الوضع المظلم
الثلاثاء ١٦ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • روسيا تُدمّر مناطق جنوبي إدلب لإفراغها من سكانها

روسيا تُدمّر مناطق جنوبي إدلب لإفراغها من سكانها
روسيا تُدمّر مناطق جنوبي إدلب لإفراغها من سكانها

تواصل طائرات النظام السوري وروسيا قصفهما مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي دون توقف، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى من المدنيين بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية لهذه المناطق، التي هجرها سكانها هرباً من القصف، متجهين إلى المخيمات والمناطق القريبة من الحدود التركية.




وحول التصعيد العنيف على مناطق ريف إدلب الجنوبي قال المحلل العسكري العميد ركن "أحمد رحال" في حديثه مع "ليفانت": "تصعيد النظام السوري ومن خلفه روسيا يعود إلى عدم قدرتهم على اختراق جبهات المعارضة، حيث أن الهدوء النسبي للجبهات في ريف حماة وعدم قدرة النظام على التقدم في تلك المناطق جعل الطيران الحربي يتفرغ لقصف المدن المكتظة بالسكان انتقاماً منهم، وذلك بسبب تلاحمهم الشعبي مع فصائل المعارضة التي تقدمت في عدة مناطق وكبدت النظام خسائر فادحة، بالإضافة إلى فشل الروس في خطتهم التي تقتضي الوصول إلى مدن سراقب ومعرة النعمان وأريحا وجسر الشغور التي تتميز بوجودها على طرق دولية".




وأضاف العقيد الرحال: "قصف مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي وارتكاب المجازر بحق المدنيين في كلاً من مناطق معرة حرمة وكفرنبل ومحمبل وخان شيخون ومعرة النعمان وجسر الشغور وكفرومة وأريحا يدل على ضعف النظام وروسيا، لأن هذه المناطق خالية من الوجود العسكري ولا يوجد فيها إلا المدنيين، وبحسب قوانين الحرب الدولية يمنع قصف المدنيين حتى إذا كان العسكريين متواجدين بينهم حفاظاً على أرواح المدنيين".




وأوضح الرحال: "مناطق جبل الزاوية وجبل شحشبو وأرياف حماة إضافة لجسر الشغور تعتبر ذات كثافة سكانية عالية، وبالتالي فإن روسيا تعمل من خلال القصف والتدمير على إفراغ هذه المناطق من السكان ودفعهم باتجاه المناطق الحدودية مع تركيا، ما يعني اكتظاظ بشري هائل في منطقة صغيرة لأكثر من 4 ملايين شخص معظمهم منتشر في المخيمات، حيث ستصبح العودة والمصالحة مع النظام السوري هي الخيار الأقل مرارة بالنسبة للنازحين، ولكن بإصرار السكان على البقاء في بيوتهم رغم القصف سيقف أمام تنفيذ الخطة الروسية".




بدوره، قال "محمد نور العلي" أحد عناصر الدفاع المدني "الخوذ البيضاء" في إدلب: "أيام دامية تمرّ على معظم ريف إدلب الجنوبي جراء الحملة العسكرية التي يشنها النظام بدعم روسي منذ مطلع شهر أبريل / نيسان الماضي، والتي استهدفت خلالها الطائرات الحربية الأسواق والمدارس والأفران والمرافق الصحية، حيث يعمل النظام على تدمير أي شكل من أشكال الحياة بهدف إفراغ المنطقة من السكان وتدميرها".




وأضاف "العلي" أن الطيران الروسي أصبح مؤخراً يعتمد على مبدأ الضربة المزدوجة، والتي تقوم على توجيه غارة جوية على موقع ما، ثم إعادة قصف ذات الموقع بعد مضي عدة دقائق، بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية، إذ يكون موقع الضربة عادة مكاناً لتجمع المدنيين وفرق الإنقاذ لانتشال الجرحى والمصابين، وهو ما أسفر خلال الأيام الماضية عن وقوع عشرات القتلى والجرحى بينهم عناصر من الدفاع المدني".




من جهته، كشف فريق "منسقو الاستجابة" في الشمال السوري، عن إحصائيات الحملة العسكرية الثالثة لقوات النظام وروسيا على شمال غربي سوريا منذ توقيع اتفاق "سوتشي"، والتي سجلت خلال الفترة الواقعة بين 2 شباط/فبراير 2019 وحتى 24 تموز/يوليو 2019، مقتل 1079مدنياً، بينهم 294 طفل، ونزوح 670837 مدني.




وقدّرت الإحصائية كلفة الخسائر الأولية بـ 466 مليون دولار، فيما لفتت إلى أن أعداد المنشآت المستهدفة بلغت 233 منشأة، وعدد القرى المدمرة: 36، وعدد القرى النازحة بالكامل: 58، إضافة إلى عدد الكوادر الانسانية المستهدفة والتي بلغت 18.




وأشار الفريق إلى استمرار الانتهاكات والأعمال العدائية من قبل النظام السوري والطرف الروسي بحق السكان المدنيين في مناطق الشمال السوري، حيث واصلت الطائرات الحربية استهدافها لمناطق شمال غربي سوريا موقعة عشرات الضحايا المدنيين والعديد من الأضرار المادية في المناطق المستهدفة.




وكانت الأمم المتحدة أعلنت الثلاثاء، في بيان نشرته على موقعها الرسمي، أنها وثقت مقتل أكثر من 400 من المدنيين السوريين، شمال غربي سوريا، منذ نهاية أبريل/نيسان الماضي، لافتة إلى: "الهجمات التي وقعت يوم الإثنين الفائت بإدلب كانت أكثر الهجمات دموية على المناطق المدنية خلال الأشهر الثلاثة الماضية".


وتوصلت تركيا وروسيا في 17 أيلول/سبتمبر 2018 إلى اتفاق يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح بين مناطق النظام ومناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا، لكن الاتفاق شهد خروقات عدة من قبل النظام السوري حين شنّ ثلاث عمليات عسكرية على المنطقة بلغت ذروتها مطلع شهر شباط/فبراير الماضي، و رافق ذلك تحذيرات أممية ودولية من تصاعد العنف في المنطقة التي تحتوي على أكثر من أربعة ملايين مدني بين سكان أصليين نازحين ومهجرين من مختلف المحافظات السورية.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!