الوضع المظلم
الأحد ٢٨ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
حلم إيران الشيعي المتجدد
حلم إيران الشيعي المتجدد

سوريا هي المحافظة الإيرانية رقم 35"عبارة أطلقها مسؤول إيراني "مهدي طائب" مع العلم أن عدد المحافظات ضمن جغرافية ما تسمى بإيران لا تتجاوز الـ31 محافظة، ويأتي هذا الإعلان تمهيداً لدخول العراق وسوريا ولبنان والبحرين كمحافظات إيرانية حتى يكتمل الرقم المعلن من قبله.



ويعتقد البعض أن هذا الحلم الإيراني جاء نتيجة ثورات الربيع العربي حيث استغلت إيران الفوضى وبدأت بالتغلغل في المجتمع السوري إلا أن هذا الاعتقاد خاطئ برمته فقد بدأت إيران بمحاولة بسط نفوذها بأشكال عدة منها افتتاح جمعيات ذات طابع شيعي وأهداف مختلفة في أنحاء سورية



الجمعيات الشيعية قبل انطلاق الثورة السورية:

1-جمعية المرتضى : نشأت عام 1981 على يد "جميل الأسد" (عم رئيس النظام السوري) حيث كانت تحمل واجهة اجتماعية ومهام طائفية, وتعتبر هذه الجمعية بمنزلة الرديف الديني للجناح العسكري "سرايا الدفاع" التي قادها في الثمانيات "رفعت الأسد" وقد روجت الجمعية لفكرة أن البدو والمزارعين في الجزيرة هم شيعة الأصل وكان نشاط هذه الجمعية علنياً, وقد أقام شقيق رأس النظام السابق "جميل الأسد" علاقات مع طهران وحظي بدعم ملالي الشيعة وفي هذا السياق تم افتتاح 76 حسينية في مدينتي اللاذقية وطرطوس فقط.







2-جمعية البستان الخيرية: أنشأها "رامي محلوف" عام 1999م في منطقة ريف اللاذقية تحت غطاء مساعدة الفقراء السوريين إلا أنها اكتفت بتقديم المساعدة لأبناء الطائفة العلوية، وافتتحت فرعاً لها في منطقة المزة سرعان ماتحولت هذه الجمعية لاحقاً إلى مركز للتشييع وتطويع الشبيحة للمشاركة في قمع المظاهرات واستغلت هذه الجمعية حاجات الناس إغاثياً وإنسانياً.









3-حزب الله الشيعي اللبناني: أنشئ عام 1982 في لبنان ويعتبر حركة عسكرية أمنية دينية من المؤسسات الايرانية في لبنان وهناك عشرات الخطابات للأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله" يعترف من خلالها أنه جندي صغير في جيش ولاية الفقيه، وقد سمح نظام الأسد للمفكر الديني التابع للحزب "محمد حسين فضل الله" بإلقاء دروس دينية جنوب دمشق أسبوعياً لترسيخ المرجعية الشيعية. وفي مراسم تشييع رأس النظام السابق "حافظ الأسد" قدّم "حسن نصر الله" استعراضاً عسكرياً من نخبة مقاتلي الحزب بزيهم الأسود الرسمي مقدماً رسالة تفيد ولاء شيعة لبنان لبشار الأسد وهذا ماحصل فعلاً عقب انطلاق الثورة السورية عام 2011.








التشييع بعد انطلاق الثورة السورية :

قام رأس النظام السوري "بشار الأسد" عام 2014 بإصدار مرسوم رئاسي يتعلق بوزارة التعليم العالي يقضي بالسماح بتعليم المذهب الشيعي في المدارس السورية. حيث تم افتتاح أول مدرسة شيعية عامة عام 2014 باسم "مدرسة الرسول الأعظم" قرب مدينة جبلة السورية .



وقد سبق افتتاح هذه المدرسة إنشاء 40 مدرسة شيعية أصغر منها في دمشق وخاصة في شارع الحمرا وباب مصلى، وقد منح النظام السوري الطائفة الشيعية بعد قيام الثورة عشرات الثانويات الشرعية التي تتبع لوزارة الأوقاف ومن أشهر هذه المدارس "المدرسة المحسنية " في دمشق.


أساليب إيران في التغلغل الشيعي: لاشك أن تغيير قناعات وانتماء شخص ما ليس بالأمر السهل حيث يحتاج اقناع شخص ما بفكرة جديدة الكثير من الجهد وتقديم الدلائل والاقناع وكسب ود الشخص، وهذا ماعملت عليه إيران حيث اتبعت أساليب متنوعة من زوايا مختلفة لمد نفوذها الشيعي وخاصة بعد عام 2012 حيث لم تدع جانباً إلا حاولت استغلاله بشتى الطرق.



الوسائل المتاحة ومنها:



1-الجانب الشعبي :حيث قامت بعقد صلات وعلاقات مع رؤوساء العشائر إضافة إلى العوائل الغنية وتبادل الزيارات المجانية ومنحهم العطايا والأموال ممن يتشيّع منهم كما حصل من خلال تواصلهم مع زعماء عشيرة "البقارة" في دير الزور, كما لم يغفلوا عن إقامة المهرجانات الخطابية في مناسباتهم كيوم عاشوراء وغيرها وقيامهم بدعوة العامة من الرجال والنساء.




2-الجانب المادي : حيث يقومون بتوزيع الأموال والقروض على الفقراء والمحتاجين وبذل الهدايا لمن يتشيّع وإظهار النية الحسنة وعدم انتظار المقابل في سبيل ذلك.




3-الجانب الثقافي: حيث يعمل دعاة الشيعة الذين جندتهم إيران في سورية على إقامة معارض تضم كتب دينية، وقد أقيمت هذه المعارض في ساحة المرجة وغيرها, ولم يغفل الدعاة إقامة الندوات التي يحضرها الطلاب في الجامعات، أو المراكز الثقافية التي تستقطب شريحة كبيرة من مثقفي الشعب السوري وتقوم بغسيل أدمغتهم تحت بند الدين والممانعة. وتابع دعاة الشيعة وسائل الاتصال الحديثة حيث قاموا بعرض برامجهم الخاصة على قنوات النظام السوري وافتتاح قنوات أطفال للتشييع وقاموا بتوزيع أقراص للحاسوب تحوي كتب الشيعة بأسعار رمزية, وقدموا تسهيلات للدراسة في الجامعات الإيرانية بمختلف التخصصات.




4-الجانب الديني:كبناء الحسينيات قي دمشق ودرعا والمشاركة في المناسبات الدينية واستغلالها في التغلغل داخل الأسر السورية كتوزيع الحلوى وتقديم الهدايا ويقوم دعاة الشيعة بترويج زواج المتعة المحلل في مذهبهم وخاصة بين الشباب والمراهقين.




5-الجانب الديموغرافي:حيث بات وجود الشيعة الإيرانيين والعراقيين أمراً اعتيادياً في دمشق وخاصة في السيدة زينب حيث تشهد سورية توطين الشيعة مكان السكان الأصليين في المناطق التي سيطر عليها النظام بعد تهجير أهلها إلى المخيمات ودول الجوار.




6-الجانب الصحي :ارتدت إيران رداء المشافي والمستوصفات لإظهار التعاطف مع الشعب السوري مثل مشفى "المشفى الخيري في حلب" ومن الملاحظ أن هذه المشافي تقدم خدمات طبية ومعونات لعناصر النظام وكتائب البعث وميليشات الدفاع الوطني.




7-الجانب الاعلامي: استغلال قضية فلسطين وتحرير القدس لضم المزيد من العامة إلى صفوف المذهب الشيعي وقد نشط الدعاة في المخيمات الفلسطينية مستغلين تعاطف الناس مع القضية الفلسطينية.




8-الجانب الرسمي:من خلال عقد عشرات الاتفاقيات مع النظام السوري في كافة المجالات والسماح بدخول عشرات الألوف من الإيرانيين رسمياً بغرض الحج والسياحة وقام النظام بمنح الجنسية لمئات الشيعة في حين يتغاضى عن منحها للمواطنين الأكراد منذ عشرات السنين.





كشافة الولاية الحركة الأخطر:

تعتبر الأخطر لأنها تستهدف الأطفال والمراهقين السوريين وتطلق صفحات وفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي تنشر أعمالها الخيرية والإنسانية ويحمل شعار الكشافة كلمة "وأطيعوا". وهي جزء خطير تهدف للسيطرة على النشئ السوري وتجنيدهم على خطى أطفال داعش، حيث تتبع إيران نفس الأسلوب تحت مسمى "كشافة الولاية".



وقد قام الجنرال في الحرس الثوري الإيراني "حسن الشاطري" بتأسيس مراكز الكشاف في سورية وتضم هذه الكشافة فرقاً عديدة منها كشافة الأمام المهدي. وقد بدأت إيران بالتركيز على الأطفال من خلال هذه الكشافات والتي تعتبر من أهم المنظمات المهتمة بتشييع فئة الأطفال وحثهم على القيام بنشاطات التي تخص المذهب الشيعي قرب الأضرحة والحسينيات، وتقوم بغرس مفاهيم أهمها اعتبار الوطن هو الكشافة والرئيس هو "الخامنئي"، ووضع الأعلام الإيرانية على صدورهم ونشر عبارات تمجد الثورة الاسلامية في إيران.


هذه الكشافة تموّل من قبل المستشارية الثقاقية الإيرانية في دمشق والتي تتخذ من المزة مقراً لها وتقوم هذه الكشافة بنشاطات ظاهرية للعلن مثل المعارض والرحلات والمشاركة في مسيرات داعمة للنظام السوري.



ومن المؤكد أن هذه الجمعية لا تهدف للترفيه عن الطفل السوري ومساعدته إنما تهدف إلى تجنيد وتعبئة الأطفال وملئ عقولهم بالفكر الخميني، وتقوم بتدريبهم تدريبات عسكرية تشبه التدريبات التي يتلقاها الجند في المعسكرات وقد أعد المجمع لذلك مراكز تدريب خاصة بالقفز والزحف والتدريبات القاسية وقام بنشر صور عديدة للأطفال السوريين بالزي العسكري في عدة احتفالات ومسيرات.







وضمن هذه المساعي قامت إيران بافتتاح فرع أخر لهذه الكشافة في مدينة ديرالزور في العام الماضي 2019 وضم مركز دير الزور نشاطات ثقافية فنية.. تعليمية، إضافة إلى دار لحفظ القرآن وتقوم برعاية هذا المركز "اللجنة الشعبية للصداقة السورية الإيرانية".


ولابد من الإشارة أن البقاء بعيد عن المد الصفوي الإيراني يعتمد على الوعي المتبقي لدى الكثير من أبناء الشعب السوري, الذين دفعوا الغالي والرخيص في سبيل إفشال مخططات إيران وإسقاط نظام ولاية الفقيه في سورية وقطع حلم مايسمى بالهلال الشيعي.











ليفانت - آية الحلبي 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!