الوضع المظلم
الإثنين ٠٨ / يوليو / ٢٠٢٤
Logo
  • تجديد البعث العربي الاشتراكي: بين تغييرات شكلية وتحديات إيديولوجية

تجديد البعث العربي الاشتراكي: بين تغييرات شكلية وتحديات إيديولوجية
بشار الأسد

شهدت دمشق في بداية شهر مايو الحالي انتخابات حزب "البعث العربي الاشتراكي"، حيث تم اختيار قيادة مركزية تتكون من 14 عضوًا، بالإضافة إلى "انتخاب" فروع للحزب في المحافظات من بين 80 عضوًا، وتمت ملاحظة تورط بعضهم في قضايا فساد، بما في ذلك بعض الشخصيات التي كانت تعمل مع المحافظ السابق للاذقية، إبراهيم خضر السالم، والذي يقبع حاليًا في السجن.

وأفادت مصادر حزبية موثوقة في دمشق أن "النظام يهدف إلى إجراء تغييرات في قيادة الحزب الرئيسية لخلق انطباع للسوريين، بما في ذلك أتباع البعث، بأن الحزب يتجه نحو مرحلة جديدة في البلاد". وتم التأكيد على أن تسمية "اللجنة المركزية" مستمدة من تاريخ الحزب، خاصة من خلال دورها في انقلاب عام 1963.

ووفقًا للمصادر، كان أعضاء القيادة الجديدة يشغلون مناصب مسؤولية لسنوات دون تحقيق إنجازات ملموسة، مثل "عزت عربي كاتبي" الذي كان يرأس منظمة طلائع "البعث" لفترة طويلة. وقد أثارت التساؤلات حول ما إذا كان سيحمل كاتبي اليوم مسؤولية مكتب التربية والطلائع، وما الجديد الذي سيقدمه.

وتأكدت المصادر أيضًا من أن رئيس النظام، بشار الأسد، اختار أشخاصًا يثق بهم والذين تجربهم خلال سنوات الحرب، مثل صفوان أبو سعدى الذي شغل مناصب محافظ في عدة محافظات، بالإضافة إلى دوره في تهدئة الشارع المناهض للأسد في مسقط رأسه بالسويداء.

وأشارت المصادر الحزبية إلى أن عدد المتقدمين لعضوية اللجنة المركزية بلغ 343 شخصًا، وتمت الموافقة على 80 منهم، وعيَّن الأسد 45 منهم، مع اختياره أعضاء للجنة المركزية ولجنة الرقابة والتفتيش.

من ناحية أخرى، انتقدت المصادر الحزبية عملية "انتخاب" أعضاء اللجنة المركزية، مشيرة إلى أن النجاح كان محسومًا مسبقًا بغض النظر عن نتيجة الاقتراع، وذكرت نجاح "أيهم نجدت جريكوس" على الرغم من التهم الموجهة له، بينما فشل بعض المرشحين الآخرين رغم حصولهم على نسب أصوات كبيرة.

وفيما يتعلق بالتغييرات الشكلية التي أدخلها الأسد، أكدت المصادر عدم ارتباطها بالانفتاح العربي على النظام السوري، مشيرة إلى مواقفه السلبية تجاه المعارضة السورية.

وبخصوص الأمين العام المساعد، نفت المصادر ارتباطه بعلاقات مع إيران، مشيرة إلى أن دوره محدود طبقًا للبنية التنظيمية للحزب، وأن مهمته تقتصر على تطوير مؤسسة البعث وتحريرها من الفساد.

اقرأ المزيد: التعاون الأمني يؤتي ثماره.. "قسد" تسلم مسلحي داعش للسلطات العراقية

وأضافت المصادر أن دور إبراهيم حداد سيكون محدودًا ولن يتداخل مع السياسة الخارجية، بل سيقتصر على تطوير مؤسسة البعث ومكافحة الفساد، وهو ما دفعه لتشكيل لجنة الرقابة والتفتيش.

وفي نفس السياق، استبعد أحد الأساتذة في جامعة دمشق أي تغييرات جوهرية في الحزب، مشيرًا إلى عدم قدرة البعث ع

لى إحداث تغيير فعلي في الفكر أو الهيكل التنظيمي، وذلك بسبب فشله الإيديولوجي وتراجعه التنظيمي. وأضاف أن حديث فصل الحزب عن السلطة ليس إلا دعاية إعلامية، متوقعًا أن يقتصر أي تغيير على نقل مقار الحزب خارج المؤسسات الحكومية.

وأشار الأستاذ إلى أن الأسد يسعى لاستعادة دعم الشعب الذي انقسم بعد الأحداث التي شهدتها البلاد منذ عام 2011، بهدف إعادة صياغة المجتمع السوري وفق رؤيته البعثية. وختم حديثه بالتأكيد على أن تركيز الأسد في خطابه الأخير أمام المؤتمر الحزبي على إعادة تموضع الحزب وتحديث هيكله التنظيمي والفكري.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!