الوضع المظلم
السبت ٠٢ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • تحالف الحوثي والإخوان.. أي مصير ينتظر الأزمة اليمنية في ظل التصعيد الراهن؟

تحالف الحوثي والإخوان.. أي مصير ينتظر الأزمة اليمنية في ظل التصعيد الراهن؟
شعار الاخوان
كثّفت ميلشيا الحوثي الإرهابية هجماتها ضد المدنين في اليمن بعدة مناطق خلال الأيام القليلة الماضية، كان أبرزها مأرب، وصلت بعضها إلى العاصمة صنعاء، فيما قرأه المراقبون بأنه محاولة من الجماعة المدعومة من إيران وحليفها الداخلي، تنظيم الإخوان، للضغط على المجتمع الدولي من أجل السيطرة على مناطق جديدة في البلاد بالتزامن مع تكثيف الجهود الدولية لإنهاء حالة الصراع المتفاقم منذ أكثر من عقد، وتنفيذ بنود اتفاق الرياض للوصول إلى خارطة طريق سياسية تضمن الاستقرار بالبلاد.

وفي السياق، حذّرت أطراف دولية وإقليمية، في مقدمتها الأمم المتحدة، من تفاقم الأزمة اليمينة جرّاء تكثيف مليشيا الحوثي الإرهابية عملياتها التي استهدفت المدنين وأودت بحياة المئات، وأكدت أن ما يحدث يمثل نسفاً لعملية السلام المُراد تحقيقها في البلاد، ويدفع إلى تمديد عمر الأزمة، لخدمة أهداف محددة.

عقوبات أمريكية

وبالتزامن مع تنفيذ المليشيا الحوثية عملية قصف صاروخي في مأرب راح ضحيته 39 يمنياً، فيما أصيب العشرات، في مشهد بات مكرراً على اليمنين، طالب سياسيون ومراقبون بوضع حدّ رادع لتوغل العمليات الحوثية المدعومة إيرانياً، مؤكدين على تورّط جماعة الإخوان بالبلاد في هذه العمليات باعتبارها حليفاً للحوثي وتجمعهم "مصلحة مشتركة".

الجيش اليمني في مأرب/ أرشيفية


ومن جانبها أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، الخميس، توقيع عقوبات جديدة على عدد من قيادات المليشيا الحوثية، منهم خالد مسفر الشاعر، الذي يقود منظمة للدعم اللوجيستي والعسكري، فيما أعلنت المليشيا الحوثية مقتل نحو 15 ألفاً من قياداتها في المعارك في مأرب وحدها، فيما يمثل إقراراً منها بالفشل.

اجتماعات سرية وتحالف جديد

وتقول مصادر يمنية مطلعة، إن اتفاقاً جرى مؤخراً بين المليشيا الحوثية وجماعة الإخوان، يقضي بتسليم الأخيرة بعض المناطق التي تسيطر عليها، مثل محافظة شبوة، لإخضاعها بشكل كامل لسيطرة الحوثيين، وفي المقابل يجري تقاسم السلطة بين الطرفين في مناطق أخرى، معظمها ذو أهمية اقتصادية واستراتيجية، مثل مأرب والحديدة وصنعاء.

وأوضحت المصادر التي تحدّثت لـ"ليفانت"، وفضلت عدم ذكر أسمائها لضرورة أمنية، كونهم مقيمين داخل مناطق الصراع، أن السلطات المحلية رصدت عدة اجتماعات بين قيادات إخوانية وأخرى حوثية قبل أشهر، تم خلاله الاتفاق حول مبدأ تقاسم السلطة في البلاد، مشيرة إلى علم الإخوان المسبق بالمناطق التي استهدفها تنظيم الحوثي مؤخراً، وتقديم بعض القيادات معلومات دقيقة عن مناطق حيوية ومراكز حكومية.

ما علاقة الملف النووي الإيراني بالتصعيد؟

وبحسب المصادر، تسعى إيران إلى إشعال وقود "الحرب من خلال الوكلاء" في اليمن، للضغط على المحيط الإقليمي وأيضاً المجتمع الدولي، بالتزامن مع جهود كبيرة لإنهاء حالة الصراع في اليمن على مستوى، وأيضاً الحديث عن العودة إلى ملف المفاوضات النووية في "فيينا"، وتطوير طهران لبرنامجها النووي بالتحدّي لكافة التحذيرات الدولية بهذا الصدد، مشيرة إلى أنّ الملف اليمني وزعزعة الاستقرار في المنطقة العربية، تعد أداة للضغط على المؤسسات لتخفيف الضغوط الدولية المفروضة عليها.

وتستند المصادر إلى التحركات من جانب أذرع إيران في المنطقة العربية، مثل حزب الله الإرهابي وميلشيا الحوثي كأدوات لتحريك المياه الراكدة بالتزامن مع التطورات الخاصة بالملف النووي الإيراني، والاحتمالات بفرض عقوبات جديدة على طهران، موضحاً أنها سياسة قديمة في التعامل مع تلك الأزمات.


واستنكر سياسيون وخبراء يمنيون ما وصفوه بـ"التخاذل" من جانب جماعة الإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في اليمن، على المجازر الحوثية في البلاد، وقالوا إن الجماعة قد وقّعت اتفاقاً مع الملشيا المدعومة إيرانياً منذ سنوات بدافع المصلحة المشتركة وتقاسم السلطة في البلاد، مؤكدين على التنسيق المشترك بين الجانبين خلال الفترة الأخيرة، خاصة باستغلال قيادات الجماعة مناصبهم في عدة مناطق لتسهيل العمليات الحوثية على المراكز الحيوية.

اتفاق قديم يدفع ثمنه اليمن

ويقول السياسي اليمني محمد الفقيه إن مليشيا الحوثي وجماعة الإخوان هما حلفيان وشركاء فيما يجري منذ فترة طويلة، ولا يمكن الفصل بينهم من حيث الأهداف والأيدولوجيا أيضاً، فكلاهما يعملان من أجل تحقيق نفس الأجندة التي لا تمت لأي صلة بالولاءات الوطنية لكنها ترتبط بأجندات ومصالح القوى الداعمة لكلاهما.

وفي تصريح لـ"ليفانت"، يرى الفقيه أن الشعب اليمني يواجه كوارث إنسانية غير مسبوقة جرّاء الأزمة الممتدة في البلاد منذ سنوات، وتعاني قطاعات كبيرة في مناطق شاسعة من نقص الموارد الأساسية من الغذاء والدواء، فضلاً عن الاستهداف المستمر من جانب الميلشيا الحوثية للمناطق السكنية والتجمعات المدنية، وما ينتج عنه من ضحايا بالمئات.

اقرأ المزيد: داعش يعاود الظهور في تونس.. ما علاقة الإخوان؟


ويؤكد الفقيه أنّ الحلّ للأزمة اليمنية لا يمكن أن يتحقق بدون حالة من الاستقرار على المستوى الأمني، لدعم المسار السياسي وتعزيز سيادة الوطن وتحقيق رغبة المواطنين دون تدخلات خارجية، مشيراً إلى أهمية تنفيذ اتفاق الرياض، باعتباره منطلقاً هاماً لتحقيق خارطة الطريق السياسية في البلاد، لكنه يشير في الوقت ذاته إلى دفع إيران لعملائها في الداخل بتمديد الصراع، وهو ما يعكس تكثيف الضربات من جانب المليشيا في الوقت الراهن لنسف أي محاولة للخروج من عنق الأزمة.

واعتمد مشروع إيران في الشرق الأوسط على الوكلاء، أو الميليشيات التي تحارب نيابة عنها، حزب الله في لبنان، جماعة الحوثي في اليمن، الحشد الشعبي في العراق، فضلاً عن عملائها في سوريا.

اقرأ المزيد: السودان يدخل النفق المظلم.. ما مآلات الأزمة الراهنة؟


وبالرغم من نجاح إيران عبر سنوات في اختراق النظم العربية وتجنيد مواطنيها لخدمة المشروع المغلّف بغطاء المقاومة والدين، إلا أنّ ذلك النفوذ بدأ في الانكماش تدريجياً منذ عام 2013 وما تبعه من صحوة وانتباه لدى الشعوب العربية للدور الذي تلعبه القوى الإقليمية في المنطقة، ومدى الخراب الذي خلّفته في بلادهم دولة الملالي.

ليفانت - رشا عمار

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!