 فبراير، وهذا التعتيم أسفر عن تفشّي المرض في عدد من المحافظات الإيرانية. وعندما لم يقبل حصر مدينة قم لأسباب سياسية ودينية رجعية كهنوتية، وتحوّلت المدينة إلى مركز تفشّي الوباء إلى مختلف مناطق إيران وكذلك إلى الدول المجاورة، ومع أن هناك مئات التصريحات والاحتجاجات على التصرف اللامسؤول لكن زعماء النظام لا يزالون يحاولون نفي هذا الواقع. وعندما استمروا بعلاقاتهم التجارية والاقتصادية مع الصين بعد تفشّي كورونا هناك ومواصلة شركة ماهان رحلاتها الجوية من وإلى الصين حيث نقلت هذه الشركة بضائع صينية ومعها كورونا إلى إيران ومن إيران إلى الدول الأخرى كسوريا ولبنان. وعندما تستّر على حالات الوفيات بسبب هذا المرض وترك الناس في حالة لاوعي عمّا يجري من وباء خبيث يحصد أرواح المواطنين الأبرياء، وعندما لم يعلن العدد الحقيقي للضحايا".


وذكر زاهدي أن منظمة مجاهدي خلق منذ اليوم الأول ركّزت على استقصاء الحقائق في هذا المجال واعتماداً على تقارير ميدانية وشهود عيان والمسؤولين في الساحة، أعلنت بشكل متواصل ويومي ومن خلال أكثر من ثلاثين بياناً، أعلنت العدد المتيقّن من الوفيات حيث وصل هذا العدد إلى 14200 يوم أمس 30 مارس2020، وهناك تقارير وإحصاءات وتحاليل علمية تفيد بأن العدد الحقيقي أكثر من ذلك لكن حركة مجاهدي خلق تعلن ما تصله من تقارير دقيقة، وهذا معناه أنّ العدد المعلن هو الأقل، وقال مسؤول كبير في النظام في الأسبوع الثاني من إعلان كورونا في إيران بأن العدد الحقيقي للمتوفين عشرة أمثال العدد المعلن الرسمي، وبعد ما وقع النظام تحت الضغوط بدأ بإعلان جزء منها، وشاهدنا أن منظمة الصحة العالمية وبعد عودة بعثتها من إيران أعلنت أنّ العدد الحقيقي في إيران خمسة أضعاف ما يعلنه النظام.


وأوضح زاهدي، أنه وحتى اليوم يواصل روحاني هذه الاستراتيجية ويقول كذباً، إنّ الأمور تحت السيطرة، وأن النظام تجاوز المرحلة الصعبة، يقول ذلك غصباً عن آراء جميع الأطباء والمختصين وحتى المسؤولين في حكومته الذين يؤكدون ويحذّرون أن الحالة لا تزال مرشّحة للتصعيد وفي طور التصعيد، معتبراً أنّه نموذج صادم من التستّر على الواقع.


حسن هاشمی قاضي زادة وزير الصحة في حكومة روحاني قبل عام كتب رسالة قبل أيام كشف فيها النقاب عن تحذيره لمسؤولي النظام ولشخص روحاني في نهاية ديسمبر الماضي عن خطورة تفشّي كورونا في إيران لكن لم يأخذوا كلامه مأخذ الجدّ، متابعاً: "وهناك تقرير من داخل مقبرة بهشت زهراء، مقبرة طهران العاصمة وأكبر مقبرة في إيران، حيث يقول مسؤول هذه المقبرة أن عدد المتوفّين بإصابة كورونا الذين تمّ دفنهم في هذه المقبرة كان 1250 شخصاً حتى يوم 18 مارس 2020، وأضاف عن عدد من المصابين بكورونا أيضاً يتم دفنهم تحت عناوين أخرى، وقال إن عدد المتوفين بكورونا الذين يتم نقلهم إلى هذه المقبرة أكثر من 100 شخص يومياً، كما أنهم قاموا بإحداث عشرة آلاف قبر من أجل المصابين بكورونا، وفي تقرير آخر قال أن هذه المقبرة يتم دفن 160 ميتاً كل يوم عادة لكن في الوقت الحالي، يتم دفن 300 شخص يومياً، وهذه العملية أدّت إلى تعب وإرهاق الغسّالين وأن خمس نساء من الغسّالات قد أصبن بكورونا، وهذه نماذج من عمليات الإخفاء وهذه القائمة مستمرة".


ونوّه زاهدي إن الحقيقة هي أن النظام يشعر بتهديد جادّ لكيانه ويعرف أن الغضب المشحون في أعماق الشعب ينذر بالانفجار ويقول السياسيون والمحللون بأن الغضب الشعبي هذه المرّة سيفوق ما جرى في شهر نوفمبر الماضي، إذن ما يخافه النظام ويصوغ استراتيجيته عليه هو الانتفاضة الشعبية القادمة سواء أكان خلال فترة كورونا إذ وصل الأمر إلى حالة خارجة عن السيطرة أو بعد مضي هذه المرحلة ووصول لحظة كشف الحقيقة، وعلى أية حال الانفجار قادم لا محالة والنظام يعمل على هذا الأساس ويبحث عن كيف باستطاعته وأدها في مهدها او تأجيلها على أقل تقدير".


واستنتج زاهدي أن ذلك هو سبب اللجوء إلى إثارة موضوع العقوبات، وأن ذلك يأتي في هذا الإطار، حيث يدّعي بأن العقوبات الدولية هي السبب وراء عدم وجود الامكانات الطبية والمستلزمات لوقاية المرضى ومعالجة المرضى، وفي المقابل يلجأ إلى كل جهة لإحداث شرخ في جدار العقوبات، لكن هذا الادّعاء يبقى مجرّد إدعاء ولا علاقة له بالواقع، لأن مشكلة النظام ليس لأنه لايجد مالا لإنفاقه في هذا المجال".


واستند زاهدي في استنتاجه على عدة دلائل شرحها بالقول:


"اولاً- هناك عشرات بل مئات المليارات من ثروات الشعب الإيراني مكدّسة تحت سيطرة أخطبوط ولاية الفقيه وقوّات الحرس وإذا أنفق نسبة قليلة منها في هذ المجال كان باستطاعته رفع جميع الحاجات اللوجستية والأدوية والمعالجة.


ثانياً- إذا كان هدف النظام من توفير الإمكانيات بهدف العلاج فلماذا لم يقبل بوجود بعثة منظمة أطباء بلا حدود في إيران؟ هذه المنظمة أرسلت ببعثة إلى إيران لاقامة مستشفى ميداني في مدينة أصفهان، إحدى المدن التي توسّع فيها فايروس كورونا، وذهب هذا الوفد بناء على اتفاق أولي مع مختلف وزرات وأجهزة النظام، لكن بعد وصولهم إلى إيران قرّر النظام عدم السماح لهم بالبقاء وطردهم، وهذا الذي حصل، ويكفي هذا التصرف لفهم أهداف النظام من العمل على إلغاء العقوبات، نعم النظام خاف من أن وجود وبقاء مجموعة من الأطباء المختصين معناه أنهم  سيكشفون جوانب من حقيقة ما يجري في إيران، وسيحدث شرخ بسبب التضليل والتعتيم".


متابعاً: "وثالثاً- في الوقت الذي يتفشى فيه هذا المرض فإن المستلزمات والأجهزة الطبية تمّ تهريبها من قبل الأجهزة التابعة للنظام وبشكل خاص من قبل قوات الحرس ومن ثم تم عرضها في السوق السوداء بأسعار باهظة جداً، وهذ ما صرّح به وزير الصحة  الحالي في رسالته إلى روحاني.


ورابعاً- إنّ العقوبات لاتشمل إطلاقا مجال الدواء والعلاج والمستلزمات الطبية، بالعكس منظمة الصحة العالمية أعلنت أنها جاهزة لبيع جميع المستلزمات الطبية من مختلف الشركات وتوفيرها لإيران، كما أن المسؤولين الأمريكان أيضاً أكدوا مرات ومرات بأن العقوبات لا تشمل هذه المجالات بالعكس أعلنوا أنهم جاهزون لتقديم المساعدة أيضاً.


خامساً- والأهم أن حسن روحاني وخامنئي وغيرهما يعلنون بأنهم لا يعانون من فقد الامكانيات الطبية، بل يتبجحون بأن يصدّرون الأجهزة الطبية إلى الدول الأخرى أيضاً".


واستكمل زاهدي: "فما يبحث عنه النظام ليس الحصول على إمكانيات الدواء والعلاج والوقاية من المرض، بل ما فعله ويفعله يصبّ في استفحال هذه الكارثة، ولا شك أنّ نظام ولاية الفقيه لا يهمّه معاناة الشعب وموته وحياته، لم ننسَ أنه قبل أشهر فقط قتل أكثر من 1500 من المحتجين في شوارع المدن الإيرانية ولم يكشف النقاب حتى الآن عن أقل شيء من المعلومات في هذا المجال، فهذه الحملة الواسعة التي يقوم بها جواد ظريف وسفراء النظام في مختلف الدول وكذلك لوبياته في أمريكا وأوربا وبعض الأطراف الأخرى يهدف إلى تحصيل مكسب سياسي للنظام بثمن آلاف الضحايا من جراء كارثة كورونا، معناه أن النظام من جهة يريد أن يقول بأن شحّ الموارد والمستلزمات الطبية سببه يعود إلى العقوبات المفروضة عليه، هذا أقل شيء يمكن أن يحصل عليه، وإذا استطاع أن يحصل على إلغاء جزء من العقوبات أو تخفيفها فهذا مكسب إضافي، لأن ما يحصل عليه في هذا المجال يمكن أن يصرف في مجال سياساته الرئيسية للمشاريع النووية والصاروخية ولعملائه في لبنان واليمن والعراق وسوريا وفلسطين".


وأردف زاهدي: "من جهة أخرى فايروس كورونا صدّره النظام إلى مختلف دول المنطقة، من بينها البحرين وسوريا والعراق ولبنان والسعودية وغيرها، وأعلن ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق، الدكتور أدهم إسماعيل الأحد 30 مارس، أن إيران تسببت في وصول فيروس كورونا إلى 17 دولة في المنطقة، بينها العراق. وقال في لقاء، إن إيران تسبب بدخول كورونا لـ 17 دولة، ولولاها لما كانت هناك إصابات في العراق، وأضاف أن إيران تراخت في التعامل مع خطر كورونا وأجرت انتخابات ولم تقطع رحلاتها مع الصين أيام تفشّي المرض فيها".


ونوّه، أن الأخبار تشير إلى أن الملالي صدّروا الفايروس إلى أكثر من ثلاثين بلداً، لكنني أريد الإشارة إلى لعب هذا النظام مع حياة الشعب السوري، لأن فايروس كورونا ذهب من خلال رحلات ماهان إير التابعة لقوات الحرس إلى سوريا، وبالنتيجة تفشّى كورونا في سوريا أيضاً، لكن نظام بشار الأسد لم يتحدث إطلاقا عن هذا الواقع المرير، وكتبت صحيفة اللوموند بتاريخ 19 مارس مقالاً في هذا المجال بعنوان: الحفرة السوداء في سوريا بشأن كارثة كورونا العالمية، ونقلت، على سبيل المثال، عن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ثمانية أشخاص من ميليشيات الشيعة، ستة إيرانيين وعراقيين موجودين في سوريا أصيبوا بفايروس كورونا".


كما أشارت، إنه في مقال آخر بتاريخ 27 مارس، كتبت هذه الصحيفة بعنوان خطورة كبرى في تصدير كورونا من إيران إلى سوريا، وجاء في فقرة من هذا المقال: إن كذب الجمهورية الإسلامية في قولها بأن ضحايا كورونا كانوا ألفي شخص في إيران، والعدد أكثر من ذلك بكثير، قد تحوّل إلى كذب مزدوج من خلال الاكاذيب الرسمية التي جعلها نظام بشار الأسد أسلوباً لإدارة البلد، وعدم الشفافية في هذا المجال تؤدي إلى إشاعات مقلقة آخذة في التزايد عن وجود الجنود الإيرانيين على سبيل المثال في مدينة حلب السورية".


وقال زاهدي: "إذن نرى أن نظام الحاكم في إيران لا يصدّر الحروب والارهاب إلى الدول الأخرى فقط بل يصدّر الأكاذيب وإخفاء الحقائق أيضاً، وكل ذلك يدفع ثمنه أبناء الشعب الإيراني والشعب السوري والشعوب الأخرى".


وختم زاهدي بالقول: "مرة أخرى نصل إلى حقيقة جديدة قديمة وهي أن القضاء على المآسي والحروب وحتى الأوبئة وفايروس كورونا لن يتحقق في منطقة الشرق الاوسط إلّا من خلال القضاء على نظام الملالي في إيران، وهذا الواجب هو الذي سيقوم به أبناء الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية".


ليفانت

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!