الوضع المظلم
الأربعاء ٢٣ / أبريل / ٢٠٢٥
Logo
  • تظاهرات شمال سوريا تطالب بفتح ممرات الإغاثة للساحل

  • تحمل حركة الاحتجاج في الحسكة رسالة ذات أبعاد إنسانية ووطنية تتجاوز الخلافات السياسية وتؤكد على وحدة المصير المشترك للسوريين
تظاهرات شمال سوريا تطالب بفتح ممرات الإغاثة للساحل
صورة للتظاهرات \ مصدر الصورة: المرصد السوري لحقوق الإنسان

تجمع عشرات المواطنين من أبناء مدينة الحسكة، في وقفة احتجاجية اليوم، تعبيراً عن رفضهم لعرقلة وصول المعونات الإغاثية إلى مناطق الساحل السوري، حيث تشهد تلك المناطق تدهوراً ملحوظاً في الظروف الحياتية والإنسانية.

وتحمل هذه الاحتجاجات رسالة مزدوجة تجمع بين التضامن الإنساني والموقف السياسي، في ظل تصاعد التوترات الميدانية والإدارية.

ورفع المشاركون في الوقفة الاحتجاجية شعارات تدين منع مرور الشحنات الإغاثية المرسلة من قاطني مناطق "الإدارة الذاتية" باتجاه الساحل السوري عبر نقاط التفتيش التابعة لسلطات دمشق، مطالبين الجهات المختصة بتسهيل عبور المساعدات الإنسانية للمتضررين في مناطق الساحل.

وتعكس هذه المطالبات الشعبية حالة من الوعي الجمعي بضرورة تجاوز الخلافات السياسية لصالح الاعتبارات الإنسانية في ظل الأزمات المتلاحقة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقرير حديث، باستمرار الحواجز الأمنية التي تديرها حكومة دمشق، ولليوم السادس على التوالي، في إعاقة دخول قافلة إغاثية قادمة من شمال وشرق سوريا نحو المناطق الساحلية، في وقت تعاني فيه هذه المناطق من تسارع وتيرة التراجع في الأوضاع المعيشية والإنسانية، وسط قصور واضح في الاستجابة الحكومية الفعالة.

ويبرز هذا الوضع إشكالية التعامل مع المساعدات الإنسانية كورقة سياسية رغم الحاجة الماسة لها في ظل غياب البدائل الفعالة لتخفيف معاناة المدنيين.

وتضم القافلة المحتجزة أكثر من 13,500 سلة تحتوي على مواد غذائية وصحية، كانت مخصصة للتوزيع على العائلات المنكوبة في الساحل السوري، عقب الأحداث الدامية التي شهدتها المنطقة في 7 و8 آذار الماضي، والتي أدت إلى سقوط قرابة 1676 ضحية مدنية من أبناء الطائفة العلوية، وفقاً لتوثيقات المرصد السوري، بينما استمرت نقاط التفتيش الأمنية في منع عبور القافلة، دون إصدار أي بيان توضيحي رسمي.

وتضاعف هذه العراقيل اللوجستية من حجم المأساة الإنسانية التي تعيشها المناطق المتضررة، وتزيد من صعوبة إدارة الأزمة بالوسائل المتاحة محلياً.

ويندرج إرسال هذه المساعدات ضمن الجهود الإنسانية العاجلة للتخفيف من وطأة الظروف القاسية التي يواجهها المدنيون، في خضم النقص الحاد بالمستلزمات الأساسية وتراجع الخدمات الصحية، مما ضاعف من حجم المعاناة التي تكابدها آلاف الأسر.

وتمثل هذه المبادرات الإنسانية جسراً للتواصل بين مختلف المناطق السورية رغم الانقسامات السياسية والعسكرية القائمة منذ سنوات.

وعبر المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ترحيبه بهذه المبادرة، معتبراً إياها تجسيداً للتضامن الإنساني الذي يعبر عن روح الأخوة والتكافل بين مختلف مكونات المجتمع السوري، وخطوة بناءة نحو تعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة التصدعات والتحديات المتعددة التي تمر بها البلاد.

وتؤكد هذه المواقف على أهمية تحييد العمل الإنساني عن الصراعات السياسية، وضرورة فتح الممرات الإنسانية بين مختلف المناطق السورية لتخفيف معاناة المدنيين أينما كانوا.

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!