الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
حقائق لن تخفى على العالم
نظام مير محمدي

تصاعدت المواجهات بين القوات الأمريكية والمليشيات التابعة النظام الإيراني في سوريا. وأطلقت هذه الميليشيات عدة صواريخ وطائرات مسيرة على قواعد أمريكية في شرق سوريا يوم الجمعة. وجاءت هذه الهجمات رداً على الهجوم الانتقامي للقوات الأمريكية على مواقع المليشيات الموالية لنظام الملالي، حيث أسفر هذا الهجوم، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتل 19 مسلحاً من المليشيات.

رداً على هذا الهجوم، استهدفت القوات الأمريكية مستودع أسلحة ومركز مراقبة ومراقبة لقوات المليشيات في شرق سوريا بطائرتين من طراز F-15. وفي أعقاب الهجوم الأمريكي، استهدفت قوات المليشيات الموالية لنظام الملالي، مساء الجمعة، قاعدة تابعة للقوات الأمريكية في حقل كونيكو للغاز شرق مدينة دير الزور السورية. وفي خضم هذه الأحداث، تطرح أسئلة كثيرة أهمها إلى متى سيستمر النظام الإيراني في التدخل في شؤون المنطقة؟

ليس هناك من موضوع مهم يفرض نفسه بقوة على الصعيد الداخلي الإيراني وعلى الصعيد الدولي کما الحال مع موضوع التغيير السياسي الحقيقي في إيران، خصوصاً وإن دور النظام وتأثيره قد تجاوز ليس الحدود الإيرانية فقط وإنما حدود منطقة الشرق الأوسط بحالها، بحيث جعل من قضية التدخلات الإيرانية في بلدان المنطقة، قضية تمسّ السلام والأمن والاستقرار على المستوى الدولي، ولهذا فإنه وفي الوقت يطالب فيه الشعب الإيراني وبإلحاح بتغيير النظام، فإننا يجب أن نعلم بأن بلدان المنطقة والعالم تتطلع لإجراء تغيير سياسي في إيران يتم بموجبه وضع حد للتدخلات هذه.

السؤال هو: هل التغيير السياسي ممکن في إيران في ظل النظام الإيراني القائم على أساس نظرية ولاية الفقيه؟ من صدق ذلك فإنه لايعلم شيئاً عن أسس ومبادئ نظام ولاية الفقيه، فهذا النظام هو بمثابة حالة منغلقة على نفسها ومنعزلة عن العالم، فهو لايقبل أي تغيير مهما کان شکله ونوعه وحجمه ويؤمن بأمر واحد وهو إن أفکاره ومبادئه هي الصحيحة ولا يمکن القبول بغيرها معتبراً إياها غير صحيحة ويجب رفضها جملةً وتفصيلًا.

الشعب الإيراني الذي تم خداعه لفترة طويلة بشعارات الإصلاح والاعتدال وإيهامه بتحسين أوضاعه المعيشية، کما إن البلدان الغربية التي جرت لأکثر من 3 عقود خلف سراب الإصلاحات والاعتدالات المزعومة واحتمال حدوث تغيير من داخل النظام لکن صار واضحاً بأن کل ما قد زعمه النظام بهذا الصدد کان محض کذب وخداع، ولذلك  فإن الانتفاضة الشعبية العارمة التي دخلت شهرها السابع والتي لا يتمکن النظام من إخمادها تمامًا کعزلته الدولية وعدم الثقة به ووصول المحادثات النووية الى طريق مسدود، ولذلك فإن النظام قد وصل الى الحيز الذي يخشى منه کثيراً وهو حيز الانهيار والسقوط لأن الانتفاضة الحالية تطالب وبجدية بالغة بتغيير هذا النظام والذي لا يمکن أن يتم إلا بإسقاطه.

مع الأخذ بعين الاعتبار التأثيرات الکبيرة لانتفاضة 16 سبتمبر 2022، من حيث جعلها قضية التغيير حيوية في إيران ولا مناص منها، فإن ما قد صدر من قرارات دولية أخيرة، وبشکل خاص القرار 100 الصادر عن الکونغرس الأمريکي والقرار الذي صدر عن البرلمان الأوربي والذي طالب بتصنيف جهاز الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، وتبعاً لذلك تزايد احتمالات انهيار النظام لأنّ الأجواء کلها، داخلياً وخارجياً، قد أصبحت ملائمة ومهيّأة لذلك.

وأخيراً، السؤال الذي نبحث عن جوابه هو، هل يمكن للنظام الإيراني منع تدخلاته في دول المنطقة التي بدأت قبل 44 عاماً؟

ليفانت - نظام مير محمدي

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!