الوضع المظلم
الجمعة ٠٣ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • بين انفجار مرفأ بيروت وأحداث الطيونة.. الدولة اللبنانية أسيرة

بين انفجار مرفأ بيروت وأحداث الطيونة.. الدولة اللبنانية أسيرة
لبنان \ ليفانت نيوز

منذ انفجار مرفأ بيروت، في الرابع من أغسطس 2020، وحدّة الازمات اللبنانية ترتفع، منذرة بحرب أهلية أخرى، مع إصرار مليشيات إيران في ذلك البلد العربي الصغير، مصادرة قرار الدولة والاستئثار بإرادة اللبنانيين، خدمة لأجندات الولي الفقيه ونظام الملالي.

اقرأ أيضاً: الحرائق تترصد خيم اللاجئين السوريين في لبنان

لكن اللبنانيين بالمقابل، يواجهون المليشيا، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، رغم ما يحمل فعل المواجهة من عواقب، قد تودي بالبلد إلى قاع جديد، بجانب من يعيشه من أوضاع اقتصادية صعبة، نالت من طبقة الفقراء ومتوسطي الحال، زادت معه حالات الجريمة والسطو والسرقة، بفعل البطالة والتضخم وندرة فرص العمل، وانخفاض القدرة الشرائية لعامة الناس، وهو ما يتجاهله ساسة لبنان المحسوبون على إيران أو الدائرون في فلكها.

القضاء في لبنان (أرشيف)

عجز لبنان عن تحقيق العدالة

وبما أن الحاكم في لبنان، هو منطق القوة وليس قوة المنطق، لم يبقى من مؤسسات الدولة ما يزود عن هيبتها المنتهكة من قبل حزب الله، أضحت مؤسسات الدولة لا حول ولا قوة لها، وهو ما دفع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في منتصف أكتوبر الماضي، إلى المطالبة بإحالة ملف "انفجار بيروت" إلى لجنة تحقيق دولية.

وقال جعجع في حوار مع "صوت بيروت إنرتناشيونال"، إن "القاضي المعتر" (يقصد طارق البيطار)، ليس بمقدوره القيام بأي شيء، بالتالي لن نتوصل لنتيجة في التحقيق المحلي، لذا من الأفضل أن نذهب باتجاه لجنة تقصي حقائق دولية"، متهماً "حزب الله" بأنه يحاول قتل التحقيق بقضية تفجير مرفأ بيروت.

اقرأ أيضاً: ميليشيا "حزب الله اللبناني"  تعزز التمدد الإيراني في دمشق

وتابع أن "ردنا على ما كان من الممكن أن يقوم به "حزب الله" هو الإقفال العام ولا يزال حتى هذه اللحظة هو الرد الوحيد الموجود على أجندتنا"، معلقاً على الأحداث التي شهدتها منطقة الطيونة، بالقول إن "المتظاهرين حاولوا دخول منطقة عين الرمانة، وبدأوا بتكسير السيارات الموجودة بالمحيط".

استغلال الطيونة للترهيب

فيما كان موقف مليشيا حزب الله المزعزع للاستقرار والأمن واضحاً على لسان مسؤوليه، إذ أكد محمد رعد، رئيس الكتلة النيابية لـ"حزب الله" اللبناني، أن "الحزب لن يندفع إلى حرب أهلية ولن يهدد السلم الأهلي، لكنه لن يقبل بأن يذهب دم أهله هدرا"، وذلك تعليقاً على أحداث الطيونة.

واستطرد النائب اللبناني: "إننا ننتظر أولا لنرى ماذا ستفعل الدولة، لكننا لن ننسى دم الأبرياء من أهلنا"، وذلك عقب أن قتل 7 أشخاص على الأقل خلال اضطرابات مسلحة في منطقة الطيونة، وصفتها السلطات بأنها هجوم على متظاهرين كانوا متجهين للمشاركة في احتجاج دعا له "حزب الله" وحركة "أمل" للمطالبة بعزل قاضي التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت.

اقرأ أيضاً: ميقاتي: تصريحات زعيم حزب الله ضد السعودية لايمثل موقف لبنان

بينما اختار الطرف المسيحي التهدئة وعدم الانجرار للغة التهديد والوعيد، وهو ما جاء على لسان البطريرك الماروني في لبنان، مار بشارة بطرس الراعي، والذي قال خلال عظة: "في القلب غصة لما جرى الخميس الماضي، ونتقدم بالتعازي الحارة من عائلات الضحايا ونستنكر هذه الأحداث واستعمال الأسلحة بين أخوة الوطن الواحد".

مؤكداً أنه "لا يجوز لأي طرف أن يلجأ إلى التهديد والعنف وإقامة حواجز عشائرية على الطرقات"، مضيفاً: "ندعم دور الجيش، وقد نجح في حصر مواقع الاشتباك وأظهر ان المؤسسة الشرعية أقوى من أي قوة أخرى"، كما شدد على "ضرورة تحرير القضاء من السياسة، ودعم استقلاليته وفقا لمبدأ فصل السلطات"، لافتاً إلى أن "ما من أحد أعلى من القانون والقضاء الذي يجب أن يبقى مستقلاً".

الدائرون بفلك حزب الله

لكن لغة الحوار والتهدئة التي اتسم بها موقف البطريرك، لم تشمل كل المسيحين في لبنان، فبعضهم ممن يدور بفلك المليشيا من المقربين من رئيس الجمهورية ميشيل عون، كان لهم موقف مغاير، فعلق جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر على أحداث الطيونة في بيروت، وقال إن "القوي ليس من يقنّص الناس من السطوح بل من يتجنب الفتنة"، وتابع أن "أحدهم كلما حاول تنظيف نفسه يفشل من خلال سفك الدم، لأنها طبيعته"، مؤكدا أن "جريمة الطيونة أكبر برهان".

وأضاف باسيل أن "من تاريخه أسود لا يستطيع ادعاء الانحياز للعدالة، ويقتل شعباً متظاهراً ويحاول أن يتسبب بفتنة"، وأردف: "الناس الذين تظاهروا ولو كانوا مستفزين، لا يحق لأحد قتلهم قنصاً وغدراً، لنشهد نفس المجزرة التي شهدناها في تشرين أكتوبر 1990، على يد نفس المجموعات المسلحة"، زاعماً أن "التعبير عن الرأي، مهما كان لا يبرر الرد عليه بالعنف وإطلاق النار والقتل"، في إشارة إلى حزب "القوات اللبنانية".

اقرأ أيضاً: وزير الصحة اللبناني: فتح المدارس سيسهّل انتشار الفيروس

ليرد حزب "القوات اللبنانية"، مستغرباً "أن يواصل النائب جبران باسيل إطلالاته على الناس التي جوعها وأفقرها وأذلها وأوصلها إلى جهنم منذ أن سلمه عمه (الرئيس اللبناني ميشال عون) دفة الرئاسة الأولى، وذلك تماماً كما فعل عمه في نهاية ثمانينات القرن الماضي، فدمر المنطقة الحرة الوحيدة في لبنان، بسبب جشعه الرئاسي، والصهر كالعم، الرئاسة بالنسبة إليه أهم من الناس والبلد، فلا بأس من تدمير لبنان سعياً إلى الكرسي والسلطة والنفوذ والمال".

وأضاف البيان: "كان الأولى بالصهر أن يخجل من نفسه ومن تاريخه وتاريخ عمه وأن يلتزم الصمت أمام حناجر اللبنانيين التي صدحت في وجهه، محملة إياه وعمه مسؤولية النكبة التي وصلوا إليها، فالأكبر قدم المنطقة الحرة للرئيس السوري الراحل، حافظ الأسد، من أجل أن يقدِّم له الرئاسة الأولى، والأصغر قدم ويقدّم لبنان إلى أمين عام "حزب الله"، حسن نصر الله، من أجل أن يقدم له الرئاسة الأولى، فيحكم باسم نصر الله على حساب لبنان واللبنانيين".

دعوة بابوية

لتلفت أوضاع لبنان المتدهورة انتباه العالم، وتدفع شخصيات اعتبارية إلى توجيه دعوات التعقل لساسته، ومنها في الخامس والعشرين من نوفمبر الماضي، عندما دعا البابا فرنسيس، خلال لقائه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، جميع اللبنانيين إلى التعاون من أجل إنقاذ وطنهم لكي يستعيد لبنان دوره كنموذج للحوار والتلاقي بين الشرق والغرب، وقال البابا: "هموم ​لبنان​ كثيرة، وأنا سأحمله في صلاتي من أجل أن يخلصه الله من كل الأزمات".

​​​​​​​اقرأ أيضاً: الحريري لـ نصر الله: استعداء السعودية مُغامرة بلبنان

فيما أفاد ميقاتي بأن البابا أكد أنه سيبذل كل جهده في جميع المحافل الدولية لمساعدة لبنان على عبور المرحلة الصعبة التي يعيشها وإعادة السلام والاستقرار إليه، مشيراً إلى أنه "في هذه الأوقات الصعبة التي يمرّ بها لبنان، نحن في أمس الحاجة إلى الصلاة ليقي الله وطننا الويلات والشرور، كما أننا في أمس الحاجة لدعم الأصدقاء"، لافتاً إلى أن "الحرب التي كادت أن تقضي على عيشنا المشترك علمتنا كيف نحمي هذه الميزة الفريدة ونجاهد اليوم للحفاظ عليها رغم التحديات والمخاطر، لأن فيها ضمانة لمستقبل اللبنانيين من دون تمييز".

دعوات وعظات، لعل ذلك كل ما تبقى بيد اللبنانيين ومحبيهم بالعالم، تجاه ذلك الوطن، الذي يبدو جلياً أنه أسير طموحات مليشيا مؤتمرة بإشارة من طهران، تنفذ الهجمات على إسرائيل، دون أن تردعها أي خشية على حاضر ومستقبل ذلك البلد، وكأنها لا تنتمي له سوى في الأوراق الرسمية، وبالتالي لا تخشى خرابه، كما خربته سابقاً.

ليفانت-خاص

إعداد وتحرير: أحمد قطمة 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!