-
رؤساء سوريا وطنيون أم موظفون؟ الخطيب "إبرة في كومة قش"
البحث عن أحمد حسن الخطيب، الرئيس ال20 للجمهورية العربية السورية الذي استلم زمام الحكم خلال الفترة من (18 تشرين الثاني 1970 إلى 22 شباط 1971)، كمن يبحث عن إبرة في كومة قش.
فقد غيب الرجل عن المشهد السوري وغابت ذكراه كغياب دوره في الرئاسة، ولم يكن سوى جسراً لعبور حافظ الأسد، الذي كان أمامه خيارين، رئاسة الدولة ورئاسة الحكومة، واكتفى الأسد برئاسة مجلس الوزراء ووزارة الدفاع ونائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة بعد انقلابه على رفاق دربه، نور الدين الأتاسي وصلاح جديد، وفضل الدفع بالخطيب، الذي لم يكن سوى كذبة من أكاذيب ما يسمى بالحركة التصحيحية التي رسخت لحكم طائفي شمولي امتدّ على مدار خمسة عقود وما زال.
لقد بحثت في عدة مراجع ولم يكن للرجل ذكراً على الإطلاق، فقد طمس الأسد تاريخه كما طمس تاريخ من سبقوه، بخيره وشره، وعليه اضطررنا للعودة إلى المشاهدات الشخصية من الرجالات الذين عاصروه، فالغالبية لم تعرف عنه شيئاً وأجمعوا على أنه لم يكن سوى جسراً لعبور الأسد بشكل آمن للمرحلة المقبلة، والغريب في الأمر لم يكن له ذكر حتى في كتاب باتريك سيل، ذائع الصيت، "الأسد والصراع على الشرق الأوسط"، الذي أثار جدلاً كبيراً حول مصداقيته من عدمها وكل ما ذكره عنه التالي: "لدى إطاحة صلاح جديد بدا الأسد بدوره متردّداً في تجاوز العتبة إلى المنصب الأعلى مقنعاً نفسه في البداية بالاكتفاء بلقب رئيس الحكومة ودافعاً بأحمد الخطيب إلى الأمام كرئيس للدولة، وهو أستاذ مدرسة سنّيّ غير معروف إلا قليلاً وفي التاسعة والثلاثين من عمره".
وأكاد أجزم أنّ القلة القليلة من الشعب السوري قد سمعت بهذا الرجل، والغالبية العظمى لا تعرف عنه شيئاً، بل تعتقد أن الأسد أصبحى رئيساً للجمهورية بعد انقلاب 1970 مباشرة، كما لم تنشر صوره كما جرت العادة بنشر صور من سبقوه، ويبدو كانت التعليمات صارمة من قائد الانقلاب بعدم نشر أي شيء عن الرئيس المجهول.
ولد الرئيس أحمد حسن الخطيب عام 1933 في قرية نمر، قرب مدينة جاسم في محافظة درعا، تخرج من جامعة دمشق قسم اللغة العربية، ثم انتخب نقيباً للمعلمين عام 1966.
وبعد هزيمة سنة 1967، تقدم الرئيس نور الدين الأتاسي باستقالته من رئاسة الدولة والحكومة والأمانة العامة لحزب البعث بحجة تدخل الجيش في السياسة، وعلى رأسه وزير الدفاع، حافظ الأسد، وبنفس الوقت تم توجيه الدعوة لعقد المؤتمر العاشر لحزب البعث لاختيار الأمين العام ورئيس الدولة، وقد تقرر في المؤتمر فصل كلاً من وزير الدفاع، حافظ الأسد، وقائد الأركان، مصطفى طلاس، ولكن الأسد كان قد أعدّ العدة قبل فترة ليست بالقصيرة، وقام بانقلاب 16 تشرين الثاني لسنة 1970، وأطلق عليه اسم الحركة التصحيحية، وزج بالأتاسي وصلاح جديد ويوسف الزعين والعشرات في المعتقلات، وجيء بالخطيب رئيساً محللاً لحافظ الأسد، كما جيء بعبد الحليم خدام محللاً لبشار الأسد بعد وفاة والده، خلال الفترة من 10 حزيران إلى 17 تموز لسنة 2000.
ولتكتمل المسرحية الهزلية، تم استفتاء شعبي في 22 شباط 1971، حصل حافظ الأسد على نسبة 99.9%، ولا نعرف على أي أساس أجري هذا الاستفتاء وما مستنده الدستوري عندها تقدم الخطيب باستقالته وأسبغ عليه ألقاباً عدة، كرئيس للبرلمان ورئيس للمجلس التأسيسي ورئيس لحكومة الجمهوريات العربية التي لم ترى النور قبل أن يتوفى عام 1982 دون أن يعرف أحداً شيئاً عن وفاته.
ليفانت - طه الرحبي
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!