-
حزب الله العراقي.. الإرهاب بقالب طائفي ودعم إيراني
لا تنكر مليشيا حزب الله العراقي بأنَّها ذات توجه إسلامي تابع لإيران، وأنها "تشكيل جهادي إسلامي مقاوم"، مستغلة الدين بالتوغل بين العراقيين والسوريين، بجانب دعم إيراني عسكري ومالي مفتوح لها، لتنفيذ الأجندات الإيرانية في المنطقة، وبإشراف مباشر من الجنرال الإيراني قاسم سليماني.
تأسست مليشيا حزب الله العراقي في عام 2007 بعد تحالف 5 فصائل ظهرت خلال الغزو الأمريكي، فاندمجت كل من ميليشيات "لواء أبو الفضل العباس، كتائب كربلاء، كتائب علي الأكبر، كتائب السجاد، وكتائب زيد بن علي"، بأوامر من الحرس الثوري الإيراني لتنفيذ أجنداته في سوريا والعراق، لتبدأ أولى نشاطاتها في محافظات العراق الجنوبية لتمتد فيما بعد إلى مناطق أخرى، وصولاً إلى المدن السورية مع تورط إيران بالحرب في سوريا ودعمها النظام السوري هناك.
وما يدل على ارتباط تلك الميليشيات بالمنهج الفكري والعسكري لحزب الله اللبناني، هو أنه كان المشرف العام على تلك الحركات عماد مغنية، ليظهر فيما بعد أن الأمين العام لتلك الميليشيا هو شخص يدعى أبو كاظم، الذي يرتبط بشكل مباشر مع الجنرال الإيراني قائد فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.
هجمات حزب الله العراقي على القوات الأمريكية في العراق
لم تبدأ هجمات حزب الله العراقي على قوات التحالف والقوات الأمريكية في العراق مؤخراً، بل ذلك يعود إلى أول نشاط عسكري لتلك الميليشيا، حيث شنّت عناصر تابعة لكتائب حزب الله عدة هجمات صاروخية بقذائف بين عامي 2007-2008 ضد القوات الأمريكية في بغداد.
كما حاولت تلك الميليشيات المدعومة من إيران بأن تخترق بصواريخها المنطقة الخضراء في العراق، والتي يتواجد في العديد من المقرات الدبلوماسية والسياسية والأممية، فأطلقت هجوماً صاروخياً على المنطقة في نوفمبر 2008 قتل فيه موظفين اثنين من موظفي الأمم المتحدة.
بعد ذلك توالت العمليات لهذه المليشيا ضد القوات الأمريكية في العراق باستخدام مختلف الأساليب العسكرية، وآخرها هجوم صاروخي على قاعدة "كي وان"، الشهر الجاري، أسفر عن مقتل متعاقد أمريكي مدني وإصابة عدد من الجنود الأمريكيين والعراقيين.
https://youtu.be/Ci8EaWjKLcE
تأسيس أسلحة محلية
تدعم هذه الكتائب بشكل مباشر من إيران، حيث تمتلك ترسانة عسكرية كبيرة ومتطورة، بجانب تصنيعها عدد من الصواريخ المحلية، أبرزها "الكاتيوش، ذو الفقار، الكرار، حيدر، الأشتر، والبصير 1".
استغلال الحرب على تنظيم داعش
بعد إعلان الحرب على داعش حاولت تلك الميليشيات توسيع انتشارها في العراق وسوريا، مع فتح باب التجنيد في صفوفها، وتقديم الأموال للمجندين، فانضم لها العديد من العراقيين والسوريين والأفغان، وحاولت أن تفرض سيطرتها على عدة مواقع في العراق خلال شنها هجوماً برياً على عناصر التنظيم.
كما شاركت منذ أكتوبر 2016 في عدة معارك إلى جانب الجيش العراقي بعدما انضوت تحت لواء الحشد الشعبي وهو تجمع عسكري تشكل من عدة فصائل طائفية وارتكب انتهاكات واسعة ضد مدنيين عراقيين.
تمويل قطري لحزب الله
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن الميليشيات الإرهابية كانت من الأطراف التي قبضت أموال الدوحة لأجل الإفراج عن مخطوفين قطريين، وبحسب مراسلات قطرية مسرّبة حصلت عليها واشنطن بوست، تلقى زعيم كتائب حزب الله العراقي ما يقارب 25 مليون دولار، بسبب وساطته في صفقة الإفراج عن المخطوفين القطريين، فيما حصلت الميليشيات ذاتها على 150 مليون دولار في صفقة تعد فضيحة للنظام القطري بكل المقاييس.
اختطاف بقصد الفدية وتعذيب وقتل
مارست كتائب حزب الله العراقي انتهاكات عديدة في العراق وسوريا، وذلك استناداً لأسس مذهبية وطائفية، من خلال القتل، والاختطاف، والتعذيب، بجانب تهجير الناشطين من بعض المناطق في العراق.
وبحسب تقارير تابعة لمنطمة هيومان رايتس ووتش تم توثيق انتهاكات عديدة لها في عام 2016، منها اختفاء 643 شخصاً من الفلوجة والصقلاوية على خلفية مذهبية، بجانب العديد من حوادث الاختفاء الجماعي لأشخاص في الرزازة على أساس طائفي أيضاً، حيث تحتطف هذه الميليشيا بمنشأة احتجاز غير قانونية تضم ما لا يقل عن 1700 معتقل في جرف الصخر جنوب بغداد مباشرة، كما وصفت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية الواسعة الانتشار، عمليات عسكرية شارك فيها الحشد الشعبي، بالوحشية، وقالت إنها شهدت ممارسات فظيعة مثل التعذيب بالتعليق إلى السقف والاغتصاب.
إلا أن طهران مارست ضغوطاً سياسية وعسكرية على بغداد لإضفاء الطابع القانوني على عمل ميليشيات حزب الله والحشد الشعبي، وبالفعل، تم تحويل الميليشيات الطائفية المثيرة للجدل إلى قوات نظامية.
وأظهرت مقاطع فيديو كثيرة ممارسات وحشية لعناصر من الحشد الشعبي، لكن بغداد كانت تكتفي في الغالب بالإعلان عن فتح تحقيق واعتبار ما يحصل من تجاوزات فردية.
استغلال الأطفال وتجنيدهم في صفوف كتائبها
تعمل هذه الكتائب والميليشيات التابعة لإيران، على تجنيد الأطفال العراقيين والسوريين، من خلال جمعية كشافة الإمام الحسين، التي تعمل على تجنيد الأطفال وتدريبهم على القتال والانضمام لصفوف الكتائب، بالتعاون مع جمعية كشافة الإمام المهدي اللبنانية، التي تعاون معها بإرسال الأطفال العراقيين إلى معسكرات تدريب في مدينة الخميني الكشفية بلبنان، ومن ثم إرسالهم أيضًا إلى معسكرات تدريب في إيران.
القتال في سوريا بجانب الميليشيات الإيرانية الأخرى
بعد فرض كتائب حزب الله سيطرتها على عدة مناطق في العراق، وانتشار القوات الإيرانية وميليشيات الحرس الثوري في سوريا، تم جلب العديد من عناصر كتائب حزب الله إلى سوريا عام 2012، وبإشراف مباشر من قاسم سليماني، الذي شكّل لواء "أبو الفضل العباس"، في منطقة السيدة زينب بريف دمشق، وفتح باب الانضمام إليه من السوريين واللبنانيين، وفي عام عام 2013 أسس "كتائب سيد الشهداء" إلى جانب منظمة بدر للقتال في سوريا.
وبحسب تحليل لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في مارس الماضي، فإن كتائب حزب الله واحدة من بين الأدوات التي تعمل بها إيران على خوض حربها بالوكالة في سوريا والعراق.
شاركت ميليشيات حزب الله في القتال بجانب عناصر النظام السوري في عدة مناطق سورية، وبحسب تقارير حقوقية سورية، في عام 2014 وصل أعداد المليشيات الشيعية المقاتلة في سوريا إلى 35 ألف مقاتل على الأقل يقاتلون في سوريا، وأغلبهم من العراق ولبنان وإيران وأفغانستان.
عقوبات أمريكية على حزب الله العراقي
بعد اتساع رقعة السيطرة لهذه الكتائب، وشنّها عدة هجمات على القواعد الأمريكية في العراق، وفي عام 2009 أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية كتائب حزب الله العراقي على لائحة الإرهاب، بجانب إدراج النائب في البرلمان العراقي حينها جمال جعفر والملقب بأبو مهدي المهندس، والذي يشغل حاليًّا منصب نائب قائد الحشد الشعبي، مع اتهامهما بتنفيذ أعمال عنف ضد قوات الأمن العراقية، والهجوم بالقنابل والصواريخ على القوات الأمريكية بين عامي 2007 و2008،والحصول على التمويل والتدريب من فيلق القدس الإيراني.
كما شنّت القوات الأمريكية عدة هجمات أمس الأحد على مواقع لحزب الله العراقي في العراق وسوريا، وأعلن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر: “استهداف البنتاغون خمسة مواقع في العراق وسوريا رداً على الهجوم الذي شنته مليشيا مدعومة من إيران على منشأة عراقية، والذي من شأنه تعريض القوات الأمريكية للخطر”.
وتابع إسبر بأن الضربات كانت ناجحة وعاد الطيارون والطائرات إلى القاعدة بأمان. وأود أن أضيف أنه خلال لقائنا اليوم مع الرئيس، ناقشنا معه الخيارات الأخرى المتاحة. وأود أن أشير أيضاً إلى أننا سنتخذ الإجراءات الإضافية التي نراها ضرورية، ونؤكد أن تصرفنا كان دفاعاً عن النفس ولردع المزيد من التصرفات السيئة من قبل المليشيات أو من إيران”.
إعداد ومتابعة: شيار خليل
خاص ليفانت
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!