الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • دمشق تتهرب من مساندة حزب الله: حسابات المصلحة تتفوق على الولاء

  • يبرز البيان المقتضب للنظام السوري تناقضاً صارخاً بين الدعم العسكري الكبير الذي قدمه حزب الله، وبين التردد السياسي في إظهار التضامن الكامل معه في لحظة الأزمة
دمشق تتهرب من مساندة حزب الله: حسابات المصلحة تتفوق على الولاء
عناصر النظام السورية (تعبيرية)

أثار الصمت الطويل للنظام السوري، والذي تبعه بيان مقتضب، حول مقتل حسن نصرالله، زعيم حزب الله اللبناني، تساؤلات عديدة حول طبيعة العلاقة بين الحليفين وحسابات النظام السوري في المرحلة الراهنة، فبعد مرور أكثر من 24 ساعة على الحادثة، خرج أول تعليق رسمي سوري في بيان لم تتجاوز كلماته الخمسين.

وعكس التأخر الملحوظ والرد الباهت حالة من التردد والحذر لدى النظام السوري، الذي يبدو أنه يحاول الموازنة بين واجب إظهار التضامن مع حليفه الأبرز، وبين الرغبة في تجنب أي تصعيد إقليمي أو دولي قد يضر بمصالحه.

اقرأ أيضاً: خيبة أمل بحلفاء حزب الله.. صحفي يوجه انتقادات حادة لإيران والنظام السوري

ومن المفارقات الصارخة أن حزب الله، الذي لعب دوراً محورياً في دعم النظام السوري ومنع سقوطه أمام الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في عام 2011، لم يحظ بموقف قوي وواضح من حليفه في دمشق في هذه اللحظة الحرجة، فقد اكتفى البيان السوري بعبارات عامة عن "المشاركة في الأحزان" و"إعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام"، دون أي إدانة صريحة للهجوم أو تحديد للجهة المسؤولة عنه.

وكشف الموقف المتردد عن حسابات معقدة للنظام السوري، فمن جهة، يدرك النظام حجم الدين الذي يدين به لحزب الله، الذي قدم آلاف المقاتلين وخبرات عسكرية حاسمة ساهمت في تثبيت حكم بشار الأسد.

ومن جهة أخرى، يبدو أن النظام يخشى من تداعيات أي موقف قوي قد يؤدي إلى عزلة إقليمية أو دولية جديدة، خاصة في ظل محاولاته الأخيرة لإعادة الاندماج في المحيط العربي والدولي.

ويرى محللون أن هذا الموقف المتردد قد يكون له تبعات سلبية على العلاقة بين النظام السوري وحزب الله، فهو يظهر أن حسابات المصلحة الذاتية للنظام قد تتفوق على الالتزامات التحالفية في لحظات الأزمات، كما أنه قد يثير تساؤلات داخل حزب الله وإيران حول مدى الاعتماد على النظام السوري كحليف استراتيجي في المستقبل.

من جانب آخر، يعكس هذا الموقف الضعيف للنظام السوري، حالة الضعف والهشاشة التي لا يزال يعاني منها، رغم مرور أكثر من عقد على بداية الأزمة السورية، فالنظام الذي اعتمد بشكل كبير على دعم حلفائه الخارجيين، وعلى رأسهم حزب الله وإيران، لإخماد الاحتجاجات الشعبية وقمع المعارضة، يجد نفسه اليوم عاجزاً عن اتخاذ موقف قوي لصالح هؤلاء الحلفاء.

ويبدو أن النظام السوري يحاول المناورة في مياه إقليمية ودولية مضطربة، متجاهلاً في ذلك الدور الحاسم الذي لعبه حلفاؤه في بقائه، وهو نهج قد يحقق له بعض المكاسب قصيرة المدى، لكنه يهدد بتقويض الثقة بين الحلفاء ويضعف موقف النظام على المدى الطويل، ليبقى السؤال: هل سيتمكن النظام السوري من الاستمرار في هذه السياسة المتذبذبة دون أن يدفع ثمناً باهظاً من حلفائه في المستقبل القريب؟

ليفانت-متابعة

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!