-
راجو بريف عفرين.. تفكيك سكة حديد الحجاز وسجون للتعذيب بمحطتها
لا يزال مسلحو أنقرة من مليشيات "الجيش الوطني السوري"، يسعون إلى تغيير وتدمير كافة المواقع والمعالم الأثرية في مدينة عفرين ذات الخصوصية الكردية شمال غرب سوريا، والتي جرى احتلالها في مارس العام 2018.
وذلك من خلال عمليات السرقة والنهب التي تتعرض لها المواقع التاريخية بعفرين، على يد المسلحين و المستوطنين وكل ذلك بهدف طمس معالم المدينة الكردية، وتبديل ملامحها، لتصبح أشبه بالطراز العثماني، وذلك بعد سرقة كافة محتويات تلك المواقع الأثرية بحجة ترميمها و تجديدها، تماماً كما حصل في قلعة النبي هوري الأثرية التي تعود لعصور ما قبل الميلاد، حيث قامت المجموعات المسلحة بإغلاق محيط القلعة لمدة سنتين ومنع المدنيين من الاقتراب منها، بحجة أعمال الصيانة، ليتعرض الموقع لأعمال سرقة كبيرة، من خلال عمليات التنقيب و التجريف التي جرت في محيط القلعة.
اقرأ أيضاً: مع دنو الشتاء.. أشجار "باسوطة" عفرين بمرمى فؤوس مسلحي أنقرة
في السياق، أفادت مصادر خاصة من ناحية راجو لـ"ليفانت نيوز"، بتعرض الناحية لعمليات سرقة ونهب بشكل كبير، طالت منازل المدنيين الكرد ومواسم الزيتون في كل عام، إضافة لسرقة قضبان سكة الحديد في الناحية، التي تعرف باسم سكة حديد الحجاز، وذلك بهدف بيعها كخردة لتجار الخردة بأسعار باهظة نظراً لارتفاع سعر مادة الحديد في الأسواق.
وبحسب المصادر، فإن سكة الحديد تتعرض للسرقة منذ مدة، حيث أقدمت المجموعات المسلحة على تفكيك وقطع القضبان على شكل دفعات حتى باتت سكة الحديد تختفي بالتدريج دون محاسبة أو ملاحقة مرتكبي تلك السرقات من قبل الجانب التركي، أو منعهم، مما يؤكد بأن الجانب التركي هو المستفيد الأول من تلك السرقات، وفق مراقبين من المنطقة.
ولم تقتصر سرقات الجماعات المسلحة على قضبان السكة، بل قامت بتحويل المباني المحيطة بالسكة إلى سجون خاصة تتبع للاستخبارات التركية وميليشياتها، حيث تحوي تلك السجون المئات من سكان منطقة عفرين، حيث يمارس بحقهم شتى أنواع الانتهاكات والتعذيب داخل تلك السجون.
بهذا الصدد أجرت "ليفانت نيوز" بحثاً عن تاريخ ومكانة السكة الحديدية في ناحية راجو، وبحسب المعلومات، فإن السكة تم بناؤها من قبل لجنة ألمانية أشرفت على عمليات بناء السكة خلال عام 1908 للميلاد، عرفت حينها باسم سكة حديد الحجاز، وذلك ضمن خطة مشروع القطار السريع الذي يربط بغداد بأوروبا، حيث كان المسافرون حينها يتجهون غرباً نحو أوروبا وشرقاً نحو إيران وأذربيجان مروراً بالأراضي السورية، ما زاد من أهمية من ناحية راجو، وجعلها هدفاً أساسياً لعناصر الميليشيات المسلحة.
هذا وكانت ناحية راجو، قد تعرضت خلال فترة الغزو التركي ضد عفرين، في مارس العام 2018، لقصف عشوائي وعنيف تسبب في فقدان الكثير من سكان الناحية لحياتهم وتهجير المئات منهم، حيث كتب حينها أحد الجنود الأتراك بعد احتلالهم لناحية راجو، عبارة: "لا أعلم من أحرق روما، ولكننا مَن أحرق راجو".
ليفانت-خاص
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!