-
خاص: تأسيس الدولة السعودية: ذكرى تاريخية.. إنجازات مستمرة واستعادة للدور المحوري
-
يعود تاريخ تأسيس الدولة السعودية إلى عام 1727، عندما أقام الإمام محمد بن سعود ميثاقاً مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب
تعتبر المملكة العربية السعودية من أهم الدول في العالم العربي والإسلامي، ولها دور بارز في الشؤون الإقليمية والدولية، وتتميز بتاريخها العريق وثقافتها الغنية ومواردها الطبيعية الهائلة، لكن كيف بدأت قصة هذه الدولة؟ ومن هو المؤسس الذي وضع حجر الأساس لها؟ وما هي المراحل التي مرت بها حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم؟
البداية: ميثاق الدرعية والتوحيد
يعود تاريخ تأسيس الدولة السعودية إلى عام 1727، عندما أقام الإمام محمد بن سعود ميثاقاً مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب، مؤسس الحركة الوهابية، في قرية الدرعية بالقرب من الرياض.
هذا الميثاق كان عبارة عن عهد بين الطرفين لنشر الدعوة إلى التوحيد والتخلص من الشرك والبدع، وتطبيق الشريعة الإسلامية، ومحاربة الظلم والفساد، وتوحيد الجزيرة العربية تحت راية الإسلام.
وبذلك الميثاق، بدأت الدولة السعودية الأولى، التي امتدت من نجد إلى الحجاز، واستمرت حتى عام 1818، عندما سقطت على يد القوات العثمانية والمصرية.
اقرأ أيضاً: السعودية تحتفل بيوم التأسيس.. ثلاثة قرون من البناء والتوحيد
الاستمرارية: الدولة السعودية الثانية والثالثة
بعد سقوط الدولة السعودية الأولى، لم يستسلم السعوديون للهزيمة، بل استمروا في النضال من أجل استعادة سيادتهم وحفظ تراثهم.
ففي العام 1824، أعاد الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود تأسيس الدولة السعودية الثانية، والتي شهدت توسعاً في الحدود وتطوراً في الإدارة والاقتصاد والثقافة، واستمرت هذه الدولة حتى عام 1891، عندما سقطت على يد الرشيد من حائل، وهم عائلة من قبيلة شمر.
وفي عام 1902، قام الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، المعروف بابن سعود، بتحرير الرياض من الرشيد، وبدأ في توحيد الجزيرة العربية مرة أخرى.
وفي عام 1932، أعلن عن تأسيس المملكة العربية السعودية، والتي تعد الدولة السعودية الثالثة والحالية، ومنذ ذلك الحين، شهدت المملكة نهضة كبيرة في مختلف المجالات، وأصبحت قوة إقليمية ودولية مؤثرة.
الإنجازات: التنمية والتطور والريادة
لم تكتف المملكة العربية السعودية بالحفاظ على هويتها وسيادتها، بل سعت إلى تحقيق التنمية والتطور والريادة في مختلف المجالات، ومن بين أبرز الإنجازات التي حققتها المملكة في السنوات الأخيرة:
الاقتصاد: تمكنت المملكة من تنويع مصادر دخلها وتحسين مستوى المعيشة والرفاهية لمواطنيها، وتحقيق مراكز متقدمة في مؤشرات الاقتصاد العالمي، كما أطلقت رؤية 2030، وهي خطة استراتيجية لتحويل المملكة إلى مركز عالمي للاستثمار والابتكار والتجارة والسياحة.
الأمن: حافظت المملكة على أمنها واستقرارها في ظل التحديات والتهديدات التي تواجه المنطقة، وشاركت في مكافحة الإرهاب والتطرف والتدخلات الأجنبية، كما ساهمت في دعم السلام والتعاون والتضامن بين الدول العربية والإسلامية والعالمية.
الاجتماع: شهدت المملكة تطوراً اجتماعياً ملحوظاً في مجالات التعليم والصحة والثقافة والرياضة والترفيه، وتعزيز حقوق ومشاركة المرأة والشباب والفئات المهمشة، كما أظهرت قدرة عالية على التكيف مع الظروف الاستثنائية، مثل جائحة كورونا، وتقديم الدعم والمساعدة للمتضررين منها.
الدين: أكدت المملكة دورها الريادي في خدمة الإسلام والمسلمين، والحفاظ على القيم والمبادئ الإسلامية، والدفاع عن القضايا الإسلامية، مثل القضية الفلسطينية، كما نفذت مشاريع عملاقة لتطوير وتوسعة الحرمين الشريفين، وتسهيل أداء الحج والعمرة للمسلمين من جميع أنحاء العالم.
منعطف استراتيجي واستعادة للدور المحوري
وتعقيباً على الاحتفال بيوم التأسيس السعودي، قال اللواء المتقاعد "عيسى آل فايع" المتخصص في الشؤون الاستراتيجية والأمن الدولي، في تصريح خاص لـ ليفانت نيوز، حول ما تحقق بعد ثلاثة قرون، وكيف سيكون المستقبل: "المملكة العربية السعودية اليوم تمر بمنعطف مهم استراتيجياً، حيث تقطف ثمار جهد الآباء والأجداد الذين أمضوا حياتهم في البناء بعد أن أسسوا الدولة منذ ثلاثة قرون، على يد الإمام محمد بن سعود رحمه الله في (الدرعية) العاصمة الأولى للدولة السعودية، وفي ذات الوقت تتطلع لاستعادة دورها المحوري عربياً وإسلامياً ودولياً، على الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية".
وأكمل: "فعلى الصعيد السياسي تتمتع المملكة بثقل في القرارات السياسية المتعلقة بأمن منطقة الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط وإخماد الصراعات ومكافحة الإرهاب وتتمتع بقبول لدى الأطراف المتنازعة، وعلى ذلك أدلة سواءً على المستوى العربي أو في شمال وشرق أفريقيا أو حتى خارج المنطقة مثل التوسط في النزاع الروسي الأوكراني".
وأردف لـ ليفانت نيوز: "تضع المملكة ثقلها أيضاً في القضية الفلسطينية حيث فرضت على إسرائيل والقوى الغربية التي تدعمها، القبول بقيام دولة فلسطينية مستقلة مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل بموجب المبادرة العربية ٢٠٠٢م التي بدأت سعودية في الأصل، في إطار بحث عن حل شامل وعادل للقضية المحورية مما يسهم في إعادة الأمن والاستقرار والازدهار للمنطقة".
وتابع: "كما برز دور المملكة في إعادة الأمن والاستقرار للدول التي تعرضت لثورات "الربيع العربي"، مثل تونس ومصر والبحرين وسوريا واليمن، والإسهام في استقرار العراق من خلال التواصل الدبلوماسي والثقافي والرياضي والدعم الاقتصادي".
كما رأى اللواء المتقاعد أنه "وعلى الصعيد الاقتصادي، تدير المملكة اليوم ملف الطاقة عالمياً بكل اقتدار بحكم مسؤوليتها في منظمة أوبك بلَسْ، مما يسهم في استقرار أسواق الطاقة".
ولفت: "كما بدأت المملكة بتصدير تقنيات جديدة في صناعة الطاقة النظيفة، تماشياً مع مبادرة (السعودية الخضراء) و (الشرق الأوسط الأخضر)، حيث تتكامل هذه المبادرات مع مبادرات رؤية السعودية ٢٠٣٠ التي تشكل البرامج الاقتصادية معظم برامجها".
الفخر والاحتفاء والتطلع
وعليه، يبدو يوم تأسيس الدولة السعودية، يوماً للفخر والاحتفاء لكل سعودي وسعودية، ولكل محب للمملكة، حيث يستذكرون في هذا اليوم، تاريخاً عريقاً وتراثاً أصيلاً، مستكملاً بنعمة الأمن والاستقرار، وهو ما يدفع الكثيرين لتثمين جهود مؤسسي الدولة وقادتها وشعبها، ويفخرون بإنجازاتها وتطورها وريادتها، ويتطلعون إلى مستقبل أكثر تقدماً وازدهاراً وسعادةً.
ليفانت-خاص
إعداد وتحرير: أحمد قطمة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!