الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
ثناء دبسي… رحيل عاشقة المسرح ونجمة الدراما السورية
ثناء دبسي… رحيل عاشقة المسرح ونجمة الدراما السورية \ تعبيرية \ ليفانت نيوز

فقدت الساحة الفنية السورية والعربية الثلاثاء الموافق 20 فبراير 2024، إحدى أبرز نجماتها، وهي الفنانة القديرة ثناء دبسي، التي توفيت عن عمر ناهز 83 عاماً بعد صراع مع المرض.

وولدت ثناء دبسي في مدينة حلب عام 1941، وكانت تحب الفن منذ طفولتها، فشاركت في الحفلات المدرسية والنشاطات الثقافية، وتعلمت رقص السماح وغناء الموشحات والقدود على يد الأساتذة الموسيقيين البارزين في حلب، مثل بهجت حسان ومحمد خيري وأحمد الصابوني.

وانضمت إلى فرقة مسرح الشعب التي كانت تقدم عروضاً مسرحية في دار الكتب الوطنية في حلب، وشاركت فيها مع أختها ثراء دبسي، التي كانت تعتبرها معلمتها ومثلتها الأعلى في الفن.

وفي عام 1960، انتقلت ثناء دبسي إلى دمشق للمشاركة في تأسيس المسرح القومي السوري، الذي كان يهدف إلى تطوير الحركة المسرحية في سوريا وإنتاج أعمال مسرحية عالية الجودة والمستوى. وكانت ثناء دبسي من أوائل الفنانين الذين انضموا إلى هذه الفرقة.

اقرأ أيضاً: رحيل الفنانة السورية ثناء دبسي عن عمر يناهز 83 عاماً

وشاركت في عدة عروض مسرحية مهمة، مثل شيترا وأبطال بلدنا والأشباح ومروحة الليدي وندرسير ورجل القدر ومدرسة الفضائح ولو رآنا الناس معاً والأخوة كارامازوف وهواية الحيوانات والزجاجية والشرك وعرس الدم والتنين وزيارة السيدة العجوز والبخيل وأنتيغون والأشجار تموت واقفة.

وكانت ثناء دبسي تتميز بأدائها المتقن والمتماهي مع الشخصيات التي تقوم بها، وكانت تحرص على الاستعداد الجيد للدور والتحليل النفسي للشخصية والتعبير عن مشاعرها ودوافعها بطريقة مقنعة ومؤثرة، وتفضل الأدوار التي تستهويها وتمكنها من إظهار موهبتها في الإلقاء والحركة والتعبير الجسدي، وتحظى بإعجاب الجمهور والنقاد بأدائها المتميز والمتنوع.

وفي عام 1978، توقفت ثناء دبسي عن العمل في المسرح لأسباب شخصية، وغابت عن الساحة الفنية لأكثر من 20 عاماً، حتى عادت في عام 2000 بعرض مسرحي بعنوان “تخاريف” من إخراج صهرها الفنان ماهر صليبي، والذي كان عبارة عن مونودراما تتحدث فيها عن حياتها ومسيرتها الفنية وذكرياتها وآرائها في الفن والحياة.

وبالإضافة إلى المسرح، شاركت ثناء دبسي في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، التي أظهرت موهبتها وقدرتها على التأقلم مع مختلف الأنماط والأجواء الفنية.

ومن أبرز أفلامها السينمائية: المخدوعون واللجاة وقيامة مدينة وحدوتة مطر وشوية وقت، ومن أشهر مسلسلاتها التلفزيونية: أولاد القيمرية والشمس تشرق من جديد وسيرة آل الجلالي والبيت القديم والقناع وغزلان في غابة الذئاب وقوس قزح والميراث والواهمون وعشاء الوداع وعصي الدمع وزمن العار ووراء الشمس والزعيم وبنات العيلة ورحلة المشتاق.

وكانت ثناء دبسي تلقب بـ"عاشقة المسرح"، لحبها الشديد لهذا الفن وتفانيها فيه، وكانت تقول: “المسرح هو حياتي وروحي ودمي”، وكانت تعتبر أن الفن هو رسالة ومسؤولية، وأن الفنان يجب أن يكون متعلماً ومثقفاً ومتابعاً للواقع والمجتمع والإنسان.

في الجانب الشخصي، كانت ثناء دبسي متزوجة من الفنان والمخرج سليم صبري، وأم لثلاثة أبناء: ريم وثائر ويارا، التي تواصلت معها في المجال الفني، وكانت تحب زوجها كثيراً، وتقول عنه: “هو رفيق حياتي وصديقي ومعلمي ومخرجي وممثلي المفضل”، وكانت تعيش معه في دمشق، وتزور حلب بين الحين والآخر لرؤية أهلها وأصدقائها.

وفي العام 2020، تعرضت ثناء دبسي لوعكة صحية، أدخلت على إثرها إلى المستشفى، وتبين أنها تعاني من مرض خطير، ورغم ذلك، لم تفقد الأمل والتفاؤل، وظلت تتلقى العلاج والرعاية من زوجها وأبنائها وأحفادها وأصدقائها، وتتواصل مع جمهورها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتشكرهم على دعمهم ومحبتهم، وتقول: “أنا بخير وبصحة جيدة، وأنا محاطة بالحب والسعادة، وأنا ممتنة لله على كل شيء”.

وفي يوم الثلاثاء الموافق 20 فبراير 2024، فارقت ثناء دبسي الحياة، بعد صراع مع المرض، في دمشق، حيث نعاها الوسط الفني والثقافي والإعلامي السوري والعربي، ووصفوها بأنها “عاشقة المسرح” و"نجمة الدراما" و"أيقونة الفن"، وأشادوا بمسيرتها الفنية الحافلة بالأعمال المتميزة والمتنوعة، وبشخصيتها النبيلة والمحبوبة، وأعربوا عن حزنهم الشديد لفقدانها، وعن تعازيهم لأسرتها ومحبيها.

وبهذا الرحيل الأليم، فقدت الساحة الفنية السورية والعربية إحدى ألمع نجماتها، التي أضاءت الفن بأعمالها الرائعة والمتنوعة، والتي أثرت الوجدان العام بأدائها المتقن والمؤثر، والتي أسعدت الناس بموهبتها وشخصيتها وروحها الجميلة، فيما تبقى ثناء دبسي حاضرة في قلوب محبيها ومعجبيها، وفي ذاكرة الفن السوري والعربي، كعاشقة للمسرح ونجمة للدراما وأيقونة للفن.

ليفانت-خاص

إعداد وتحرير: أحمد قطمة

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!