-
شهادات للسوريين المرّحلين قسراً من بيلاروس.. تخّوّف من ملاحقة نظام الأسد
نقلت الإذاعة الوطنية العامة الأميركية "NPR" شهادات لسوريين تم ترحيلهم من بيلاروسيا، بعد أن خيروا بين الرحيل طوعاً أو مواجهة الاعتقال والترحيل قسراً.
وبدأت بيلاروسيا بترحيل المهاجرين الذين فشلوا في عبور الحدود إلى داخل بولندا المجاورة، بعد اشتداد الأزمة التي اندلعت بينها وبين الاتحاد الأوروبي، دون اعتبار لسلامتهم الجسدية، وفق منظمات حقوق الإنسان.
ورغم مناشدة بعض السوريين للسلطات البيلاروسية بعدم ترحليهم لأن النظام السوري يلاحقهم، أعادتهم مينسك قسرا إلى سوريا.
ويروي تقرير الإذاعة كيف تمكن سبعة سوريين من الفرار عبر نوافذ نزل كانوا يقيمون فيه في مينسك بعد وصول مسؤوليين بيلاروسيين، فيما قبض على الآخرين وسلبت منهم جوازات سفرهم.
وكان هؤلاء من بين آلاف المهاجرين الذين تم استدراجهم إلى البلاد بتأشيرات سفر للدخول إلى الاتحاد الأوروبي، لكنهم الآن يواجهون مطالب بالرحيل ومنهم من وضع على طائرات توجهت إلى سوريا.
ونقلت الإذاعة عن أحد السوريين من دمشق إنهم كانوا أمام خيارين: الرحيل طوعاً أو الترحيل قسراً إلى سوريا.
غادرت طائرة تابعة لشركة "أجنحة الشام" السورية وفي 8 ديسمبر، من مينسك إلى دمشق وعلى متنها حوالي 97 سوريا.
وقال سوريان كانا على متن الرحلة للموقع إنهما أجبرا على ركوب الطائرة رغم أن العودة تشكل خطرا على حياتهما، وتجاهلت السلطات البيلاروسية طلب لجوء أحدهما.
وفي شهادة أخرى، يقول سوري أعيد إلى دمشق للموقع إنه أب لطفلين و أن أمامه أسابيع قليلة لمغادرة سوريا من جديد خوفا من السجن أو التجنيد العسكري، لكونه كان مطلوبا من الاستخبارات السورية في السابق.
فيما صرّحت ناتاليا بروكوبتشوك، وهي مسؤولة اتصالات في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أوروبا، للإذاعة بأن المفوضية تتلقى تقارير تفيد أن المهاجرين يعادون قسراً إلى العراق وسوريا.
وكانت قد ذكرت مصادر محلية في وقت مصيراً غامضاً ينتظر العائدين من بيلاروسيا عقب تشردهم في الغابات هناك، وإعادتهم قسراً إلى دمشق، وأنّه لا معلومات عنهم حتى اللحظة، من بعد وصولهم إلى مطار دمشق، ولا يعرف مصيرهم.
ووفق صحيفة "نوفايا غازيتا" الروسية، فإنّ قوات الأمن البيلاروسية تدرك أنّ النظام لا يرحب بعودة أي من السوريين الذين فرّوا إلى أوروبا ويعتبرهم أعداء له، وأردفت الصحيفة: "الجميع يفهم أن هؤلاء الناس لا يستطيعون العودة إلى وطنهم، هناك سوف يُسجنون أو يموتون".
وتضيف أن بيلاروس، بصفتها موقعة على اتفاقية اللاجئين لعام 1951، تخرق القانون الدَّوْليّ بترحيل اللاجئين إلى بلد يواجهون فيه الاضطهاد.
ويخيّم آلاف المهاجرين، معظمهم من الشرق الأوسط، في بيلاروس في ظروف غالباً ما تكون قاسية، على أمل عبور الحدود البولندية ودخول الاتحاد الأوروبي.
اقرأ أيضاً: المصير المجهول يكتنف السوريين المرحلين من بيلاروسيا
ويتّهم الغرب بيلاروس بوقوفه وراء تدفق المهاجرين للضغط على الاتحاد الأوروبي الذي فرض عقوبات على نظام ألكسندر لوكاشنكو بسبب قمعه المعارضة ووسائل الإعلام المستقلة.
وفي وقت سابق، صرّحت الناطقة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ليز ثروسيل للصحافيين، بأن فريق المكتب سافر إلى بولندا لكن "لم يسمح له بدخول المنطقة الحدودية المحظورة" مضيفة أن "بيلاروسيا للأسف لم تقبل طلب المكتب بالزيارة. وطالبت سلطات البلدين السماح بوصول (الفريق) إلى المناطق الحدودية ووقف الممارسات التي تعرض اللاجئين وغيرهم من المهاجرين للخطر".
اتهمت الأمم المتحدة البلدين بتعطيل الفريق الذي أرسل للتحقيق في أزمة المهاجرين عند الحدود البولندية البيلاروسية لم يسمح له بالوصول إلى المنطقة الحدودية بين البلدين.
ليفانت نيوز_ NPR
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!