الوضع المظلم
الخميس ١٨ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
شخوص فنية وأجوبة للقاص والرسام حسن عبد الله
حسن عبدالله.. غالباً ما ألجأ  إلى التجريد  لأعبر عن عبثية الوجود

حسن عبد الله فنان سوري انتقل في العام 2011 إلى المملكة المتحدة ويقيم حالياً في لندن. أقام عبد الله العديد من المعارض الشخصية في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا. تعكس لوحاته التجريدية والتعبيرية حنينه إلى طفولته وحياته في الريف وكذلك إلى الخبرة التي مر فيها.

ولد في الحسكة عام 1956، حمل لوحاته إلى الكثير من البلدان العربية والأوربية والمدن السورية، وخاصة مدينة الحسكة، حيث يعمل مدرساً في جامعة الفرات.

يمتلك القدرة ليشعر بمتعته الخاصة من خلال توليفاته عندما تسمعه يقول: ربما تجدني ميالاً إلى مدرسة توسم أعمال الفنانين جميعهم، وربما تجد في لوحتي المدارس كلها وقد لا تجد شيئاً من هذا وذاك.

◄ جميع لوحاتي تعبر عن المرأة في مأساتها، تمردها ،خضوعها ومعاناتها 

◄ غالباً ما ألجأ  إلى التجريد  لأعبر عن عبثية الوجود

◄ أنا كيان أستطيع أن أجعل الريشة خاضعة لي وتلبي نزواتي وانفعالاتي الكامنة فهي أداة وأنا المخترع

◄ النقد برأيي دراسة أو بحث لقيمة العمل وليس محاولة لتدني قيمة العمل

◄ لم أكمل دراسة الدكتوراه في بلد يسهل فيه كل شيء

نص الحوار كاملاً:

◄ قد يرى البعض في العديد من لوحاتك حنيناً إلى الماضي بما فيه الطفولة وحياة الريف، فهل كانت تلك الطفولة طفولة معذبة يتخللها قسوة الحياة في الريف لتجعل تلك اللوحات مرآة وصراعاً بين الماضي والحاضر؟

*حياتي مثل بقية الأطفال لم تكن خالية من القسوة والحرمان والعذاب، خاصة وأنا تربية أبوين أميين قضيا الكثير من حياتهما بالريف في العمل الشاق والعذاب، بحيث لم يتفرغ لتربية أطفالهم بالشكل المناسب، فالمرأة كانت تتحمل كل أعباء الحياة من عمل وتربية أطفال وخدمة الرجال، حيث كانت مضطهدة ومعذبة وتتحمل قسوة الرجل الذي كان يعاملها بفوقية، وقد انعكس ذلك على تربيتي بشكل كبير.. فقد كانت جميع لوحاتي تعبر عن المرأة في مأساتها، تمردها، خضوعها ومعاناتها.. وكأنني أساندها كي تقول لا لكل ما تلاقيه من الرجال.

◄ هل من مدرسة محددة قد تنسب إليها أعمالك الفنية؟

أنا على الأغلب أعتمد التعبيرية التجريدية لأنني أستطيع بذلك أن أعبر أكثر عما أريده من فني. لكنني هنا في لندن غالباً ما ألجأ إلى التجريد لأنني بذلك أستطيع أن أعبر عن عبثية الوجود والتمكن من البحث عن مواضيع يتقبلها العقل الغربي أكثر، فالفن بالنسبة لي عملية بحث مستمرة وإيجاد مواضيع أخرى تشغل الناس، خاصة وأن المرأة تختلف هنا كثيراً.

◄ لو تحدثت عن تلك الألوان الغريبة والمفرحة في آن واحد ولماذا تبدو تلك اللوحات على الجدار ذات عنوان قاتم وكأنك في صراع مع ريشتك لحظة البدء في العمل؟

البحث عن اللون وعلاقته أساس التجريد وهاجسي أيضاً والعنوان ليس كل شيء في اللوحة فهي عالم متشابك يتجاوز المرايا، عالم يخضع لانفعالات ذاتية خاصة، فالعنوان جزء بسيط، فهناك ما يجري في داخلك بعيداً عن سطح اللوحة. نعم صحيح هناك صراع بين الفنان والريشة والغالب هو أنت، فأنت كيان تستطيع أن تجعل الريشة خاضعة وتلبي نزواتك وانفعالاتك الكامنة، هي أداة وأنت المخترع.

◄ هل هناك شبه بين الفنان حسن عبد الله وما تعبر عنه لوحاته؟

أنا جزء من عالم اللوحة واللوحة هي عالم مبتكر تعبر عن جزء من أفكاري، عن داخلي عن عالم أعيشه في لحظات الرسم أو قبل أن أبدأ، فنحن نشكل وحدة حال أثناء العمل، وحين تكتمل فهي جزء من معاناتي وخلاصة جزء من تفكيري في حالة ما هي عالم آخر قائم بحد ذاته قد لا تحتاج إلى تفسير مني.

◄ هل من علاقة بين كتابتك للقصة القصيرة وما تعبر عنه تلك الشخوص الموجودة في لوحاتك؟ وما السر في الإتقان بين الريشة والقلم؟

لا شك أن هنالك علاقة بين الرسم وكتابة القصة، كلاهما ذات تأثير مباشر على تفكيري، كلاهما عالمين أتأثر بهما من المحيط الذي أعيشه، أفكر به، أعانيه، والعكس، أحدهما باللون والريشة والتأمل أما الآخر بالقلم والتفكير والحبكة. مواضيع القصة هي من البيئة المحيطة بي، معاناة الناس أحداث جرت وأثرت علي في طفولتي، في شبابي وفي عمري الكبير لكنني الآن لا أكتب كثيراً جل وقتي أمضيه في الرسم لأنه لا يحتاج إلى ترجمة أو معرفة اللغة، وأستطيع أن أخلق بالرسم لغة حوار بين اللوحة والمتلقي دون جهد كبير أو معرفة لغة معينة علماً أنني تلقيت جائزة الشارقة الأدبية لمجموعتي القصصية ((المهاجر)) عام ٢٠١٠ عندما كنت في سوريا، الآن أنا في بريطانيا كتبت في البداية قصصاً لا بأس بها، أما الآن أحس بعدم الرغبة كثيراً لعدم الشعور بما يلهم.

◄هل من ضريبة تم دفعها من قبل الفنان حسن عبد الله في مسيرته إلى الآن؟

الفن معاناة، فأنت تدفع الكثير وتضحي بالوقت في سبيل نقل معاناتك بصدق وهذه تضحية بحد ذاتها، فأنا تركت كل شيء في سبيل الرسم، ابتعدت عن عائلتي كي أعيش عالمي لوحدي حيث كان من المستحيل أن أستمر بالرسم وأنا أعيش بينهم. لم أكمل دراسة الدكتوراه في بلد يسهل كل شيء لذلك، لأنني فضلت التفرغ للرسم على ذلك، ومع ذلك لا أعتبر ذلك تضحية، فأنا بمقدوري أن أزور عائلتي كل يوم الآن، والفن غالباً ما يغني عن أشياء كثيرة فهو كما أسلفت متعة وإحساس مستمر بالأشياء كما أنه أعذب غذاء للروح.

◄ من جملة المعارض التي أقمتها وتلك اللوحات التي عرضت هل هناك إقبال ورضا من الجمهور؟ وهل من لوحة مميزة قد بيعت وكم كانت قيمتها؟

منذ أول معرض لي عام 1997 في الحسكة وأنا أستمتع بإقبال الناس ورضاهم  وتعابير الفرح على وجوههم وفي تعليقاتهم، بالإضافة إلى اللقاءات والمقابلات على الميديا وشبكات التلفزة والصحف وكان ذلك أكثر أثناء إقامتي في بريطانيا، خاصة وأن الناس هنا تقدر قيمة الفن أكثر والفرصة متاحة أكثر بكثير أمام الناس، في الميديا ووسائل الإعلام وقد كان نصيبي كبيراً، حيث كبرى محطات التلفزيون أجرت معي لقاءات، مثل بي بي سي، سي إن إن، صحيفة الغارديان وغيرهم.

جميع لوحاتي التي بيعت كانت مهمة بالنسبة لي وقد بيعت بأسعار لا بأس بها.. أفضل أن لا أذكر بكم يمكنك أن تدخلي على حسابي ((أون لاين)) على موقع ((.Saatchi gallery)) باسمHasan  Abdalla وتتأكدي من أسعاري فهي تتراوح بين ٢٥٠٠ باوند و١٢٠٠٠ حسب الحجم.

◄ كيف ينظر الفنان حسن عبد الله إلى النقد الذي يوجه إلى أعماله؟ وهل تتقبله إذا كان حاداً إلى حد الاستفادة منه؟

النقد بالنسبة لي دراسة بناءة  للعمل الذي تنجزه يبين مواقع الضعف والإثارة، وهو بالتالي يضيء لك الطريق ويدلك إلى الصواب أو إلى أشياء لم تخطر على بالك، إما تتفادها أو تطورها، أنا شخصياً لا أحبذ النقد التهجمي فهو يدل على جهل الناقد أو إنه لا يخرج من ناقد أكاديمي.

النقد برأيي دراسة أو بحث لقيمة العمل وليس محاولة لتدني قيمة العمل. أتقبل كل نقد إذا اعتمد دراسة علمانية ومنطقية.

◄ لوحاتك التي تعبر عن الريف والحياة القاسية في تلك البقعة التي عشت فيها بسوريا.. هل من أعمال قادمة ترسم فيها وطنك وتعبر فيها عن عمق المأساة والحياة الصعبة للشعب السوري؟

جميع لوحاتي السابقة، ومنها ما رسمت في لندن، معنونه بأسماء تدل على المآسي أو أحداث أو معاناة، لكنني في الفترة الأخيرة بعد ٢٠٢٠ تركت العناوين، فهي دون عنوان بطبيعة الحال، أنا لست غافلاً عن مآسي بلدي، أنا أعيشها وأحس بها، وبالتالي لها تأثير كبير علي، وقد تظهر في أعمالي القادمة دون شك، ولكن بأسلوب تعبيري أو بدراسة تجريدية. الحياة ليست فقط أم وأحداث مزعجة فهناك جوانب سارة أيضاً.

مكتب ليفانت نيوز - القامشلي

حوار: نورشين اليوسف

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!