الوضع المظلم
الأحد ١٩ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • ترامب الفاشل في مُواجهة كورونا واختبار الإنسانية.. مُهدّد بالهزيمة

ترامب الفاشل في مُواجهة كورونا واختبار الإنسانية.. مُهدّد بالهزيمة
ترامب


يحتدم التنافس والصراع بين الحزب الديمقراطي الأمريكي ومرشحه، جو بايدن، من جهة، والحزب الجمهوري الأمريكي، ومرشحه الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، من جهة أخرى، نتيجة ما يعتبره بعض الأمريكيين هزائم وانتكاسات وتراجع لدور الولايات المتّحدة الخارجي، وتقلّص مركزها كقائدة للعالم “الحر” وفق وصفهم.


ورغم أنّه قد أضحى معتاداً أن يحكم رئيس جمهوري لدورتين مدتهما معاً ثماني سنوات، ليخلفه بعدها رئيس ديمقراطي ويتبوّأ المنصب للفترة عينها، لكن استطلاعات الرأي تشير هذه المرة إلى أرقام مخالفة لذلك، ما قد يعني أنّ ذلك النظام الدوري للحكم المتناوب، سينتهي على غير العادة في وقت أبكر، كنتيجة حتمية للأخطاء الداخلية والخارجية التي ارتكبها ترامب، والتي يعتبرها مراقبون “عدم مقدرة” من الملياردير الشهير عن الخروج من شخصيته الأساسية كتاجر، إذ تعاطى مع ملفات العالم والولايات المتحدة عينها من منطق تجاري بحت، سهل معه بيع الحلفاء وشراء الخصوم، دون أدنى اعتبار لتبعات ذلك إستراتيجياً.


ماذا قالت استطلاعات الرأي


ومنه، استبقت استطلاعات الرأي الانتخابات الأمريكية للتعبير ما يجول في خاطر الأمريكيين، الذين يبدو بعضهم نادماً على اختيار ترامب رئيساً، فقد ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، في الثامن عشر من يوليو الماضي، أنّ الاستطلاعات في الولايات المتحدة، تبيّن تقدّم المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، جو بايدن، على حساب الرئيس الراهن دونالد ترامب.


 


وقد ذكر جوناثان فريدمان في مقال على الصحيفة، أنّ كل التوقعات تنوّه إلى هزيمة ترامب في الانتخابات المقبلة، وبشكل خاص، أنّ استطلاعات أخيرة كشفت أنّ 72 في المئة من الأمريكيين يعتقدون أنّ بلادهم تتجه نحو المسار الخاطئ، وصرّح الكاتب عن ارتباط ولاية ترامب بوضع كارثي عاشته الولايات المتحدة نتيجة أزمة فيروس كورونا، لافتاً إلى أنّ تعامل ترامب مع الأزمة ضاعف الأمر سوءاً، كما لفت إلى تقليله من خطر التهديد ودعوته إلى رفع الإغلاق باكراً، إضافة إلى سوء تعامله مع الاحتجاجات على مستوى البلاد نتيجة العنصرية ووحشية الشرطة.


التعاطي مع كورونا


ومع فشل ترامب في التصدّي لكورونا، وعدم تمكن الولايات المتحدة من الوصول إلى اختراق طبي في التصدّي للجائحة، والذي دفعها للتربّع على صدارة الإصابات بالفيروس، تعهّد بايدن، في الواحد والعشرين من أغسطس، بمعالجة الولايات المتحدة التي يعتقد أنّها تعرضت لضربة من قبل جائحة فيروس كورونا المستجد، وذلك بتوحيد كلّ الأمريكيين.


واعتبر المرشح الديمقراطي الانتخابات الرئاسية اللحظة الراهنة بأنّها ذات أهمية تاريخية، في ظلّ أزمة صحية نتيجة جائحة الفيروس التاجي والركود الاقتصادي والمعركة بخصوص البيئة، حيث أخذ بايدن عهداً على نفسه، بأن يمثّل جميع الأمريكيين، وبأن يعمل بنفس الجدية في سبيل من لا يؤيدونه كذلك، الأمر الذي رأت فيه رويترز اختلافاً ضمنياً مع موقف ترامب الذي لم يشر لرغبة تذكر في استمالة أحد خارج قاعدة ناخبيه، فيما استهجن بايدن بحدّة تعامل منافسه ترامب مع الوباء، لافتاً إلى أنّه “أخفق في أبسط واجباته الأساسية تجاه الأمة: لقد فشل في حمايتنا”.


العنصرية والمظاهرات ووحشيّة الشرطة


وبالتزامن، تخرج منذ مايو الماضي، مظاهرات ضد العنصرية ووحشية الشرطة في الولايات المتحدة، عقب مقتل المواطن جورج فلويد البالغ من العمر 46 عاماً، بعد أن جلس شرطي من منيابوليس بركبته على رقبته لقرابة تسع دقائق، فيما ما تزال تعيش وسط مدينة بورتلاند مظاهرات كل ليلة منذ أكثر من مئة يوم.


وفي سياق التظاهر على العنصرية والعنف الممارس من قبل الشرطة مع ذوي البشرة السمراء، اعتبر بايدن، في الواحد والثلاثين من أغسطس، أعمال العنف التي شابت الاحتجاجات بمدينة بورتلاند بولاية أوريغون، بأنّها غير مقبولة، ودعا الرئيس دونالد ترامب إلى الكف عن “تشجيعه الأهوج” لها.


 


وبالصدد، تبادل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وتيد ويلر، عمدة مدينة بورتلاند، الاتهامات في ذات التاريخ (31 أغسطس)، وحمّل كل منهما الآخر مسؤولية تصاعد العنف بين المحتجّين والرافضين للاحتجاجات في المدينة، حيث ألقى ويلر باللوم على ترامب أثناء مؤتمر صحفي، وقال: “هل تتساءل فعلاً يا سيدي الرئيس عن سبب وصول أمريكا إلى هذا المستوى من العنف لأول مرة منذ عقود؟ أنت الذي خلقت الحقد وزرعت الفتنة، أنت الذي عجزت عن نطق أسماء الأشخاص السود الذين قتلتهم الشرطة، وأنت من زعمت أنّ المؤمنين بتفوق العرق الأبيض أناس طيبون”.


فيما ردّ ترامب، بالقول إنّ “القوة” هي الطريقة الوحيدة لوقف أعمال الشغب المنتشر في البلاد، وهو ما استفزّ بايدن ودفعه للرد عليه، واتهامه بخلق الفوضى والعنف، على خلفيّة المواجهات بين أنصار حركة “حياة السود مهمة” ومعارضيهم، حيث كتب بايدن على حسابه في “تويتر”: “نحتاج إلى رئيس يخفض درجة الحرارة ويوحّد البلاد، ولا يصعّد التوتر ويزيد المجتمع تمزّقاً”، وأضاف: “سأتعامل مع الفيروس وأزمة الاقتصاد، سأعمل من أجل تحقيق الإنصاف والفرص المتساوية للجميع”.


ترامب والسقوط في اختبار الإنسانيّة


وليتعمق الشرخ بين الإنسانية وترامب، عرضت صحيفة “واشنطن بوست”، في السادس من سبتمبر، مقتطفات من كتاب مايكل كوهين، المحامي السابق لـ”ترامب”، وجّه فيها الاتهام للأخير بالعنصرية وكره الزعماء السود والأقليات، حيث أشارت الصحيفة أنّ ترامب قال تصريحات مهينة بحق الزعماء العالميين السود، ومنهم رئيس جنوب أفريقيا السابق، نلسون مانديلا، وكذلك بخصوص الأقليات في الولايات المتّحدة بشكل عام.


وضمن كتابه المزمع نشره الأسبوع المقبل، دوّن كوهين أنّ ترامب وصف مانديلا بأنّه “زعيم ضعيف”، وتبعاً للصحيفة، أضاف كوهين أنّه عقب وفاة مانديلا عام 2013 تحدّث ترامب بألفاظ بذيئة عنه ووصفه بأنّه “لم يكن زعيماً”، كما لفت كوهين في كتابه إلى أنّ ترامب قال: “أخبرني عن دولة واحدة يديرها شخص أسود ليست خربة، جميعها مراحيض”.


 


وأوردت صحيفة “واشنطن بوست” أنّ كوهين اتّهم ترامب ضمن كتابه بنبذ الأقليّات، وأنّه صرّح أثناء حملته الرئاسية لعام 2016، أنّه لن يفوز بأصوات الأمريكيين من أصول لاتينية، وقال كوهين عن ترامب قوله “مثل السود.. هم أغبياء جداً بدرجة لا تسمح لهم بالتصويت لترامب”.


ولا يبدو أنّ الرجل الأشقر، بحاجة إلى المزيد من الفضائح التي تبيّن ارتكاب الأمريكيين خطاً كبيراً بتنصيبه رئيساً عليهم، وهو ما قد يكون دافعاً لهم للبحث عمن يصلح لهم سوء طالعهم، علّه (ترامب) يدفعهم للتفكّر أكثر في قادمات السنوات، قبل الإدلاء بأصواتهم للشخص الخاطئ، فيما من المؤكد أنّ كل تلك الكمية من المواقف، لا بد وأن تهدّد عرش ترامب بالسقوط.


ليفانت-خاص


إعداد وتحرير: أحمد قطمة 







 



النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!