الوضع المظلم
الأحد ١٩ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • حقوقيون: الحوثي يمثّل النسخة الإيرانية الأكثر إرهاباً للمرأة

حقوقيون: الحوثي يمثّل النسخة الإيرانية الأكثر إرهاباً للمرأة
حقوقيون: الحوثي يمثّل النسخة الإيرانية الأكثر إرهاباً للمرأة

 ليفانت – خاص 

 





طالب حقوقيون وناشطون يمنيون وإيرانيون أمس (السبت)، المجتمع الدولي بالتحرك السريع لإنقاذ المرأة اليمنية من الإرهاب الإيراني الحوثي، كاشفين في ندوة مرئية نظّمها "الائتلاف اليمني للنساء المستقلات"، بالشراكة مع "تحالف المنظمات الأوروبية من أجل السلام"، عن جملة من الانتهاكات والجرائم الممنهجة التي تعرّضت لها النساء ومنها حرمانهن من أبسط حقوقهن المشروعة.





قال رئيس تحالف المنظمات الأوروبية من أجل السلام (زيورخ)، فيصل القيفي: “رغم أن العنف ضد المرأة يتقلص في كثير من دول العالم، إلا أن المرأة اليمنية لاتزال تعاني من كثير من الأزمات والانتهاكات”، موضحاً أن اليمن يصنّف ضمن أسوأ البلدان للنساء.


وأضاف القيفي في الندوة التي أقيمت بعنوان “تصاعد أعمال العنف ضد النساء بعهد الحوثي” المرأة اليمنية في ظل الحرب تعيش وضعاً هو الأصعب عبر التاريخ. لقد فقدت الكثير من حقوقها، بل وصل الأمر إلى خسارتها حقها في الحياة جراء ما تتعرض له من انتهاكات خطيرة، كالنزوح والتشرد والاختطاف والسجن وانعدام الخدمات الأساسية”.



فيما أعرب أمين عام الرابطة الإنسانية للحقوق في سويسرا، مجدي الأكوع عن شكره للمنظمين وشجاعتهم في التطرق لأهم ملف إنساني، مؤكداً أن المرأة اليمنية تتعرض للاستهداف بطريقة مباشرة وغير مباشرة.



إرهاب النساء



وقال الأكوع: “المرأة في اليمن ضحية لمنهجية حوثية متطرفة فرضته في الجامعات والمدارس والذي لا يقل خطراً عن النهج الإرهابي لتنظيمَي “داعش” و”القاعدة” ونظام ملالي إيران، الذين يتفقون في نظراتهم الإحتقارية والقمعية للنساء.


وأشار أمين عام الرابطة الإنسانية للحقوق في سويسرا، أن تلك الممارسات نفسها طبقتها إلزامياً في المدارس الأهلية إبتداء من الصف الخامس الابتدائي، بالإضافة إلى الاعتداء على النساء في الشوارع، حيث أغلقت عدداً من المقاهي في صنعاء وحجة تحت مبرر الاختلاط.


وتطرق في ورقته إلى الجرائم التي تقوم بها المليشيات بشكل مباشر، والمتمثلة بالقصف العشوائي على الأحياء السكنية أو القنص للعاملات في المجال الإغاثي والإعلامي، مستدلاً بمقتل الناشطة ريهام البدر في محافظة تعز، بالإضافة إلى جرائم التعذيب الجسدي والنفسي والاغتصاب، التي تعرضت لها النساء بما فيهن الناشطات في السجون السرّية الحوثية.


ولفت إلى أن الاستهداف غير المباشر الذي تتعرض له النساء، يتمثل في اختطاف أطفالهن من مقاعد الدراسة والعودة بغالبيتهم جثثاً بعد مقتلهم في جبهات القتال، مرجعاً العنف الأسري والجرائم الجنائية ضد النساء إلى الظروف التي فرضتها مليشيا الحوثي على الشعب اليمني.



الفاشية الإيرانية الحوثية



بدورها، قالت الناشطة الحقوقية وعضوة المجلس الاستشاري للمؤسسة الأمريكية للحرية وحقوق الإنسان الدكتورة سيما يزديري: “يجب ألا يكون المجتمع الدولي صامتاً، أو غير مبالٍ تجاه فظائع النظام الإيراني ضد الإنسانية، والتدخل في حياة المجتمعات والنساء في إيران واليمن وجميع المجتمعات الأخرى في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر”.


وأضافت: “نموذج الملالي الإيراني للحكم القمعي ظاهرة فاشية إرهابية، ويمكن تفسيره بشكل أفضل بناءً على كتابات وخطابات الخميني وأفعال النظام الإيراني على مدار 42 عاماً”، موضحةً أن كتاب “كشف الأسرار”، فضخ مخططات الملالي منذ وقت مبكر، إذ بيّن أن الحدود بين الدول والأمم كلها تعسفي ومصطنع لا علاقة له بنظام “ولاية فقيه”.


وأشارت إلى أن الفلسفة الخمينية والخامنئية في الكتاب، تؤكد أن التمييز والقمع والعنف ضد المرأة، هي قيم أساسية مستمدة من عقلهم وخيالهم الفاسد وما ينتج عنه من عداء للإسلام، وتجاهل لحقوق الإنسان الأساسية.


وأفادت يزديري أن قانون الملالي يقوم على أساسيات الإرهاب ويتجاهل احتياجات الفرد الأساسية للعيش باحترام وكرامة، وتقرير المصير التي يدعو إليها الإسلام ويضمنها، لافتةً إلى أن المرأة في منظور نظام طهران، ولدت كمخلوق أقل من بشر وخاطئ، وليس لها حق قانوني، هدفها الوحيد هو الخضوع للرجال وأداة للمتعة الجنسية، مستعرضة ما تعرضت لها الإيرانيات من مطاردات في شوارع طهران من قبل ما يسمى بـ”الزينبيات” والمليشيات النسائية الأخرى في سبعينات القرن الماضي.


وختمت حديثها بالقول: “تعاني النساء اليمنيات اليوم، من نفس المعاناة التي تعاني منها النساء الإيرانيات على أيدي المليشيات النسائية الإرهابية”.



تشكيلات إرهابية



بدورها ربطت رئيس تحالف “نساء من أجل السلام” في اليمن نورة الجروي، موضوع المرأة الإيرانية وما عانته وتعانيه، مع ما تتعرض له النساء اليمنيات من الاعتقالات والمطاردات والانتهاكات وتلفيق التهم وتشويه السمعة.


وقالت الجروي: “نتشارك الوجع مع النساء الإيرانيات، خاصةً وأن مليشيا الحوثي هي ذراع خامنئي الإرهابي في اليمن، وتتعامل بنفس الطريقة، فهناك المئات من النساء في سجون الحوثي، حيث تواصل الميليشيات تشويه سمعة المدافعات عن حقوق الإنسان والمرأة” موضحة أن المليشيا سقطت أخلاقياً.


وأشادت الجروي بالدور النضالي لرئيسة المقاومة الإيرانية مريم رجوي، وشجاعتها في الوقوف ضد النظام الإرهابي للملالي، لافتةً إلى أن ما يقوم به الحوثي جريمة ووصمة عار ستبقى في تاريخ اليمن والإنسانية.


وأفصحت الجروي عن تشكيلات من النساء التي وظفهن الحوثي للتجسس على النساء، ويطلق عليهن “الزينبيات” و”الفاطميات”، مؤكدة أنهن يخترقن مجالس النساء كمخبرات للوشاية بهن.


وتوعدت الناشطة اليمنية مليشيا الحوثي بمزيد من النضال حتى تحرير جميع المعتقلات في سجون المليشيات، مستعرضة جملة من الإنتهاكات تعرضت لهن النساء اليمنيات.



النساء الانقلابيات



وفي مداخلة أكدت الناشطة الحقوقية الدكتورة أروى الخطابي، أن الحوثيين متأثرون بما يقوم به الإيرانيون بل يتشددون أكثر من الإيرانيين أنفسهم، مبدية خجلها من بعض النساء المتحررات اللواتي يمثلن الجنس الناعم للانقلاب، لتأييدهن للعنف الحوثي المسلّط على اليمنيات.



ولفتت الخطابي إلى أن المرأة تتعرض للعنف مرتين، الأولى من الحوثي والثانية من الرجل، مطالبة بتوحيد الجبهة النسائية ضد الحوثي وأذرعه أمثال الزينبيات اللاتي تخترقن مجالس النساء والجلسات الخاصة، ويتسببن في اعتقال النساء، لافتة إلى أن المليشيا كل يوم تُشكل أذرعاً عسكرية نسائية وتطلق عليها مسميات مختلفة.



ثورة نسائية



من جانبه تحدث رئيس البيت اليمني الأوروبي من باريس منصور الشدادي مؤكداً أن الثورة هي الطريق الوحيد للتصدي للمرجعيات الفكرية والطائفية والحد من العنف ضد النساء وتحرير المرأة، لكن ما حدث في إيران كانت ثورة ضد التحرر ومع العنف والانتهاكات.


وأشار إلى أن هناك نساء في إيران من يناضلن في سبيل الحرية رغم القمع، وقد كانت لدينا محاولة في اليمن لتمتع المرأة بحقوقهن أكثر، إلا أن الحوثيين أعادونا إلى الخلف.



إنقاء المرأة



من جهتها طالبت رئيس “تكتل 8 مارس من أجل نساء اليمن” الدكتورة وسام باسندوة، دول العالم في التحرك لدعم المرأة في اليمن وإيران للتخلص من هذا النظام الإرهابي والمليشيات الموالية له، والتي تقمع النساء ولا تسمح بالحريات، مخاطبة تلك الدول بالقول: “هل سننتظر طويلاً كما انتظر الإيرانيون كل هذا الوقت؟”.


وقالت باسندوة: “المرأة هي الحلقة الأضعف في كل المراحل، فإذا كان العنف ضد المرأة متواصلاً حتى في الدول المتقدمة ولم تستطع القضاء عليه، فكيف في حالة الحرب وعدم الأمن والسلم؟ ناهيك أننا في ظل مليشيا الحوثي التي لا تتعامل مع المرأة ككائن حي أو كمخلوق، وتعتبر المرأة أداة تستخدمها لتحقيق أهداف معينة”.


وأشارت إلى أن النظرة الحوثية المحتقرة للمرأة هي استنساخ تام لنموذج الملالي، فمنذ سبعينات القرن الماضي عادت المرأة الإيرانية قروناً إلى الخلف وما يحدث في اليمن هو استنساخ لنفس النموذج من قبل الحوثي.


وأضافت وسام: “رغم أننا بلد محافظ، إلا أننا استطعنا فرض بعض من حقوق المرأة في مخرجات الحوار الوطني، وأصبحت المرأة اليمنية تتمتع بحرية أكبر، واستطاعت أن تنتزع العديد من الحقوق رغم كل شيء، لكن مع انقلاب الحوثي عدنا إلى الخلف وفقدت المرأة اليمنية جميع حقوقها”، مستنكرة كل من يحاول تجميل وجه الحوثي ممن يدعين أنهن حقوقيات!


وشددت باسندوة على ضرورة تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية قائلة: “كان العالم لا يهتم لليمن ولليمنيين واعتداءات الحوثي ضدهم، لكن المهم أن يكون واضحاً للعالم أن الحوثيين هم خطر حقيقي على العالم، ويهددون الأمن الدولي والملاحة الدولية وإمدادات النفط العالمية، مثلما حدث في قصف أرامكو ومؤخراً، وقصف محطة توزيع المشتقات النفطية شمال مدينة جده السعودية”.


ونوّهت باسندوة إلى أن تحالف نساء من أجل السلام في اليمن، برئاسة نورا الجروي، وهي المختصة في هذا الملف، وكانت متابعة للعديد من الحالات الموثقة من 2017 وإلى بداية 2020، وعملت بالتعاون مع تكتل 8 مارس لأجل نساء اليمن والائتلاف اليمني للنساء المستقلات، على توثيق هذه الحالات، مؤكدةً: “هناك تقرير سيتم اطلاقه قريباً أعتقد أنه سيكون التقرير الأول من نوعه في هذا المجال”.








 




النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!