الوضع المظلم
الثلاثاء ٢٣ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • تشريعات أوروبية ومستشار "محارب للإخوان" في النمسا.. قراءة في الإجراءات الأوروبية المحتملة ضد الإخوان

تشريعات أوروبية ومستشار
الإخوان المسلمين
في خضم إجرءات متسارعة تتخذها القارّة الأوروبية لمواجهة نشاط جماعة الإخوان الإرهابية، شهد الأسبوع الماضي عدداً من التطورات التي ستنعكس بشكل كبير على هذا الملف، ومن شأنها تعزيز الجهود الأوروبية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرّف وفق الاستراتيجية الشاملة التي أقرّها الاتحاد الأوروبي نهاية عام 2020.

وأبرز هذه التطورات بالترتيب كان الموافقة من جانب الهيئة العليا للحزب الحاكم على تعيين كارل نيهامر مستشاراً جديداً للنمسا، وهو وزير الداخلية السابق، ورجل أمني من طراز رفيع له تاريخ طويل في مواجهة الإرهاب والتطرف، وفي القلب منه التغلغل الإخواني، وبالعودة قليلاً إلى الوراء نجد القرار الثاني الصادم بالنسبة للتنظيم الدولي للإخوان ممثلاً في إعلان بريطانيا حظر حركة حماس، أحد أذرع الإخوان الدولية، فضلاً عن إعلان فرنسا تعزيز الإجراءات التي تستهدف تطويق نشاط التنظيمات الإرهابية في الداخل.
صدمة التنظيم

الإخوان المسلمين الإخوان المسلمين \ مصدر الصورة: ليفانت نيوز

وفي أول مؤتمر صحفي، حمل خطاب نيهامر "صدمة" لتنظيم الإخوان وغيره من تنظيمات الإسلام السياسي، إذ قال "علينا الحفاظ على مسارنا فيما يتعلق بسياسة الهجرة والأمن. والمسؤولية والتضامن والحرية هي المفاهيم الأساسية الثلاثة بالنسبة لي".
وقرأ مراقبون تحدثوا لـ"ليفانت"، التناسق، غير المباشر، بين التحركات الأوروبية على أنه يدعم خيارات مواجهة الإخوان الإرهابية التي تتخذ من القارة العجوز ملاذاً آمناً لنشاطها الاقتصادي والسياسي على مدار السنوات الماضية، خاصة بعد سقوطها تباعاً من الحكم في الدول العربية ووضعها على قوائم الإرهاب.

تطويق للتنظيمات المتطرّفة

من جهته يقول الدكتور جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، إن تعيين وزير الداخلية السابق في النمسا، كارل نيهامر، مستشاراً عاماً في البلاد، يمثّل صفعة قوية لجماعات الإسلام السياسي ولتنظيم الإخوان المصنّف كإرهابي في عدة دول.
وفي تصريح لـ"ليفانت"، يقول محمد إن مواجهة تغلغل جماعة الإخوان في المجتمعات الأوروبية كانت سبباً في إقرار وتعزيز كثير من التشريعات في النمسا وأوروبا بوجه عام، خلال الفترة الماضية، وكذلك كان وراء قانون حظر رموز الشعارات المتطرّفة والإسلام السياسي، في يوليو الماضي، من جانب البرلمان النمساوي.
ويرى رئيس المركز الأوروبي أنّ وضع الإخوان في ظلّ المستشار المرشح كارل نيهامر سيكون هناك إجراءات أكثر لتضييق الخناق على الإخوان، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات تأتي في سياق عام يتعلّق بالمواجهة الأوروبية في عدة دول، منها فرنسا وألمانيا والنمسا، لنشاط الإخوان الإرهابي.

ويتوقع محمد أن تشهد خريطة الإسلام السياسي تغيراً شاملاً في النمسا مع بداية عهد المستشار الجديد، كما ستشهد تطويقاً كبيراً لنفوذ جماعة الإخوان داخل البلاد.

أنشطة خفيّة يتم تعقبها

ويقول السياسي الألماني حسين خضر، رئيس مجلس الاندماج وعضو مجلس مدينة هيدنهاوزن الألمانية، إن أوروبا تتصدّى في الوقت الراهن لمحاولات جماعة الإخوان وبعض المتحالفين معها للوصول إلى مراكز السلطة والنفوذ خلال العمل في مجالات العمل العام والسياسي، دون الإعلان عن ذلك بشكل رسمي، ولكن هناك محاولات لا تنتهي من جانب أعضاء التنظيم ليصبحوا جزءاً من ركائز صناعة القرار في المجتمع الأوروبي.

وفي تصريح لـ"ليفانت"، يوضح السياسي الألماني من أصل مصري، أن هناك العديد من المنظمات السرية التي ينكر أعضاؤها أي علاقة لهم بتنظيم الإخوان لكنهم يعملون معاً لتحقيق أجندات محددة تخدم أهداف التنظيم الدولي للجماعة، ويذكر على سبيل المثال وليس الحصر، تحقيق مكتب المدّعي العام في غراتس حالياً مع ما لا يقل عن 30 من الإخوان المسلمين المشتبه بهم الذين تم تفتيشهم في 9 نوفمبر 2020 كجزء من "عملية الأقصر"، وهي عملية تطهير دشنتها السلطات النمساوية قبل عدة أشهر لملاحقة خلايا التنظيمات الإرهابية داخل البلاد وتتبع أنشطتهم ومصادر تمويلهم، مشيراً إلى أن جميع المتهمين ينفون أنهم ينتمون إلى هذه الجماعة.

ويشير خضر إلى أنه وفقاً لتقرير جديد مؤلف من 280 صفحة، أنشأت الجماعة جهازاً سرياً في جميع أنحاء أوروبا، يخفي أعضاؤه عن عمد عضويتهم، التقرير المعنون "هيكل عموم أوروبا للإخوان المسلمين"، ونشره مركز توثيق الإسلام السياسي الذي أنشأته الحكومة النمساوية، يستند إلى نتائج بحث على مدى عقدين من الزمن، بالإضافة إلى معلومات محدثة من وثائق الشركة، مصادر عربية ومقابلات مع أعضاء سابقين.

ووفقاً للتقرير، هناك هيكل مرئي وسري للإخوان المسلمين في أوروبا. بينما الأعضاء "الحقيقيون" يتعاونون سراً مع التنظيم لأغراض سياسية، من ناحية أخرى هناك جمعيات وطنية ودولية ظاهرة قاموا بتأسيسها، وتسعى مثل هذه المنظمات الإسلامية إلى الجمهور، وغالباً ما تدّعي أنها التمثيل الرسمي لجميع المسلمين، هناك أيضاً المنظمات الأوروبية الجامعة، مثل FEMYSO، وهي شبكة أوروبية من الشباب المسلم والمنظمات الطلابية التي يقال إنها الشباب المسلم في النمسا (MJÖ) ينتمون إليها مؤقتاً.


ويقول خضر إن "هناك مجموعة من النشطاء والمنظمات المرتبطة بالإخوان المسلمين في كل دولة أوروبية تقريباً. في الوقت نفسه، هناك هيكل لعموم أوروبا يتيح درجة معينة من التنسيق والتواصل. الهياكل الأوروبية يقودها بضع مئات من النشطاء ذوي المؤهلات العالية والمتصلين بالشبكات".

ليفانت - رشا عمار

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!