الوضع المظلم
الجمعة ٢٧ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • روسيا وأكراد سوريا.. محاولات كسب النقاط بين التهديد والترغيب!

روسيا وأكراد سوريا.. محاولات كسب النقاط بين التهديد والترغيب!
روسيا وأكراد سوريا محاولات كسب النقاط بين التهديد والترغيب

دعا وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف قيادات الأكراد السوريين لتنفيذ التزاماتهم المتعلقة بالمذكرة الروسية التركية بشأن شمال شرق سوريا، محذراً إياهم من الانخراط في "ممارسات مريبة".


وصرّح لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيسلندي غودلاغور تور توردارسون في موسكو، اليوم الثلاثاء: "لا توجد لدينا معلومات بأن تركيا تعتزم انتهاك مذكرة سوتشي بشأن شمال شرق سوريا، بخلاف ما يزعمه الأكراد".


مضيفاً: "أنصح "قوات سوريا الديمقراطية والقيادة السياسية الكُردية عموماً بالوفاء بوعودهم، لأننا فور إبرام مذكرة 22 أكتوبر حصلنا على الموافقة على تنفيذها من رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد وكذلك من القيادة الكردية، التي أكدت بقوة أنها ستتعاون (في تنفيذها)".


وزعم لافروف أنه لا يمكن ضمان حقوق الأكراد إلا في إطار سيادة سوريا ووحدة أراضيها، مشجعاً "قوات سوريا الديمقراطية" على الدخول في حوار شامل متكامل مع الحكومة السورية، معتبراً أن اهتمام الأكراد بهذا الحوار وبالمذكرة الروسية التركية قل بعد تراجع واشنطن عن قرار سحب قواتها من الشمال السوري، وقال: "عندما أعلن الأمريكيون رحيلهم عن سوريا، عبّر (الأكراد) على الفور عن استعدادهم لمثل هذا الحوار، ثم انتقلوا مرة أخرى إلى مواقف كانت غير بنّاءة إلى حد ما، لذا فإنني أنصح زملاءنا الأكراد بأن يكونوا ثابتين في مواقفهم ولا يحاولوا بشكل انتهازي الانخراط في ممارسات مريبة".


التهديد والترغيب..


ولكن بالعودة إلى تسلسل الأحداث في شمال سوريا، لن يكون غريباً النصح الذي قدمه لافروف للأكراد السوريين، وإن كان نصحاً يراد به تهديد، كونها تعلم بأن الخيارات باتت قليلة أمام قوات سوريا الديمقراطية، التي أفصح قائدها العام "مظلوم عبدي" في الحادي عشر من أكتوبر، عقب بدء الهجوم التركي على شمال سوريا بثلاثة أيام، عن استعدادعم للتحدث مع موسكو ودمشق "إذا كان الثمن هو الحفاظ على شعبنا" وفق "عبدي".


ولا يُنسى هنا أن ملف شمال سوريا كان المحور الأساسي في مباحثات أردوغان بوتين التي تمت في الثاني والعشرين من 22 أكتوبر، وبحث فيها الأتراك إنشاء “منطقة آمنة” في شمال سوريا، والتي تمثل جوهر الهدف التركي حالياً لمنع الأكراد السوريين من إقامة جسم سياسي واضح المعالم على أرض محددة.


روسيا تؤيد تركيا..


ورغم أن الخيارات كانت ضيقة أمامه، لم يكن بمقدور "مظلوم عبدي" إلا أن يُعبّر عن ذلك صراحة، عندما قال في العشرين من أكتوبر، أنه "حتى الآن لا يوجد اتفاق بيننا وبين النظام السوري" وأن روسيا تساند تركيا وتريد حماية مصالحها معها في سوريا، ما يؤكد عدم ثقة قسد بهم، وإن كان الروس قد باتوا ضامنين غير مرغوبين بهم لوقف إطلاق النار شمال سوريا عقب الإنسحاب الأمريكي.


وبعدها بأيام، وتحديداً في الرابع والعشرين من أكتوبر، أجرى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورئيس أركان الجيش الروسي فاليري غيراسيموف اتصالاً متلفزاً مع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، حيث أعرب عبدي عن "تحفظه على بعض بنود الاتفاق و التي تحتاج إلى نقاشات و حوارات بغية تقريب وجهات النظر".


وفيما يخص الاتفاق المعلن بين تركيا وروسيا في سوتشي، قال عبدي في مؤتمر صحفي عقده في الحسكة، بأنهم أعطوا جوابهم لروسيا بخصوص هذا الاتفاق، وأنهم أخبروا روسيا بمطالبهم، وأضاف "لم نوافق على البنود العشرة، هناك نقاطاً لدينا تحفظ عليها، لأنها ضد مصلحة شعبنا"، وأضاف "أعطينا جواباً نهائياً لروسيا اليوم اخبرناهم طلباتنا والنقاط التي نتحفظ عليها في اتفاق سوتشي، الاتفاق الروسي التركي ضد مصلحة شعبنا ولم نكن جزء منه، لأن مصلحة شعبنا أهم".


مزاعم انفصالية..


بدورها، أصدرت "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" في الخامس والعشرين من أكتوبر، بياناً قالت فيه إنها قدّمت خارطة طريق لروسيا مرتكزة على أسس وطنية بعيدة عن النزعات الانفصالية التي ترغب روسيا اليوم أن توسم الكُرد والإدارة الذاتية بها دون أدلة وبراهين.


ورفضت الإدارة الذاتية الاتهمات الروسية بامتلاكها نزعات انفصالية فقالت بأنها قامت بالتفاوض مع الحكومة السورية مراراً حول حقوق المواطنين في شمال وشرق سوريا دون التطرق إلى ما يشي برغبة ضمنية لدى الإدارة في الانفصال أو اقتطاع جزء من الأرض السورية، مما يفنّد بعض الادعاءات الصادرة عن رموز النظام السوري بتحرير قواته لمناطق شمال وشرق سوريا من قوات سوريا الديمقراطية.


استكمال الانسحاب..


وفي التاسع والعشرين من أكتوبر، أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، عن اكتمال انسحاب الوحدات المسلحة من المنطقة الآمنة في شمال شرق سوريا قبل الموعد المحدد، في إشارة إلى "قوات سوريا الديمقراطية"، مؤكداً ذلك بالقول: "اكتمل انسحاب الوحدات المسلحة من الأراضي التي ينبغي إنشاء ممر أمني بها قبل الموعد. ودخل هناك كل من حرس الحدود السوري والشرطة العسكرية الروسية".


لكن وعلى الرغم من الإقرار الروسي بالانسحاب الكامل لقسد من المناطق التي اتفقت حولها موسكو مع أنقرة، لكن المخاوف بقيت تساور بعض السوريين من إمكانية سماح روسيا لتركيا مجدداً بالتوغل في شمال سوريا تحت حجج فارغة وهو ما ذهب إليه الدكتور إبراهيم مسلم، الأكاديمي والباحث السياسي السوري في الواحد والثلاثين من أكتوبر، والذي أوضح خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة "اكسترا نيوز" المصرية، أن تركيا تريد الزج بكل أبناء سوريا في معركة قذرة حتى يقتلوا بعضهم، في إشارة إلى مسلحي المليشيات المعروفة بـ "الجيش الوطني السوري".


وأكد مسلم أنه: "تجربتنا كأكراد وتجربة كل شعوب المنطقة مع روسيا تجربة سيئة، حيث سلمت عفرين إلى تركيا"، مواصلاً: "تخوفنا أن تكون هناك اتفاقيات تحت الطاولة، وعندما يتم إلغاء هذا النوع من الدوريات، ربما يكون من أجل تسليم تلك المنطقة لتركيا".


ويمكن من خلال قراءة تسلسل التصريحات الروسية حول ملف شمال سوريا، الوصول إلى نتيجة مفادها عمل الجانب الروسي على إعادة تعويم النظام السوري في تلك المنطقة الغنية بالثروات الباطنية والزراعية، والتي يبدو أن روسيا تريد أن تكون من حصتها، تحت راية النظام حصراً، إذ لم يسجل حتى الآن رغبة حقيقة لدى روسيا، سوى في تهديد قسد بتركيا لكسب المزيد من النقاط، وهي نقاط إن لم تحصل عليها، يبدو أنها لن تمانع في حصول الأتراك عليها.


ليفانت-خاص


إعداد ومتابعة: أحمد قطمة

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!