الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • تعرّف إلى “المحسن الكبير” رامي مخلوف.. وإمبراطوريته الخيرية!

تعرّف إلى “المحسن الكبير” رامي مخلوف.. وإمبراطوريته الخيرية!
بشار الأسد_ رامي مخلوف

ليفانت- خاص

نور مارتيني



بعد مقاطع الفيديو الأخيرة، التي تحدّث فيها رامي مخلوف عن “أعماله الخيرية التي تملأ الآفاق”، وفي ظلّ “النفحات الإيمانية”، التي تتجلّى في ملامح مخلوف وفي خطابه الموجّه من جبال “صلنفة” بحسب بعض المصادر، بات من الضروري التعرّف إلى هذا “المحسن الكبير”، وحجم إمبراطوريته المالية والخيرية، وعن سبب التلويح مراراً بورقة “الفقراء”، ونوعيّة المساعدات الخيرية” التي تقدّمها راماك وغيرها. رامي مخلوف



حيث تشير بعض المصادر الإعلامية إلى أنّ فيلا “مخلوف” في “يعفور”، قد تعرّضت للمداهمة قبيل بثّه لتسجيل الفيديو الثاني، الذي جاء الخطاب فيه أكثر حدّة، ولهجة التهديد أشدّ وضوحاً، ليتمّ تداول أنباء عن القبض على إيهاب شقيق رامي على الحدود السورية -الأردنية، إلى جانب شخصيات أخرى من رجال الأعمال المقرّبين منه، فيما يجري الحديث عن مؤازرة القوات الروسية لحملات الدهم التي استهدفت كبار موظفي وإداريي “سيرياتيل”، المملوكة لرامي مخلوف، والذين ذهب البعض إلى أنّهم ليسوا بموظفين، وإنما كبار أعوانه من الشبيحة، وهو ما يمكن التدليل عليه من خلال طبيعة عمل جمعياته الخيرية التي هدّد بها رئيس النظام السوري، في حال عدم الاستجابة لمطالبه!


اقرأ المزيد: عقوبات على مخلوف..والحجز يطال شركة نفطية هذه المرة


من الواضح أنّ مخلوف وقع في الفخّ الروسي، فبعد أن تمّ توريطه بشراء عدد ضخم من العقارات في روسيا، والتي تعتبر ملاذاً آمناً لمافيات العالم، ومع حصار العقوبات الأوروبية والأمريكية التي لم تترك لرامي مخلوف والطغمة الحاكمة في سوريا ملاذاً آخر، اضطرّ مخلوف إلى نقل الكثير من الأموال إلى روسيا، متحضّراً للسيناريو الأسوأ من قبل ابن عمته، بشار الأسد، ولكنّه لم يتوقّع أن يجد إمبراطوريته المالية بأكملها مهدّدة بالانهيار، والتي تعتبر شركة “سيرياتيل” عمادها”.


من هو رامي مخلوف؟


يشغل مخلوف منصب رئيس مجلس إدارة “شركة سيريتل موبايل تيليكوم”، وشريك مؤسس ورئيس مجلس إدارة “شركة راماك للمشاريع التنموية والإنسانية المساهمة المغفلة القابضة الخاصة” في سورية، كما أسّس “جمعية البستان الخيرية”.



إلى ذلك، فهو هو شريك مؤسس في “شركة سيريتل للخدمات والاستشارات” في سورية، ويمتلك 1,000 سهم في الشركة بنسبة 10%، وشريك مؤسس في “شركة صروح” في سورية، ويمتلك 28,778 حصة في الشركة بنسبة 28.78% سورية، وشريك مؤسس في “الشركة السورية لخدمات الاتصالات”، ويمتلك 75 حصة في الشركة بنسبة 75%.

يعتبر رامي مخلوف من أغنى أغنياء سوريا، وقد قدرت ثروته الشخصية في عام 2008 بنحو 6 مليارات دولار أمريكي، ويشارك في العقارات والمصارف ومناطق التجارة الحرة على طول الحدود مع لبنان، والأسواق الحرة، والمتاجر الفاخرة.

وتشير المصادر إلى أنّ رامي مخلوف كان ضمن مجموعة من المحتكرين الصغار، لكن نشاطه تمدّد بسبب توسع القطاع الخاص السوري في عام 1990، حيث كان الأسد الأب يعتمد على آل مخلوف لدعم ابنه من الناحية المادية دون تدخلهم في الحياة السياسية، ويتمتع رامي وأخوه إيهاب بإعفاءات تامة من الرسوم الجمركية ويقوم بدوره بتوزيعها على التجار.


 



 


الجمعيات الخيرية..البستان وراماك


في الفيديو الأخير، بدت لهجة رامي مخلوف أشدّ حدّة، حيث حذّره من “عقاب إلهي كتير صعب”، إذ قال في مقطع الفيديو الذي انتشر البارحة: ” “وضع البلد كتير صعب، وسيكون هناك عقاب إلهي كتير صعب، فيه هون منعطف مخيف، بدأت الأجهزة الأمنية تعتقل موظفينا، الأجهزة بدأت تأتي على شركات رامي مخلوف، اللي كان أكبر داعم وخادم وراعي لهذه الأجهزة… بلشت تنقلب الأمور”.

وإذا ربطنا مفهوم “العقاب الإلهي”، بحديثه السابق عن راماك الإنسانية التي تستحوذ على 70% من أرباح شركة سيرياتيل وفق مزاعم رامي مخلوف، يتضح أنّ هذه النسبة هي ذاتها التي تذهب لتمويل كتائب “الشبيحة”، المعروفة باسم “الدفاع الوطني”، وهو ما يعرفه السوريون الذين خبروا أعماله الخيرية جيداً، ومن هنا يمكن التوقّع بأن العقاب المنتظر هو اشتباك بين الشبيحة وأجهزة الأمن السورية، على غرار ما فعله رفعت الأسد سابقاً.

أما جمعية البستان، فقد بدأ نشاطها في السويداء منذ ربيع عام 2012 تحت قناع العمل الخيري بعد صحوة رامي مخلوف المزعومة، حين ادّعى على شاشات التلفزة تخليه عن معظم ثروته المنهوبة وتقديمها في أعمال الخير. وسرعان ما بدأ الحاملون لمشروع “البستان” في المحافظة بتشكيل جناحها العسكري. وبرزت عمليات التسليح لعناصر انشقت عن الحزب السوري القومي الاجتماعي مع منسق للحزب، لكنهم أبقوا على اسم الحزب في حيازتهم. وفي ما بعد أخذت “البستان” بسحب عناصر من حزب البعث لصالحها، مقدّمة لهم إغراءات أمنية ومالية، بدفع راتب بحدود 15 ألف ليرة سورية، ما كان يعادل حينها 300 دولار تقدّم شهرياً للمنتسب الواحد، شرط الانسحاب من حزب البعث وانضمامهم إلى الحزب القومي السوري الجديد، حتى بلغت أعدادهم قرابة 300 عنصر.

هؤلاء العناصر، الذين يطلق عليهم أهالي السويداء اسم “جماعة الجوية”، عملوا على نشر الفوضى، وارتكاب جرائم النهب والسلب في المناطق التي يتواجدون فيها، وهم ممن يحصلون على مساعدات خيرية من مخلوف!


أبراج موسكو…والملاذات الآمنة


تشير المصادر إلى أنّ مخلوف لا يثق بأنّ شخصاً ما غير بشار الأسد، لديه حصانة في سوريا، وهو ما يبرّر سعيه لإخراج ثروة آل مخلوف خارج البلاد.

حيث إنّ عقوبات كثيرة فرضت على مؤسسات مخلوف وشركاته، وصلت لدرجة فرض عقوبات على شركة نفطية مرتبطة به في لبنان، حيث نشر موقع “سناك سوريا”، نص قرار لحجز لشركة آبار “بتروليوم سيرفيس” المسجلة في بيروت، التي تعمل في صفقات نقل الوقود والمواد النفطية، وقد ورد اسمها في قائمة العقوبات الأميركية. وحسب القرار، فإن الحجز الاحتياطي جاء ضماناً لحقوق خزينة الدولة من الرسوم والغرامات المتوجبة في قضية تعود لعام 2019، فيما نفى “مخلوف” ارتباطه بالشركة. وقال الموقع إن “قرار الحجز الجديد يظهر أنه لا تزال هناك رسوم وغرامات لم يتم تسديدها، ما استدعى الحجز على أموال الشركات والأشخاص الواردة أسماؤهم في القضية

فيما أوضح تحقيق أجراه موقع “غلوبال ويتنس”، في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام المنصرم، أنّ عائلة وأقرباء الأسد، يمتلكون شققاً فاخرة في منطقة ناطحات السحاب بموسكو.

وبحسب التقرير فإنّ سعر هذه الشقق يصل إلى 40 مليون دولار، إذ اشترى أبناء عمومة الأسد من عائلة مخلوف نحو 19 شقة في ناطحتين سحاب في موسكو، في الفترة بين ديسمبر 2013 ويونيو 2019.

كما لفت التقرير إلى أن عمليات الشراء قد تهدف إلى غسيل الأموال من سوريا إلى روسيا، حيث تم رصد شبكات معقدة من الشركات والقروض اللبنانية في عملية الشراء.


اقرأ المزيد: هل أصبح رامي مخلوف في قبضة الأمن السوري، أم أنّها مناورات ما قبل التسوية؟!


فيما أوضح محلل سياسي لفينانشيال تايمز أن عائلة مخلوف ربما اشترت الشقق في موسكو خوفا من أن تمتد يد الأسد لثورة العائلة، “فلا أحد يشعر بالآمان في العاصمة السورية دمشق باستنثاء الرئيس”، على حد تعبيره.


وثائق بنما..تبييض أموال وسرقات دولية


ورد اسم رامي مخلوف في وثائق بنما، التي تضمّنت ادعاءات بـ”تورط” عدد كبير من الشخصيات العالمية بينهم 12 رئيس دولة سابق وحالي، و143 سياسياً، في “أعمال غير قانونية” مثل “التهرب الضريبي”، و”تبييض أموال” عبر شركات “أوفشور”، وأطلق اسم “وثائق بنما” على تلك التسريبات التي تعد الأكبر من نوعها حتى الآن.


 


وبهذا الصدد، أشارت صحيفة “لو موند” الفرنسية، إلى أن بنك “إتش إس بي سي”، استمرّ في تقديم خدمات مالية لشركة ” Drex Technologies” التي يمتلكها مخلوف، حتى بعد فرض العقوبات الأميركية بعامين.

حيث أنّ البنك واصل تعامله مع مخلوف حتى أيلول 2011، رغم فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليه بداية من أيار من نفس العام. وأظهرت الوثائق أن مقرّ إدارة البنك في لندن، كان على علم بالعلاقة مع رامي مخلوف.


اقرأ المزيد: رسائل رامي مخلوف المبطنة: أنا جاهز لفتح الأوراق كلها يا سيادة الرئيس!

فيما قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، أن الوثائق كشفت استمرار البنك المذكور في تقديم خدمات لرامي مخلوف، بعد فرض الولايات المتحدة الأميركية عقوبات عليه عام 2008.

كما أظهرت الوثائق قيام مخلوف بإيداع مبلغ 10.5 مليار جنيه استرليني على الأقل عام 2006 ، في حسابات سرية، بفرع البنك في سويسرا.

وهو مايعني أنّ مخلوف قد احتال مراراً على العقوبات الدولية المفروضة عليه، ولعلّ جهات دولية هي من كانت تدبّر الغطاء لحمايته، أو للتعمية عن انتهاكاته المستمرّة للعقوبات.


لم يصدف من قبل أن يكون مسلسل رعب يحمل طابعاً كوميدياً، ولكنّ سجالات النظام ورامي مخلوف لا تخرج عن هذا الإطار، فبقدر الكوميديا المبتذلة في مقاطع الفيديو التي يبثّها مخلوف مظهراً شخصية متديّنة وورعة، بقدر ما يتفاقم الخوف لدى العامة المغلوبين على أمرهم مما ينتظر الشارع إذا احتدم الصراع على الثروة بين الأطراف التي لا تجد منقذاً لها من أزماتها الاقتصادية إلا المتاجرة بدماء الشعب!

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!