الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • تغريدات إسرائيلية تفتح الشهية السورية لرئاسة الجمهورية

تغريدات إسرائيلية تفتح الشهية السورية لرئاسة الجمهورية
تغريدات إسرائيلية تفتح الشهية السورية لرئاسة الجمهورية

إعداد وتحرير: مرهف دويدري


منذ عدة أيام، بات التويتر هو ساحة السجال بين السوريين، حول تغريدة أطلقها إعلامي إسرائيلي يدعى "إيدي كوهين"، والتي تحدّث فيها عن انتهاء بشار الأسد في تموز من هذا العام، أي بعد عشرين عاماً بالتمام والكمال منذ توريثه سوريا خلفاً لأبيه الطاغية "حافظ الأسد"، وبعد انطلاقة الثورة السورية كان الشعار الأشهر والذي جمع السوريين جميعاً هو "الشعب يريد إسقاط النظام"، مؤكّدين أن الإسقاط لكامل رموز النظام وعلى رأسهم بشار الأسد.



ومنذ بداية الثورة انتشرت آلاف الشائعات عن النظام السوري، أهمها هروب بشار الأسد عشرات المرات خارج سوريا، أو اغتياله في قصره من قبل حرسه الخاص، أو شفاءه بعد إصابته بالشلل، واستهداف موكب الأسد بعد كل صلاة عيد وووو إلخ، من هذه الشائعات التي بات السوريين يضحكون منها، أو تلك التي تكون مبعث سخرية، ولعل أكثرها انتشاراً على الإطلاق (انشقاق ناب الرئيس فاروق الشرع)، والتي باتت من مصطلحات المبالغة في يوميات السوريين. تغريدات إسرائيلية


وبالعودة لما غرّد به الإعلامي الإسرائيلي "إيدي كوهين"، حول انتهاء بشار الأسد وأنّ البديل سيكون شخصاً يدعى "فهد المصري" وهو رئيس المكتب السياسي لما يُعرف بـ "جبهة الإنقاذ الوطني في سورية"، عاد السجال بين السوريين حول أسماء طرحت أو ستطرح لخلافة بشار الأسد في الرئاسة، وكأن  بشار الأسد قد انتهى بالفعل، وما هي إلا مسألة وقت، وأنّ البديل بات جاهزاً بحسب الرأي الإسرائيلي. حيث باتت هناك قناعة لدى معظم السوريين أن رئيس سوريا يجب أن يمرّ عبر القناة الإسرائيلية، وبالقوة الدافعة الأمريكية والمباركة البريطانية، وتراهم يعودون بشكل فوري إلى التاريخ وكيف وصل حافظ الأسد للحكم وكيف "باع الجولان" عندما كان وزيراً للدفاع، حيث كان قبل سنتين في بريطانيا يتلقّى تعليمات ما يجب عليه فعله، وكذلك حدث مع ابنه الوريث بشار عندما استلم البلاد بموافقة الدول الكبرى عبر صمتها على هذا الانتقال المشين في بلد جمهوري. تغريدات إسرائيلية



باتت هذه السجالات عن خليفة بشار الأسد، وانتهاء فترة حكمه إحدى أدوات التسلية للسوريين، الذين لم يعد لهم سوى الفيسبوك والتويتر من متنفّس بعد فرض الحظر الصحي وحظر التجوّل بسبب كورونا، ولعل هذه السجالات جاءت بفائدة لكسر الملل، والدخول في تأويلات وتحليلات وافتراضات ستمتدّ أياماً وأسابيع، حتى ينتهي حظر التجول بسبب كورونا، ويكون بذلك "إيدي كوهين" قد قدّم تسلية للسوريين دون تكاليف عالية سوى تغريدات، وتغريدات مضادة!



  • التغريد والتغريد المضاد في ساحة التويتر


غرّد "إيدي كوهين" في 2 نسيان/إبريل على حسابه الشخصي في تويتر: "هل هذا الشخص فهد المصري هو الذي سيحكم سورية بعد هلاك بشار الاسد؟" لتأتي الردود بين رافض لهذا المنطق، واعتبار أن من يحدد الرئيس المقبل لسوريا هو صندوق الانتخابات، وبين مستنكر طرح اسم المصري كبديل للأسد، ومنهم مؤيد لهذا الطرح واعتباره إختياراً جيداً.


https://twitter.com/EdyCohen/status/1245745197675356160


ودون رد مباشر من فهد المصري على تغريدة كوهين، كتب تغريدة على حسابه الشخصي في تويتر في 3 نسيان/إيريل ": واهم من يظن أن بشار الأسد سيرحل، بل سيقتل وسيكون محظوظاً، لو لاقى مصير صالح أو القذافي الحيوان بعد صالح وصالح مات مقتولا وهذا وعد" لكنه استدرك وكتب تغريدة مشاركاً فيها رداً على كوهين على حسابه في فيسبوك "ولا علينا أن ندرك أن الدكتور إيدي كوهين هو باحث وأستاذ جامعي في جامعة بار إيلان وليس مجرد مغرد وناشط على وسائل التواصل الاجتماعي، هو باحث معتبر في أحد اهم مراكز الأبحاث الاسرائيلية و من المعروف أن مراكز الأبحاث والأجهزة في اغلب الدول، تلجأ لقياس الرأي العام لدى جماهير وشرائح معينة من الناس، واستطلاع الآراء بطرق مختلفة لاستشفاف الرأي والمزاج العام". تغريدات إسرائيلية


ثم يؤكد المصري في رسالته: "ليس المهم من سيكون بديل الأسد المهم هو أن تقتنع الدول، ويقتنع قسم من السوريين، بوجود بدائل وطنية حريصة على مصلحة للشعب السوري، وتحقق التوازنات وتنقذ سورية وشعبها من الحضيض الذي وصلت إليه" مستدركاً: "لا يجوز لأحد أن يفرض على الشعب السوري خياراته".



وكالعادة لا بد من مشاركة لمذيع الجزيرة "فيصل القاسم في هذا الحوار البيزنطي، الذي بات تسلية للسوريين حيث كتب القاسم على تويتر: "إيدي كوهين يقترح فهد المصري رئسيا لسوريا، على أساس أن فهد يطالب بالتطبيع مع إسرائيل.لكن المسكين فهد لا يستطيع التنافس مع الأسد على خدمتكم مطلقاً وأنت تعرف يا كوهين أنكم لن تجدوا أحدا الآن ولا بعد١٠٠ سنة يمكن أن يقدم لكم الخدمات التاريخية التي قدمها نظام البعص الأسدي.خلي الطابق مستور" وكأنه يعرف ما لا يعرفه كوهين أو السوريين، وهو بشكل أو بآخر يرّوج ذات الشائعة التي خرج بها كوهين على السوريين، وهذا الكلام الذي يتحدث بطريقة ساخرة لا معنى لها في عالم السياسة، ليستدرك أنه روّج هذه التغريدة بطريقة تظهر أنه غير راضٍ عن هذا الكلام، ليرد عليه فهد المصري " دكتور فيصل. تحياتي. أنا لم ارشح نفسي للرئاسة وإنما طرحت مشروعاً وطنياً كبديل للنظام. ولم أطلب لا من إسرائيل ولا غيرها أن ترشحني وتعتبرني بديلاً. وهذا أمر لا علاقة لي به . الرئيس يختاره السوريون أنفسهم ولو وضعني العالم كله رئيساً لرفضت إن لم يكن الشعب السوري يرضى ذلك" وبات الردود تأخذ طابع الصد والرد على التويتر ليحوّل القاسم حسابه على التويتر إلى حلبة صراع كما برنامجه "الاتجاه المعاكس" والذي يستمتع به من خلال الصراعات المجانية بين الأطراف وتأجيج الخلافات. تغريدات إسرائيلية



  • ساحة الـ"فيسبوك" تدخل على خط الرئاسة


في كل مرة يكون لرواد الفسيبوك مساحة واسعة من السخرية، حول الكثير من الشائعات أو الصراعات بين من يعتبرون أنفسهم رجالات سياسة وقادة الحاضر والمستقبل، وكان آخرها ترشيح "أيدي كوهين" لـ"فهد المصري" لرئاسة سوريا، حتى باتت بعض الحسابات تطرح أسماء عديدة في مقابل فهد المصري، على اعتبار أن أي سوري يحق له وبشكل شرعي أن يكون رئيساً لسوريا، حيث أُعيد طرح اسم "عبد الله الحمصي"، الذي طرح نفسه رئيساً لسوريا في انتخابات عام 2021 كحق شرعي له، والفنان جمال سليمان الذي أبدى في إحدى مقابلاته أنه لا يمانع من الترشح للرئاسة في سوريا فهذا حقه كمواطن، أما "جمال ابو الورد" عالم الرياضيات الذي حصل منذ عامين على الجنسية التركية أيضاً أعلن في وقت سابق نيته الترشح لرئاسة سوريا، وقد بدأت السخرية من الأسماء المطروحة ليس لأنه لا يجوز ترشيحهم أو أنه لا يوجد بديل لبشار الأسد كما تقول الموالاة، ولكن هؤلاء يعملون على مبدأ (تقسيم جلد الدب قبل ولادته وليس قبل صيده) فمازال الطريق طويلاً على ما يبدو في ظل الدعم الروسي لنظام الأسد.



كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!