-
تركيا وروسيا تجريان مناقشات بشأن استخدام المجال الجوي في إدلب
نشر موقع اندبندنت عربية تقريراُ حول تداعيات التصعيد التركي الروسي في إدلب وتطورات المواقف التي باتت على شفير الهاوية من حرب قد تكون على المستوى الدولي خاصة بعد إعلان حلف الناتو دعمه التام للحكومة التركية في إدلب بمواجهة روسيا والنظام السوري، حيث قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار لتلفزيون “سي.إن.إن ترك” أمس الخميس، إن تركيا وروسيا تجريان مناقشات بشأن استخدام المجال الجوي السوري بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا، مشيراً إلى أنه يمكن التغلّب على المشكلة إذا “تنحت” روسيا جانباً.
وأضاف أكار أن المسؤولين الروس والأتراك بإدلب أجروا حواراً جيداً، مضيفاً أن تركيا لن تقبل بأي مقترحات لنقل مواقع المراقبة الخاصة بها في المنطقة. في المقابل، أوضح وزير الدفاع أن بلاده لا تنوي الاشتباك مع القوات الروسية في إدلب، وأن الهدف الوحيد هو قوات الحكومة السورية، معلناً ان الولايات المتحدة قد ترسل منظومة باتريوت الدفاعية لتركيا لاستخدامها في إدلب. وقال “ستقوم تركيا بتفعيل منظومة إس-400 الروسية ولا ينبغي الشك في ذلك”.
في سياق متصل، أعلنت تركيا أن جنديين تركيين قتلا وأصيب خمسة في ضربات جوية نفذها النظام السوري قرب إدلب في شمال غربي سوريا، وأضافت أن أكثر من 50 جندياً سورياً قتلوا في الرد على ذلك، وأوضحت وزارة الدفاع التركية في بيان أن ردها دمر أيضاً خمس دبابات ومدرعتين لنقل الجنود وشاحنتين مدرعتين ومدفع هاوتزر.
وكان “الجيش الوطني السوري” التابع للمعارضة أعلن أنه أطلق بمساعدة قوات تركية خاصة تساندها دبابات، هجوماً برياً جنوب شرقي إدلب. كما أفادت وسائل إعلام روسية بأن “الجيش السوري دمّر عربات للجيش التركي أثناء محاولتها التقدم باتجاه قرية النيرب” في ريف حلب. وذكرت مصادر مأذونة أن “الجيش الوطني السوري” بات يسيطر على أجزاء من مدينة النيرب.
ميدانياً أيضاً، قصفت طائرات حربية روسية بلدات تسيطر عليها المعارضة في شمال غربي سوريا مرة أخرى الخميس بينما دعمت المدفعية التركية هجمات مقاتلي المعارضة في أنحاء أخرى في الوقت الذي واجه مسؤولون من البلدين صعوبة في التوصل لتسوية من أجل وقف التصعيد في الحرب السورية.
إقرأ المزيد: تدمير دبابتين وعربة “BMB” للنظام السوري
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الخميس 20 فبراير، أفاد بدخول رتل عسكري تركي جديد من معبر كفرلوسين شمال إدلب، يتكوّن من 80 شاحنة وعربة مصفحة ودبابات. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “القوات التركية أنشأت نقطة عسكرية جديدة في قرية بزابور في جبل الزاوية”، وأضاف أنهم تمركزوا في أعلى قمة النبي أيوب الاستراتيجية التي تشرف على مناطق جبل الزاوية وسهل الغاب، إضافةً إلى أجزاء من طريق حلب-اللاذقية الدولي، كما أنشأت تلك القوات نقطة عسكرية بالقرب من بلدة بسنقول، الواقعة على الطريق ذاته المعروف بـ”M4″، ليرتفع عدد النقاط التركية في منطقة “خفض التصعيد” إلى 39.
وكان المرصد أشار في وقت سابق، إلى أن أنقرة عمدت إلى إخلاء مواقع جديدة في ريف بلدة تل تمر بعد أسبوع من انسحابها من مناطق عدّة هناك، كما أقدموا على إحراق مقراتهم قبيل الانسحاب.
كذلك، تناولت وكالة “رويترز” التطورات الأخيرة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، في تقرير ذكرت فيه أن “أنقرة على شفا مواجهة مباشرة مع جيش النظام المدعوم من قوات روسية”. وذكرت الوكالة أن قوات تركية احتشدت بالفعل داخل منطقة إدلب ويتوجه المزيد منها إلى المنطقة الحدودية، “ما يجعل تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي، وسوريا، على شفا مواجهة مباشرة”.
ونقلت “رويترز” عن مصدر عسكري من المعارضة، قوله إن “هناك 15 ألف جندي تركي في شمال غربي سوريا الآن بعد تدفق عددٍ كبيرٍ من قوافل التعزيزات والأسلحة على المنطقة في الأيام الأخيرة”. وأضاف “لا يمكنكم تخيّل حجم التعزيزات التركية، أصبح نصف بلدة ريحانلي (الحدودية التركية) مليئاً بقوات كوماندوس مستعدة لدخول سوريا”. وأردف “إنهم يجهزون قواتهم لساعة الصفر، من المتوقع أن تبدأ العمليات في أي وقت”.
ولكن، وعلى الرغم من توالي هذه التصاريح العالية السقف، كشف وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو، الخميس، عن أن “هناك تقارباً مع موسكو في محادثات سوريا، لكنه ليس على المستوى المطلوب بعد”. وقال “سنكثّف المحادثات مع روسيا بشأن إدلب في الأيام المقبلة”. كما ذكر مسؤول تركي، الخميس، أنّ أنقرة وموسكو تناقشان احتمال تنفيذ دوريات مشتركة حول إدلب، كخيار لضمان أمن المنطقة، كاشفاً عن “اجتماع سيُعقد في طهران الشهر المقبل يضم تركيا وروسيا وإيران لبحث الأوضاع في المحافظة السورية، كما أن وفداً روسياً قد يتوجه إلى أنقرة قبل ذلك”.
إقرأ المزيد: المعركة في إدلب بدأت وحلف الناتو يدعم تركيا
وفي هذا الشأن، قال الكرملين، إن أي مواجهة بين القوات التركية والسورية ستكون “أسوأ سيناريو”، وإن روسيا ستواصل العمل على منع تفاقم الوضع. وفرّ نحو مليون مدني من الضربات الجوية والقصف المدفعي باتجاه الحدود، ما ألقى عبئاً هائلاً على وكالات الإغاثة وأثار قلق تركيا التي تستضيف 3.6 مليون لاجئ سوري وتقول إنه ليس بوسعها استقبال المزيد.
وفي سبتمبر(أيلول) 2018، توصلت تركيا وروسيا إلى اتفاق يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب، تُحظّر فيها الأعمال العدائية. لكن، منذ ذلك التاريخ، قُتل أكثر من 1800 مدني في هجمات شنها النظام السوري والقوات الروسية.
ليفانت - اندبندنت عربية
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!